&خضير طاهر
&
&
كان لافتا في خطبة صلاة الجمعة الماضية، التي القاها مقتدى الصدر في جامع الكوفة، مطالبته بنزع اسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ووضع جدول زمني لانسحاب اسرائيل من فلسطين... ومبعث الغرابة يكمن في العراق الان منكفئا على نفسه، وسط مناخ سياسي وشعبي ينادي (بالقطرية) وشعار العراق اولا.
وماتفوه به الصدر ليس مصادفة، وهو بعيد عن عن اهتمامه ووعيه السياسي المتواضع، ولكن عند تجميع الظواهر، ودمجها تتضح الصورة جلية وتبرز اصابع المخابرات الايرانية في تحريك الصدر وجماعته للقيام بأعمال الشغب والتخريب، ومحاولة مصادرة الحريات العامة.
والمثير للانتباه.. هو حالة التطابق في اسلوب الاعداد لحركة الصدر في صورتها الراهنة، وبين صورة حزب الله في لبنان، فكما هو معروف استغلت المخابرات الايرانية في لبنان جموع العاطلين عن العمل، وقامت في اغرائهم بالمال، والاشتغال على غسل ادمغتهم بمفاهيم الجهاد والشهادة، وكان التركيز يتم على الاعمار الصغيرة لسهولة استقطابها وتحريكها، واليوم يتكرر نفس السيناريو في العراق فجماعة الصدرهم من صغار السن، والعاطلين عن العمل.
وكذلك فيما يخص تأسيس ميليشيات مسلحة فكما حدث مع حزب الله، يحدث الان لجماعة الصدر بالنسبة لجيش المهدي الذي تأمل منه ايران في تصعيد المواجهة بينه، وبين القوات الامريكية، وسقوط اعداد من القتلى الشيعة، لتبدأ المرحلة الثانية، وهي الاخطر.. حيث ستدفع ايران جماعة الصدر الى اعلان الجهاد، وتحقق اهدافها في عرقلة بناء العراق، واستنزاف الجهد الامريكي، وصرف الانظار عن الملف الايراني الذي لاشك انه على رأس اولويات الاستراتيجية الامريكية.
ترى مامدى فرص تحقق هذا المخطط الايراني؟
من حسن الحظ ان طبيعة المجتمع العراقي تنزع دوما لنشدان الاستقرار، والعيش بسلام وسط اجواء الاسرة والمجتمع، وهذه السمات للمجتمع ستكون احد اهم ركائز صمام الامان لتحجيم جماعة الصدر شعبيا، وقد بدأت بالفعل الاوساط الشعبية تجهر باحتجاجاتها ضد هذه الجماعة - وحسب توقعاتي - فان الادارة الامريكية ستنتظر تصاعد وتيرة التذمر داخل المجتمع العراقي ضد الصدر، وتستثمره كغطاء جماهيري، وشرعي للاقدام على سحق مقتدى وجماعته والقضاء عليهم للابد.
&
& [email protected]
التعليقات