مروان علي
&
&
&
&
خلال سنوات التوتر الطويلة مع جارتها سوريا، التي استضافت على على اراضيها عدا من التنظيمات التركية اليسارية المعارضة لها بدءا من حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان وانتهاء بالتنظيم اليساري المتطرف " ديف سول" وعددا من التنظيمات الكردية الصغيرة الاخرى،
قامت الدولة العلمانية التركية بدعم حركة الاخوان المسلمين السورية وقدمت لها الملاذ الآمن على أراضيها.
وفي اطار حربها على حزب العمال الكردستاني منذ منتصف الثمانينيات بعد ان لجأ الاخير الى الكفاح المسلح وحرب العصابات، استعانت المخابرات التركية بحزب اسلامي كردي متطرف" حزب الله الكردي " انشأته ودربته وقدمت له المال والسلاح وكل ماهو ضروري لمواجهة خطر حزب العمال الكردستاني ونضاله في سبيل الحقوق القومية المشروعة في كردستان التركية.
ولكن لم يكن يدور في خلد المؤسسة العسكرية الحاكمة، مدى تاثير دعم الحركات الاسلاموية المتطرفة على الاتجاه العلماني للدولة التركية والرغبة المفرطة في الانضمام الى الاسرة الاوربية، لانها لم تكن ترى ابعد من انفها وكانت الرغبة الفاشية في الانتقام من الشعب الكردي وطموحاته القومية تلقي بغشاوة على رؤيتها المشوهة اصلا.
التفجيرات الاخيرة في استانبول، اكدت بشكل قاطع حقيقة ما تشكله المؤسسة العسكرية الحاكمة من خطر اولا على الشعب التركي وتركيا وعلى الاكراد و تطلعاتهم القومية المشروعة في مختلف اجزاء كردستان وعلى المنطقة بأسرها.
تركيا الآن مطالبة بمراجعة دقيقة لحساباتها وعلاقاتها واعادة ترتيب البيت التركي من خلال الاعتراف بالشعب الكردي وحقوقه القومية المشروعة خصوصا بعد ان تراجع الاكراد من مطلب الدولة المستقلة الى بعض الحقوق السياسية والثقافية البسيطة واعادة بناء علاقات جديدة مع دول الجوار على اساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمصالح الحقيقية المشتركة اذا كانت جادة فعلا في الانضمام الى الاسرة الاوربية الراقية
&وعدم الوقوع في الحفرة الاسلامية التي حفرتها لغيرها والتي ستدفع ثمنها لفترة طويلة جدا.


&&شاعر سوري
[email protected]