"إيلاف" من لندن: وحده أحمد عبد العزيز الجار الله عميد صحيفة "السياسة" الكويتية وشقيقات أخر بلغتين عربية وإنجليزية منها الهدف الأسبوعية و"كويت تايمز" نجا من محاولتي اغتيال في زمن قياسي عبر حالتين سياسيتين مقدرتين حسب الظروف التي كانت تحكم المنطقة. |
ورئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية التي ظلت على الدوام لعقود خلت صوتا جدليا مثيرا في الحال العربي والخليجي، أحمد الجار الله كان البارحة هدف تفجير إرهابي كاد يودي به لو أنه كان في مكتبه يزاول مهماته الليلة المهنية واليومية كالعادة.
لكن الجارالله وهو صوت صحافي عربي له حضور كبير على مدى عقود ثلاثة خلت، نجا لمرة ثانية من محاولة اغتيال، وهي قد لا تكون الأخيرة من محاولات إخراس الصوت الآخر.
"إيلاف" هاتفت رئيس التحرير الكويتي الناجي من طرد بريدي ملغوم أرسل إلى مدير مكتبه في الكويت وتفجر فيه محدثا إصابة طفيفة، وسألته عن أسباب أن يكون هذه المرة مقصودا في تفجير إرهابي؟
وعلى السؤال أجاب الجارالله وهو صحافي مخضرم، بالقول بكلام مباشر "حين نكشنا عشهم بدأوا يؤززون"، وفي هذا التعبير يعني رئيس التحرير الكويتي كل الناس التي تصطف إما في خانة الغلط أو الصحيح في الحال العراقي الذي تمتلك مقدراته سلطات احتلال أميركية وبريطانية؟
والجارالله الذي اتهم في الأسبوع الأخير بأنه كان يقبض من وزارة الإعلام العراقية بمرسوم جمهوري قدر له 18 ألف دولار تدفع شهريا، حيث المرسوم موقع في مطلع الثمانينيات الفائتة، رد بالقول عبر افتتاحية حملتها صحيفته الرئيس في الكويت وهي صحيفة (السياسة) بالقول " مجموعة صحافية متكاملة رأسمالها ملايين الدولارات وتصدر السياسة والهدف وكويت تايمز، لا يمكن أن تعتمد في ميزانياتها السنوية على مبلغ "تافه" مقدر بثمانية عشر ألف دولار مقدم من العراق وهو مبلغ لم نتسلمه في الأساس".
وفي تصريحاته أمام "إيلاف" عبر الهاتف من لندن إلى مكتبه في مقر جريدة السياسة حيث عاد الجارالله على الفور من بعد حادث تفجير الطرد البريدي قال الصحافي الكويتي "نحن مع قوى تحرير الكويت في كل الأبعاد التي سعت غليها السياسة الدولية، فنحن مع تحرير العراق كما كنا في الأساس مع تحرير الكويت، وإذ ذاك نرفض أية آراء لقوى تكفيرية منهاجها التشدد على غير ما يقول به ديننا الاسلامي الحنيف".
وفي التفاصيل، فإن الصحافي الكويتي أحمد الجار الله نجا اليوم من تفجير استهدفه اليوم حين تسلم مدير مكتبه في صحيفة "السياسة" طردا ملغوما تفجر فيه لكن حاله الصحي عادية حسب تقارير أمنية وطبية كويتية.
وفي معلومات تلقتها "إيلاف" عبر اتصالات هاتفية من لندن إلى الكويت فإن مدير مكتب رئيس تحرير "السياسة" أحمد عبد العزيز الجار الله وهو لبناني الجنسية فتح الطرد المتفجر مما أدى إلى إصابة السكرتير اللبناني الجنسية بجروح حسب بيانات أمنية كويتية.
وقال وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) في خبر مقتضب إن قوات الأمن هرعت إلى مبنى جريدة "السياسة" الواقع في منطقة الشويخ، حيث بدأت تحقيقا كثيفا.& وعلى الفور زار مبنى الجريدة، وزير الإعلام محمد أبو الحسن للاطلاع على سير التحقيقات والاطمئنان على صحة العاملين.
يذكر أن رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية أحمد الجارالله كان متواجدا أثناء الحادث الإرهابي في جدة في المملكة العربية السعودية، التي تعود زيارتها بشكل دائم.
والجار الله صحافي مخضرم مثير للجدال سياسيا في ارتباطات له مع جميع أنظمة الحكم في البلدان العربية المعتدلة، وترددت حوله أقاويل كثيرة لكنه نفاها جملة وتفصيلا في مقال نشر على الصفحة الأولى من جريدة "السياسة"& قبل أيام ثلاثة.
وكانت وثيقة رسمية عراقية صادرة عن جهاز مخابرات الحكم المنهار في العراق، قالت إن مرسوما جمهوريا صدر بدفع مبلغ 18 ألف دولار شهريا لصالح السيد الجار الله.
والمرسوم الرئاسي العراقي حسب الوثيقة كان بتاريخه& يعود إلى العام 1981 وهو العام الثاني للحرب العراقية الإيرانية التي اصطف جميع العرب والخليجيين معا كتفا إلى كتف مع بغداد ضد طهران التي قيل أها كانت آنذاك تحاول تصدير ما يسمى "الثورة الإسلامية إلى دول الجوار الخليجي".
لكن رئيس تحرير صحيفة (السياسة) أحمد الجار الله رد على ما زعم من تلقيه مبالغ من الحكم العراقي المنهار بالقول "كيف ممكن لمؤسسة مثل صحيفة السياسة ميزانيتها بمئات الملايين من الدولارات أن تقبل أن تتقاضى مبلغا زهيدا من هذا النوع من أي جهة أو من أي حكم كان؟.".
التعليقات