سمير عبيد
&
&
( منذ العام 1991 ولحد الآن يُمنع في الكويت الغناء والفن العراقي بكل صنوفه، ويمنع تداول أي شريط عادي، أو فيديو يحمل غناءاً،أو موسيقى عراقية، ولا ندري هل ناظم الغزالي، ويوسف عمر، وعباس جميل، ومائدة نزهت، و زهور حسين، ومنير بشير، وداخل حسن، وحضيري أبو عزيز، وأخيرا كاظم الساهر كانوا جنرالات في الحرس الجمهوري العراقي، أو من أهالي تكريت؟...حتى يتم منع أصوات، وموسيقى، ولحن، ونكهة هؤلاء؟)
كل من يعتقد أن يغير الجغرافية، والتاريخ فهو واهم، وكل من يعتقد أن يغلق الحدود للأبد فهو واهم، وكل من يعتقد أن يمنع الهواء المشترك فهو واهم، وكل من يعتقد انه سيزرع الفرقة بين الأقوام فهو واهم، لأن عنصر الحكمة والخير سينسفان كل سدود الفرقه. أن مايجمع الشعب العراقي مع الكويتي أكبر من قلم كاتب هنا أو هناك، وأكبر من قرار حاكم هنا أو هناك، لأن هناك دم مشترك يجري في عروق الأخوال و أبناء الأخوات، وهناك تاريخ مشترك، وعلاقة روحية وأجتماعية مشتركة، كما أن هناك هواء مشترك يخرج من رئة العراقي لكي يستنشقه الكويتي وبالعكس، فهل هناك أنسان يتمكن من قطع الهواء المشترك، أو يمنع الطير الذي يأكل في العراق وينام في الكويت وبالعكس. نعم التاريخ الحديث مر في حقبه سوداء نتيجة أخطاء من الطرفين، فالكويتيين كانوا يصفقون الى صدام حسين حتى في أحلامهم، وكانت كل صفقات الأسلحة طيلة الحرب العراقية الأيرانية ( 1980ـ1988) تتم عبر الكويت، وكانت السفارة العراقية في الكويت لها أربعة آلاف وكيل ومنتسب داخل الكويت ومن الشعبين الكويتي والعراقي، يقول أحد الكتاب الكويتيين المنصفين ( كان مطار الكويت يتنظف بعباءات الكويتيين عندما يصل مبعوث من صدام حسين..وذلك من شدّة أزدحام المستقبلين)، وكانت الكويت تسلّم الجنود والضباط العراقيين الهاربين من الحرب الى الجانب العراقي كي يتم أعدامهم، وكذلك الجانب العراقي قام بأخطاء لا تغتفر ومنها ( عملة) أحتلال الكويت، والبطش بها وبأهلها لسبعة أشهر، وتشريد أهلها وناسها، ومن ثم عمليات التصفية داخل الكويت، وأخذ مئات الأسرى الكويتيين، ولكن السؤال: هل ساعد الكويتيون أخوتهم العراقيين أثناء انتفاضة عام 1991؟ وهل ساعد العراقيين المعارضة العراقية منذ عام 1990 الى يوم 20/ أذار الماضي وهو يوم دخول القوات الأمريكية الى العراق؟...الجواب: لا..لم يساعدوهم، بل كانوا يرتجفون من صدام حسين، وحتى لايتم حتى أستقبال أفراد المعارضة العراقية كزوار الى الكويت، ماعدا استقبالهم سنويا في شهر رمضان للسيد ( محمد باقر الحكيم) وبضغط من الشيعة في الكويت، ولكن والحق يقال أن الكويت جنّدت كافة قنواتها الأعلامية لصالح المعارضة العراقية يوم بدأ الزحف الأمريكي نحو العراق بتاريخ 20/ آذار الماضي( ولكن هناك شرائح عراقية تؤكد أن من أحرق مؤسسات الدولة العراقية هم كويتيون، وكانوا يتكلمون بلهجة كويتية) ولكن هذا يحتاج الى تحقيق عندما تهدأ الأمور، وعدم سماعه جهد الأمكان في الوقت الحاضر، ويجب تغافله في الوقت الحاضر، كما أن هناك في الجانب الكويتي،شرائح من الناس لاتريد حتى السلام على العراقيين، ولقد نشرت صحيفة الوطن الكويتة مقالا لأحد الكتاب قبل يومين يؤجج الكراهية بين الشعبين، والعراقيون تعودوا على هكذا أقلام نظر أصحابها قصير جدا، كما الكويتيون تعودوا على طروحات عراقية تصب في مجرى النظر القصير أيضا، ولكن ما حفزنا لكتابة هذا المقال، مانشر في صحيفة(الوطن) الكويتية أمس خبرا عن شركة ( روتانا) التي تعلن أن هناك ر فضا شعبيا للشريط الخاص بالفنان المبدع ( كاظم الساهر)!
كاظم الساهر ليس جنرالا في ميليشات فدائي صدام!
&
من يعرف الفنان كاظم الساهر عن قرب يعطي أجابه وافية عن المظلومية التي وقعت عليه في الكويت، وهنا جمهوره يطالب الفنان القدير ( عبد الله الرويشد) والذي يعرف الفنان الساهر جيدا، أن يقول شهادته بالفنان كاظم الساهر، ولكن يبدو هي تصفية حسابات بين فنانين كويتيين والسيد الساهر، خصوصا لو تذكرنا الردود المتشنجه من قبل بعض الفنانين الكويتيين قبل أعوام وشهور أتجاه الفنان الساهر. ولكن المؤسف لقد تم طلائها سياسيا في ظروف حرجة للغاية، مما أخذت هاله شعبية خرجت خارج حدود الكويت، علما أن وزارة الأعلام في الكويت تقول ( نحن لا نمانع من دخول شريط الفنان كاظم الساهر)، ولكن يبدو أن هناك طرفا في هذه الوزارة حرض الطرف الشعبي لكي لا يقع اللوم على الطرف الرسمي، ولكن هذا الأسلوب أن كان رسميا أو شعبيا لايخدم الشعب الكويتي أطلاقا، كونه سيزيد من الفجوات بين العراقيين والكويتيين والتي يجب تجسيرها فورا من أجل المستقبل الذي يخص أجيال البلدين. ومن الجانب الآخر هناك نخب من العقلاء ومن الجانبين أنصب أهتمامهم على عمليات التجسير منذ زمن، فالرجاء عدم وضع العصي في دواليب عربات هؤلاء الناس، كما لا يوجد داع أن تعطى هدية هذا الأجراء النشاز الى العازفين على وتر الفرقه والكراهية ومن الجانبين.
مالضير أن تكون هناك ألحان وموسيقى عراقية في الكويت، وهل حضيري أبو عزيز، أو داخل حسن، أو منير بشير، أو ناظم الغزالي، أو زهور حسين، أو حتى كاظم الساهر كانوا جنرالات في فدائي صدام، أو الحرس الجمهوري، أو جيش القدس ( الأضحوكه)!!؟
يقول السيد عصام معوض) أمس ومن خلال صحيفة (الوطن) الكويتية: (أن هناك ضغوط لا يتمكن من البوح بها)، وهو مدير عام فروع شركة (روتانا) الخاصة بالتوزيع والأنتاج الفني. يا ترى من هو صاحب المصلحة بنتيجة هذه الضغوط؟
وأين الموقف الرسمي من هذا كله؟
نعم أنها قضية فنية، وتجارية، ولكنها تسيست، وعلى الجانب الحكومي حلّها وبسرعه..كي لا يُسمح لذوي النفوس الحاقدة من تخريب عمليات التجسير السياسي، والأجتماعي، والشعبي، والأقتصادي بين الشعبين الكويتي والعراقي.














التعليقات