"ايلاف"&بغداد: قالت مذكرة محدودة التداول، وللتداول الرسمي ، صادرة عن فرع العمليات بالجيش الامريكي في العراق في معرض تقويم الهجمات التي تعرضت لها& قوات التحالف في الاسابيع القليلة الماضية أن المهاجمين استخدموا في هجماتهم ضد الدبابات& سلاحا غير معروف سابقا لدى القوات الامريكية، وافترض عدد من الخبراء ان هذا السلاح قد يكون غربي المنشأ او انه سلاح سري روسي.
وأضاف التقرير ان المهاجمين لم يعد يكتفون بشن الهجمات على اهداف سهلة مثل " جنود المشاة في عربات هامفي "، وانما اتجهوا الى استهداف عناصر القوة العسكرية الامريكية في العراق مثل طائرات الهليكوبتر "بلاك هوك" و"تشينوك" فضلا عن " العمود الفقري للقوات البرية الامريكية المتمثل في دبابات ابرامز " .
وكانت المصادر العسكرية الامريكية& قد اشارت الى ان الاربي جي العراقية استطاعت ان تنال من دبابة ابرامز عندما استهدفت الجزء الذي يربط البرج بهيكل الدبابة من الخلف. ولكن التطور النوعي حسب المصادر ابتداء& من بعد يوم 26 تشرين الاول هوعندما اخترق "شئ ما " درع الدبابة من الجانب ودخل الى مقصورة القيادة واصطدم بمقعد السائق واخترقه ثم نفذ الى درع الدبابة من الجانب الاخر واخترقه الى عمق 25 سم& وتوقف.
واستعانت القوات الامريكية بعدد من الاختصاصيين لفحص الدبابة وبقايا الانفجار للتعرف على "الشئ" الذي اخترق درع الدبابة. ويقول التقرير الاولي ان السلاح الذي اصاب الدبابة كان سلاحا غير معروف سابقا لدى القوات الامريكية ، وافترض عدد من الخبراء من ان هذا السلاح قد يكون غربي المنشأ او انه سلاح روسي غير معروف سابقا .
وعندما انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع تحت دبابة ابرامز مما ادى الى انفصال برج الدبابة عن هيكلها وسقط بالقرب منها وادى الانفجار الى تحطم عجلاتها، فان ذلك كان مصدر قلق متواصل لأفراد الفرقة المدرعة الاولى المتمركزة في بغداد لما يمثله ذلك من انتكاسة للدبابة التي يفخر بها الجيش الامريكي ويصفها بالوحش الذي لا يقهر والقادر على عمل الاعاجيب في الميدان .
ومعروف ان الدبابة ابرامز يبلغ وزنها 5 و69 طن ومزودة بمحرك ذو قدرة 1500 حصان ومدفع عيار 120 ملم ويبلغ سمك درعها القادر على تامين الحماية الى طاقمها 600 ملم من الفولاذ والسيراميك .
ويرى عدد من قادة الميدان الامريكيين في العراق ان الهجمات التي ازدادت وتيرتها في الاسابيع الماضية كانت مقترنة بامكانيات جديدة في التسلح لدى المقاومة العراقية بما مكنها& ليس النيل فقط من الدبابات وانما ايضا الطائرات، وكان ذلك كله مرتبطا بتنفيذ سلسلة من الهجمات المؤثرة بالصواريخ على المراكز الرئيسية لسلطة التحالف في المنطقة الخضراء الذي كان من المفترض ان تكون الاكثر تأمينا بحيث لا تطال الهجمات الا ان الهجمات قد تكررت فيها.&&&&&&&&&&&&&&
ويعترف ضابط العمليات في الكتيبة الاولى بالفرقة الثانية والعشرين مشاة الميجور برايان ليوك& ان الهجمات التي تواجهها قوات التحالف " تزداد جرأة وتطوراً وتنظيماً يوماً بعد يوم" ، وان المهاجمين أفضل تدريبا وتنظيما الآن عما كانوا عليه قبل شهرين. وقال العميد مارك كيميت، نائب رئيس فرع العمليات بالجيش الأمريكي، " اننا نواجه عدوا ذكيا " .
وتطابقت تقويمات عدد من الضباط الامريكيين في العراق بشأن تطورات الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف في العراق، ووصفوا الأساليب الهجومية الحديثة بـ"البارعة والخلاقة" التي تستغل نقاط ضعف القوات الأمريكية، وتستخدم في الهجمات أساليب حرب العصابات التي تدرس في الكتب.. من قذيفة صاروخية أو لغم ينفجر تحت مركبة أو قنبلة تزرع على طريق أو عبوة ناسفة مرتجلة .
وتشرح اللفتنانت اماندا دورسي قائدة فصيلة في كتيبة الشرطة العسكرية 720 انه من الضروري ان نبقى على حذر. وتضيف أن هؤلاء المهاجمين يغيرون اساليبهم ولا يعتمدون على الاساليب التقليدية ، فهم يستخدمون اكوام القمامة للاختباء في شن هجمات ناجحة. وكانت تقارير للجيش الامريكي قد اشارت الى استخدام رجال المقاومة العراقية للأطفال لزرع العبوات الناسفة باستخدام المغناطيس أسفل السيارات العسكرية الأمريكية، وهو أسلوب شاع استخدامه في باكستان إبان الحرب التي شهدتها الجارة، أفغانستان، قبل عامين.
وذكر ضابط اميركي ان المقاتلين العراقيين اظهروا كفاءات متطورة، مشيراً مثلاً الى انهم كانوا يستخدمون الاسلاك على جانبي الطريق لتفجير القنابل بينما اصبحوا في الآونة الاخيرة يفجرون القنابل عبر ذبذبات الهاتف الجوال. كما ان بعض طلقات الهاون التي تطلق على المنشآت الاميركية في بغداد تدفن في الحدائق او تحت صناديق القمامة. واشار الضابط الى ان المهاجمين اصبحوا يضعون قذيفة او اثنتين في مدفع الهاون ثم يفرون على الدراجات النارية في وقت تكون القذيفة في طريقها الى هدفها.
ولجأت المقاومة العراقية إلى استخدام الكلاب المفخخة واخيرا الحمير المفخخة، بجانب المتفجرات التي تزرع على جوانب الطرق، والتي تعد أكثر الأساليب المستخدمة فتكاً بالقوات الأمريكية في العراق.
وأقر الجنرال مارك كيميت المتحدث العسكري الأمريكي بأنه اكتشف أيضا أن المقاومين يلجأون أيضا إلى "تفخيخ الحمار بواسطة قارورة غاز موصولة بمتفجرات". وأضاف أن "الفكرة تكمن في تفجير القارورة؛ الأمر الذي كان سيؤدي إلى انفجار أضخم".& واعتبر أن الأمر "يتعلق بهجمات للفت الانتباه.. فالعدو يشاهد عملياتنا ويتأكد أنه لا يمكن أن يهزمنا عسكريا، فيحاول حينها تدمير إرادتنا وتصدر عناوين الصحف".
ويستخدم رجال المقاومة المواد المتفجرة التي تستخلص من قذائف المدفعية والألغام الأرضية فضلاً عن أعداد أخرى من الأسلحة المستحوذ عليها من مخازن الجيش العراقي السابق، والتي لم تتمكن قوات التحالف من تأمينها بصورة كاملة حتى الآن.
وكان المهاجمون العراقيون قد استخدموا& هيكل مولد كهربائي لوزارة الأشغال العامة لإخفاء منصة لإطلاق قذائف& صنعت يدويا ووضعت قرب حديقة لشن هجوم على فندق الرشيد اثناء اقامة وولفوفيتز نائب وزير الدفاع الامريكي في الفندق& خلال زيارته الى بغداد.