بغداداعلن متحدث عسكري اميركي اليوم الجمعة ان وجهي عدي وقصي صدام حسين خضعا لعملية ترميم قبل اخذ صور لجثتيهما وتوزيعها على المراسلين الصحافيين.
ومن جهة اخرى سجلت ردود فعل مختلفة بين سكان بغداد بعد نشر الادارة الاميركية الخميس صور جثتي عدي وقصي صدام حسين، فبعضهم ابدى شكوكا، والبعض الآخر عبر عن ارتياحه.
&فهذه الصور التي تناقلتها محطات التلفزة العربية لم تقنع في الغالب رجل الشارع العراقي بأن القوات الاميركية قتلت فعلا عدي وقصي صدام حسين الثلاثاء في هجوم نفذته في الموصل شمال العراق.
&وقال بسوم الشمري (41 عاما) ان "بامكان اي كان ان يخترع" هذه الصور. واضاف "لا اصدق الامر لان الاميركيين يتصرفون بطريقة لا يتخيلها عقل"، متسائلا عن سبب الهجوم العنيف على المنزل الذي ادى الى مقتل الرجلين بدلا من اعتقالهما.
&وكان الاميركيون وزعوا الصور على وسائل الاعلام على اشرطة مدمجة. وهي تضم اربع صور للجثتين، وصورة اشعة لساق عدي التي تظهر فيها قطعة معدنية من جراء العملية الجراحية التي خضع لها في 1996 بعد محاولة اغتياله، وصورتين شمسيتين للقتيلين لم يحدد تاريخهما.
&وقال شبيب حسون (30 عاما) "نعتقد ان عدي وقصي لم يكونا في المنزل. لا توجد اثباتات دامغة على ذلك. نعتقد انه كان هناك اناس ابرياء فقط".
&ورأى العامل في محطة المحروقات محسن الملا (53 عاما) ان وضع الجثتين لا يسمح بالتعرف عليهما.
&ويزيد عدم صدور الصحف اليومية اليوم الجمعة، يوم العطلة الاسبوعية، من الشكوك في بلد يلعب فيه انتقال الاخبار شفهيا دورا حيويا في البث الاخباري.
&وبثت صحيفة "النبأ" العراقية على موقعها على الانترنت صورتين من الصور الاربع الجمعة، الا ان غالبية العراقيين لا يملكون الانترنت ولا يستطيعون مشاهدة المحطات التلفزيونية الفضائية.
&ولا يملك العراقيون اي فكرة عن آلية التأكد من هوية الجثث بواسطة فحص الاسنان الذي اعلن عنه الاميركيون.
&واكد نجم عبود (31 عاما)، الموظف السابق في قصر صدام حسين السابق الذي تتخذ منه القوات الاميركية اليوم مقرا لها في بغداد، "لا يتعلق الامر بعدي وقصي".
&وقال آخر "لسنا مقتنعين. لا احد يصدق الامر في العراق".
&الا ان هناك من يظن العكس تماما. وقال ياسين خضر (58 عاما) "نعتقد ان الصور صحيحة"، مضيفا "الا اننا غير مسرورين لكونهما قتلا".
&وقال حسن السعدي (60 عاما) "انهما عدي وقصي مئة في المئة"، مشيرا الى ان الامر يتعلق بحدث مهم بالنسبة الى العراق. واضاف "اننا نريد العدالة".
&وفي الواقع، ابدى عدد كبير من العراقيين خيبة امل لعدم احالة نجلي الرئيس العراقي السابق، لا سيما قصي، الى المحاكمة.
&واعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول في حديث نشر اليوم الجمعة في صحيفة "الحياة" العربية انه يمكن للشعب العراقي ان يرى "ان هناك طريقا افضل امامه" بعد مقتل عدي وقصي صدام حسين.
&وقال ردا على سؤال عما اذا لو لم يكن من الافضل توقيفهما "ربما كانت لديهما بعض المعلومات التي قد تكون مفيدة، لكنهما قاوما. وعندما حاولنا ان نجعلهما يخرجان واستخدمنا مكبرات الصوت (...) اطلقا النار بدلا من الخروج، وفعل جنودنا ما يفترض ان يفعلوا، وردوا باطلاق النار".
&واضاف "هذان الرجلان كانا مسؤولين عن قتل عدد كبير من العراقيين الابرياء وعدد كبير من المسلمين".