باريس - رحب عدد كبير من دول العالم سواء التي عارضت أو أيدت الغزو الأميركي للعراق، بالقبض على صدام حسين في تكريت يوم السبت وأعربت عن املها في أن يؤدي ذلك إلى تسهيل انتقال العراق إلى السلم والديمقراطية.
ووعد الرئيس الأميركي جورج بوش الاحد بان صدام حسين "سيواجه العدالة التي حرم الملايين منها"، لكنه قال في كلمة موجهة إلى الأميركيين أن اعتقاله لن ينهي الهجمات على القوات الأميركية. وأشاد بوش باعتقال صدام ووصفه بانه "حاسم" بالنسبة لمستقبل العراق كديمقراطية وقال للعراقيين أن الدكتاتور السابق الذي أطاحت به القوات التي قادتها الولايات المتحدة "ذهب إلى غير رجعة". إلا أنه حذر من أن "اعتقال صدام حسين لا يعني نهاية العنف في العراق" مؤكدا "سنواجه إرهابيين يفضلون الاستمرار في قتل الابرياء بدل القبول بولادة الحرية في قلب الشرق الاوسط. مثل هؤلاء الرجال يشكلون تهديدا مباشرا للشعب الأميركي وسيهزمون".
ووصف الحاكم الأميركي المدني في العراق بول بريمر القبض على صدام بانه "يوم عظيم في تاريخ العراق". وصرح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن "القبض على صدام حسين سيسهم في استقرار البلاد ويسرع في عملية اعادة الاعمار وإحلال الديمقراطية".
ورحب زعماء الدول الثلاث الرئيسية التي عارضت الحرب على العراق وهي فرنسا وألمانيا وروسيا باعتقال صدام. وقالت المتحدثة باسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الرئيس الفرنسي سر بالانباء وقال "ان ذلك حدث كبير سيساهم كثيرا في احلال الديمقراطية والاستقرار في العراق".
وهنأ المستشار الألماني غيرهارد شرودر الرئيس بوش بالقبض على صدام حسين وقال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر "اصبح هناك فرصة الان لتوقف استخدام القوة والارهاب في العراق".
اما وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف فقال أن القبض على صدام "سيسهم في تعزيز الامن في العراق وانعاش عملية الحل السياسي للوضع في البلاد تحت سلطة الامم المتحدة". وقال كوفي انان الذي عارض الحرب على العراق أن اعتقال صدام يمنح "زخما جديدا" للسلام.
واعربت الصين عن املها بان يكون القبض على صدام مؤشرا على العودة المبكرة للحكم الذاتي في العراق والمساعدة في احلال الاستقرار في البلاد. وصرح وزير الخارجية التركي عبد الله غول أن اعتقال صدام يعني أنه لم يعد هناك اي عقبة لاقامة نظام ديمقراطي في العراق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أن القبض على صدام الذي كانت تعتبر بلاده العدو الاول لإسرائيل، هو "يوم عظيم للعالم الديمقراطي وللمناضلين من اجل الحرية والعدالة ولمن يحاربون الارهاب".
وعمت الفرحة الكويت التي غزاها صدام حسين عام 1990 مما ادى إلى اندلاع حرب الخليج الاولى بين العراق والولايات المتحدة.& وقال وزير الاعلام الكويتي محمد ابو الحسن "هذه هي الساعة التي كنا وشعوب العالم اجمع ننتظرها لنرى اعتقال هذا الطاغية الذي روع العراقيين وغيرهم من الشعوب". وأضاف الوزير "الحمد لله على اعتقاله حيا حتى تتم محاكمته على الجرائم البشعة التي ارتكبها".
ولم تستقبل انباء اعتقال صدام بنفس الحماسة في انحاء اخرى من العالم العربي حيث رفض المسؤولون الفلسطينيون التعليق على اعتقال الرئيس العراقي السابق بعد أن دفعوا ثمنا سياسيا باهظا لدعمهم صدام في حرب الخليج في الاعوام 1990-1991.
واكتفت سوريا التي عارضت الحرب على العراق بالقول انها ترغب فقط في أن ترى نهاية للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة للعراق. ووجه العديدون في شوارع القاهرة وبيروت الشتائم للولايات المتحدة التي يعتبرونها قوة متغطرسة وغير عادلة.
وفي ايران، التي خاضت حربا مريرة مع نظام صدام في الاعوام 1980-1988 قال علي ابطحي نائب الرئيس الايراني أنه "سعيد باعتقالهم مجرما كائنا من كان، وانا سعيد خصوصا لان ذلك مجرم ارتكب العديد من الجرائم بحق الايرانيين.
أما بالنسبة للبلدان التي ايدت الحرب على العراق فقد كانت الانباء مصدر ارتياح. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن "الشعب العراقي الذي انهكه صدام وانجاله بالفقر والحرمان لا يريد اكثر من العيش بسلام وتنمية ثروة بلاده واقامة الحرية بدلا من الدكتاتورية". وأكد أن القبض على صدام "فرصة جيدة فلنغتنمها ونستخدمها من اجل خير الشعب العراقي وشعوب الشرق الاوسط والعالم أجمع".
وفي بولندا، التي تقود الوحدة المتعددة الجنسيات المؤلفة من 9000 جندي في جنوب العراق، قال الرئيس البولندي الكسندر كفاشنيفسكي أن القبض على صدام "نجاح كبير لقوات التحالف" وانه سيساعد في "استقرار الوضع في العراق ونقل مسؤولية بلادهم بسرعة إلى العراقيين وممثليهم المنتخبين". وقال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا اثنار أن القبض على صدام يقرب الجماعات التي "تنشر الرعب في العراق" من الهزيمة.
وقال اثنار "هذا يوم جيد للجميع. أنه يوم جيد للعالم باكمله" مضيفا أن صدام كان يشكل "تهديدا على شعبه والعالم اجمع. أنه مسؤول عن مقتل ملايين الاشخاص خلال الثلاثين عاما الماضية. لقد أن الاوان لكي يدفع ثمن جرائمه".
وفي كابول، قال متحدث باسم الرئاسة أن "حكومة افغانستان ترحب بتوقيف صدام الملطخة يديه بدماء الابرياء" مضيفا أن الاعتقال "هو تحذير لارهابيين من امثال أسامة بن لادن والملا عملا".
أما رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد فقال "أهنيء افراد الجيش الأميركي الذين قبضوا عليه (صدام حسين)" مؤكدا أن ذلك يعد "دفعة هائلة للحرية والديمقراطية في العراق".
وفي طوكيو، التي تحاول لجم المعارضة الشعبية الواسعة لخططها ارسال قوات إلى العراق، قالت الحكومة اليابانية أن القبض على صدام "انباء سارة جدا" الا أن ذلك لن ينهي الهجمات "الارهابية" ضد قوات التحالف.
وفي باكستان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مسعود خان أن القبض على صدام "تطور هام نتابعه باهتمام".
وفي الفيليبين رحبت الرئيسية غلوريا ارويو بالقبض على صدام مضيفة أن مانيلا ستواصل جهودها لدعم اعادة اعمار العراق.
وقالت إندونيسيا، التي يسكنها اكبر عدد من المسلمين في العالم، انها تامل في أن يمهد اعتقال صدام الطريق للعودة السريعة للسيادة إلى العراق.
أما في كوريا الجنوبية فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "حكومتنا تامل في أن يساعد القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في القضاء على كافة اشكال الإرهاب في العراق في المستقبل ويوفر فرصة لاحلال الاستقرار السياسي وتحسين مستوى المعيشة للشعب العراقي".&
وأشادت العديد من الدول الأوروبية كذلك بالقبض على صدام. ففي صوفيا،اعرب وزير الخارجية سولومون باسي عن "ارتياحه" ازاء اعتقال صدام. وفي ستوكهولم، رحب رؤساء حكومات دول من شمال أوروبا بالاعتقال وقال رئيس وزراء السويد غوران بيرشون "بارتياح كبير تلقنيا نبا اعتقال صدام حسين".
ومن جهته، اعرب رئيس وزراء الدنمارك انديرس راسموسين عن بالغ "سروره حيال النبا المهم" مضيفا أن "اكثر الدكتاتوريين فظاعة سيدفع ثمن اعماله في وقت قريب" ودعا العراقيين إلى شطب خوفهم من النظام السابق". وقال رئيس وزراء فنلندا ماتي فانهانن "لدينا اسباب للاعتقاد أنه بات بامكاننا الان العثور على أسلحة الدمار الشامل" في البلد الذي تمزقه الحرب.
&الدول العربية المجاورة للعراق
مرتاحة لاعتقال صدام لكن الاستقرار يبقى هاجسها

&
لم يخف جيران العراق العرب في الخليج ارتياحهم لاعتقال صدام حسين الذي مثل ازعاجا وخطرا عليهم غير انهم عبروا عن خشيتهم من ان يؤدي تواصل الاحتلال الاميركي للعراق الى بقاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة.&وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية لوكالة فرانس برس ان "اعتقال صدام حسين يعد انجازا وخطوة نحو عودة الاستقرار للعراق وتكريسا للوحدة الوطنية وازالة الكثير من المشاكل خاصة وان نظام الرئيس السابق كان عاملا من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة ومبعث تهديد لامن العراق والدول المجاورة".
&وكانت دول مجلس التعاون الخليجي الست تقيم علاقات تتسم بالارتياب والتوجس مع نظام صدام حسين الذي علاوة على الايديولوجية القومية العربية التي يتبناها حزبه حزب البعث العربي الاشتراكي المتعارضة مع السياسات القريبة من الغرب التي تعتمدها دول الخليج، زاد من حدة التوتر الاقليمي من خلال الحرب مع ايران (1980-1988) ثم غزو الكويت سنة 1990.&وتواصلت تهديداته ضد الكويت التي طردت قواته منها سنة 1991 عن طريق تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بعد سبعة اشهر من الاحتلال ما اثار مشاعر عداء الكويت له والتوجس في باقي دول المنطقة.
&واستقبل اعتقال صدام بفرح في الكويت. وقال وزير الاعلام الكويتي محمد ابو الحسن "هذه هي الساعة التي كنا وشعوب العالم اجمع ننتظرها لنرى اعتقال هذا الطاغية الذي روع العراقيين وغيرهم من الشعوب".&وبدت مشاعر الحبور واضحة في الصحافة الكويتية. وعنونت "القبس" افتتاحيتها "الطاغية الجبان الزائل" مشيرة الى انه بالقبض على صدام "انتهت مرحلة وبدأت اخرى وسقط نهائيا جدار الخوف الذي اقامه صدام حول العراقيين".
&ودعت صحيفة "الوطن" في مقال افتتاحي "الولايات المتحدة أن تستغل اللحظة العاطفية الحزينة التي يمر بها قطاع عريض من العرب اثر العثور على صدام حسين للمضي قدما في مشروعها لتغيير الواقع العربي السائد" على حين اكدت السياسة ان مصير صدام هو مصير كل الطغاة.
&اما في باقي دول الخليج العربية فان الغموض الذي لا يزال يلف مستقبل العراق يثير مخاوف بشان تطور الاوضاع في المنطقة.
&وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البحرينية ان "مملكة البحرين ترى ان هذا اليوم يمثل فتح صفحة جديدة لعراق جديد" معربا عن الامل في ان يعيد اعتقال صدام "التلاحم" الى الشعب العراقي "لبناء مستقبل واعد في عراق مزدهر ينعم بالرخاء والامان ويتعاون مع جيرانه في مجالات بناء الامن والاستقرار والتنمية".
&وفي الاتجاه نفسه قال الشيخ حمد بن جبر ال ثاني وزير الخارجية القطري "امل ان يقبل العراقيون على مرحلة جديدة من الانفتاح والديمقراطية" مشيرا في الوقت ذاته الى ان "انسحاب القوات الاميركية من العراق لن يكون سهلا قبل تثبيت الامن هناك".&وفي المملكة السعودية التي امتنعت عن التدخل مباشرة في الحرب على العراق ما ادى الى مزيد من الفتور في علاقاقاتها مع الولايات المتحدة، اشارت الصحف اليوم الى ان المقاومة العراقية تجد نفسها بعد اعتقال صدام على المحك بشأن مدى ارتباطها به.&وتساءلت صحيفة "عكاظ" السعودية "الاميركيون طوال الفترة الماضية ارجعوا هجمات المقاومة الى فلول النظام البائد وعصابات صدام فهل يوقف اسره هذه المقاومة؟" مضيفة انه "اذا استمرت المقاومة فما هو المبرر من وجهة نظر الاميركيين وماذا سيقولون عن سببها ومن وراءها؟".