زهير كاظم عبود
&
&
&لم تزل أسرار المعاهدة المعقودة بين الولايات المتحدة الأمريكية وصدام حسين في خيمة صفوان المعقودة في العام 1991 ممتلئة بالأسرار والغموض والكتمان الشديد.
&لم يفضح بنود الأتفاقية وما أتفق عليه الطرفين، كما لم يتحدث أحد من الموقعين على الأتفاقية من الجانب العراقي الذي ترأسه الفريق سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي الحالي وعضوية كل من الفريق صلاح عبود والفريق نعمة المحياوي عن التنازلات والأسباب التي أدت الى أيقاف الزحف العسكري على بغداد وألغاء فكرة أسقاط السلطة.
&كما لم تزل أسرار كشف أسماء قيادات حركة 3تموز عام 1993 والتي كادت ان تقضي على حياة الطاغية وتوقف شلالات الدم الهادر في بغداد، لولا تدخل المخابرات المركزية لصالح صدام حسين، فكشفت له وكالة المخابرات المركزية الأسماء والبداية المتفق عليها والطائرات العسكرية التي تنطلق من مطار معسكر الرشيد لتدك المنصة والطاغية لنهي حقبة سوداء من تاريخ العراق، وأستطاع الدكتاتور أن ينقض على الأسماء ينشب فيها أنيابه وأظافره وينتزع الحياة منها بشكل مروع .
&وأستمرت العلاقة السرية بين صدام والمخابرات المركزية مستمرة وممتدة للسنوات التي تلت عملية تحرير الكويت.
وبعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعمليات تحرير العراق من صدام حسين وبغض النظر عن الأهداف المعلنة والسرية وبغض النظر عن صحة وجود الأسلحة المحرمة دولياً من عدمها فقد كان الطاغية يتنقل داخل بغداد تحت مرأى وبصر التكنلوجيا الأمريكية ومعرفتها حيث لم يجد أي ملاذ آمن، ولم يطمأن الطاغية لأي مكان يؤمن له الحماية والعيش الرغيد الذي أدمن عليه ومعه عائلته، فقد بات يشك حتى في تحالفه السري مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأصدرت الولايات المتحدة الأمريكية أوراق اللعب والمتضمنة صور المتهمين الصادر بحقهم أمر القبض لأتهامهم بجرائم الحرب والجرائم ضد الأنسانية وعددهم 55 متهماً، وكان صدام وولدية على رأس هذه القائمة.
&وبدأت القوات تلقي القبض عليهم الواحد تلو الآخر، الكثير منهم سلم نفسه للقوات أعتقاداً وثقة منه بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف لن تطبق عليه مايتناسب مع جرائمه وهذه العقوبات لن تصل في جميع الأحوال للعقوبة الراسخة في عقول العراقيين المنكوبين بسلطتهم والمسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق شعب العراق.
وأستمرت ألغاز خيمة صفوان تغطي المعركة الجديدة حين يتم الأذن لأحد المتهمين ( محمد الدوري ) احد أركان النظام الصدامي والناطق الدولي والمبرر للجرائم ضد الشعب العراقي، أن يتم الأذن له بالتوجه لدولة الأمارات حيث يمنح اللجوء السياسي خشية من أنتقام شعب العراق، وهو أول لاجيء سياسي في العالم يمنح اللجوء لأحتمال أنتقام الشعب العراقي منه , حيث تم منحه اللجوء في دولة الأمارات قبل قيام مجلس الحكم.
&كما كان أستسلام محمد سعيد الصحاف الى القوات الأمريكية وأطلاق سراحه فوراً وأعادته الى بيته معززاً مكرماً وهو المتهم ليس فقط بجرائم بالأشتراك مع السلطة بل بجرائم شخصية بالقتل المباشر أو بالأشتراك أو بالتعذيب في الأقبية الخاصة بقصر النهاية، وهي تهم جميعها تتطلب التوقيف والتحقيق مع المتهم، شكلت لغزاً محيراً زاده حيرة وتساؤل قيام القوات الأمريكية بترحيل الصحاف وعائلته الى دولة الأمارات ليتم منحه اللجوء السياسي في دولة الأمارات العربية المتحدة.
ويزداد المرء حيرة حين يعلم أن وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم لم يفارق داره الكائنة في الحي العربي بالموصل مجاور بناية القصر الرئاسي، ولم يتم طرق باب داره للسؤال عنه مطلقاً وهو المطلوب في أوراق اللعب ومن المتهمين المهمين ومن الموقعين الأساسيين في خيمة صفوان.
وتعلم قوات التحالف أن عزت ابراهيم نائب الرئيس المخلوع لن يكون الا بحماية السيد غازي الحنش شيخ عشيرة بني طي في الموصل والذي يخفيه في أحد البيوت الخاصة، الا أنها لم تكلف نفسها بالسؤال منه الا بعد مضي خمسة أشهر على دخول العراق، وهو الذي رحل الى الموصل قبل دخول القوات الأمريكية لبغداد بيومين.
والأشاعات التي تقول أن صدام حسين يتفاوض مع الأمريكان بقصد أخراجه حياً من العراق الى روسيا أو دولة أخرى لايتم الكشف عنها، فأن الأشاعة لوصحت فأن أسرار الخيمة لم يزل ينشر ظلاله على العراق، وسيستمر الى فترة طويلة.
والتفاوض ملزم للطرفين صدام وأمريكا غير أن الشعب العراقي الطرف الحقيقي ليس له أية أهمية، وليس صدفة أو خطأ أن يتم أطلاق سراح المجرم ( محمد جواد عنيفص ) من السجن بعد القبض عليه من قبل القوات الأمريكية لوجود خطأ في الأسم، وهو المجرم الذي شارك بأرتكاب الاف جرائم القتل في الحلة والمحاويل وكان عوناً للطاغية في أستعادة سلطتة، ولم يتم الخطأ مع غيره من المتهمين وليختفي بعدها عنيفص دون أن يعرف له آثر.
وفي كل خيمة جوانب مطلمة لايصلها الضوء لفترة طويلة حتى يتم كشف أركانها وقلب غطائها لينتشر فيها الضوء والشمس حينها نقرأ كل الأسرار.