*هاشمي&دعا إلى رفض استقبال أثنار في المغرب
"إيلاف"&من الدار البيضاء: أثارت زيارة الوزير الأول الإسباني أثنار الأخيرة إلى المغرب انتقادات شديدة من قبل صحيفة "أوجودروي لوماروك" اليومية المستقلة، إذ دعا خليل هاشمي إدريسي مدير نشر وتحرير الصحيفة في إحدى افتتاحياته إلى عدم استقبال الوزير الأول الإسباني في المغرب، كما تحدثت الصحيفة عما أسمته "فشل اجتماع اللجنة العليا المغربي الإسبانية المشتركة المنعقدة في مراكش، هذه المواقف الصحفية وغيرها دفعت بالصحف الإسبانية إلى شن حرب في صحفها على الصحيفة المغربية وعلى مديرها.
لمعرفة أسباب دعوة خليل هاشمي إدريسي إلى رفض استقبال أثنار، التقته "إيلاف" وأثارت معه هذه النقاط، كما أثارت علاقته وعلاقة الصحيفة بكل من كاتب الدولة المغربي في الداخلية عالي الهمة والمدير العام للأمن الوطني حميدو لعنيكري، ودعوته إلى استقالة إدريس جطو الوزير الأول المغربي والصديق الذي يكن له الاحترام.
تحدث هاشمي في هذا الحوار بصراحته المعهودة ولم يختبئ وراء اللغة الخشبية، سمى الأسماء بمسمياتها، فجاءت أجوبته بخصوص العلاقات المغربية الإسبانية نارية وقوية وصادقة في الآن نفسه.
&
تشن الصحف الإسبانية هذه الأيام حملة على صحيفتكم "أوجودروي لوماروك"، وذلك بسبب موقفكم الرافض لزيارة الوزير الأول الإسباني خوسي ماريا أثنار للمغرب، بم تفسرون هذه الحملة الصحافية الإسبانية؟
هذه الحملة التي تقودها الصحف الإسبانية سمة من سمات التخلف الفكري والمهني، لأن هذه الحملة نفس الأفكار التي تتداولها الأوساط المعادية للمغرب، وهذه سمة من سمات التخلف.
&
من تقصدون بالأوساط المعادية للمغرب؟
المخابرات الإسبانية أو الجهات المقربة من الوزير الأول أثنار. الأساسي أن جميع الصحف الإسبانية تغني أغنية واحدة متهجمة على المغرب، وهذا يتنافى والتعددية في المواقف وفي الأفكار ويتنافى مع ما يسمى المهنية الصحافية.
&
لنعد إلى موقفكم الذي عبرتم عنه في إحدى افتتاحيات الصحيفة التي تشرفون على إدارتها، لماذا قلتم إن المغرب لا يرحب بأثنار؟
إنه موقف صحفي مبني على معطيات موضوعية، لنتأمل حصيلة العلاقات المغربية الإسبانية إبان فترة أثنار، يظهر غياب مشروع جماعي بين البلدين وضبابية في مستقبل العلاقات الثنائية، وأحسن ما يمكن أن نقوم به هو انتظار رحيله من على رأس الحكومة الإسبانية لفتح صفحة جديدة من العلاقة بين البلدين مبنية على التفاؤل والإيمان بالمستقل الاحترام المتبادل والمودة.
&
تحدثم في تحليلكم على ضرورة انتظار شخص جديد على رأس الحكومة الإسبانية، هل سيستمر الوضع كما هو إذا ما صعد وزير أول من حزب اليمين الذي ينتمي إليه أثنار؟
المشاكل التي عاشها المغرب مع حكومة أثنار مرتبطة بشخصه ولا علاقة لها بالأحزاب، فأثنار شخص عانى من سياسته حتى المواطنين الإسبان، له علاقة سلطوية مع مجتمعه.
يعتقد عكس الواقع أن إسبانيا دولة مركزية، والحال أنها متعددة ومنفتحة وجهوية.
&
هل لهذا علاقة بانتماء أثنار إلى تراث فرانكو؟
إنه ينسب تاريخيا مواقفه السياسية والحزبية إلى الماضي الجميل أو السنين الذهبية لما يسمى التطرف اليميني، وهو فكر انتشر في إسبانيا بعد الحرب الأهلية ضد الجمهوريين.
&
تحملون أثنار كل المشاكل التي شهدتها العلاقات المغربية الإسبانية، ألا تتحمل الحكومة المغربية مسؤوليتها في تدهور العلاقة بين البلدين؟
يمكن أن نحدد مسؤولية المغاربة في تدهور العلاقة بين البلدين، لكن ما دمنا نحن في الجدل وفي التهم الرئيسية تجنبتها إثارة هذه النقطة.
أؤكد أن المواقف المعادية للمغرب تربح الأحزاب الإسبانية أصواتا في الانتخابات، إذا أراد المجتمع والناخبين الائتلاف وراء الحزب يجب أن تكون وطنيا متطرفا ضد ما يسمى بالموروس (المغاربة).
فالفكر الإسباني المتخلف يعطي مصداقية ومشروعية للخطاب العنصري ولهذا تتركب عليه استراتيجيات سياسية لربح مقاعد برلمانية.
&
هذه إذن مشكلة ترتبط بعقلية إسبانية وليس بأثنار؟
إنها عقلية إسبانية يمثلها ذلك الشخص، إنني أتحدث بلغة غير دبلوماسية، فأنا صحافي ويمكنني أن أقول لأثنار "لا مرحبا بك في المغرب"
فالخطاب النفاقي الدبلوماسي لا يهمني إننا كصحيفة مغربية نعبر عن موقف مغربي من داخل المغرب، ومن خلال هذا الموقف نعبر كذلك عن بعض مصالح دولتنا.
&
قلتم في الصحيفة أن الدورة الأخيرة من اللجان العليا الإسبانية المغربية المشتركة التي احتضنتنها مراكش منيت بالفشل؟
وهل كانت ناجحة وأية نتيجة خرج المغرب مستفيدا منها، لقد أعطونا 390 مليون أورو ودخلت في إعادة جدولة الديون، وهذا الاتفاق كان جاهزا منذ العام 2000 غير أن إثنار رفض أن يوقع عليه بل إنه من أوقف المشروع. لم يتم بشيء في مستوى تاريخ البلدين ولا بالعلاقة الثنائية بينهما.
لو كان لإسبانيا رؤية واضحة وغير متخلفة كما هو الحال عليه الآن لكانت أول مستثمر في المغرب.
&
ولم لا تحملون المسؤولية للوزير الأول إدريس جطو، أليس هو من فاوض أثنار؟
نحن لم نحمل جطو مسؤولية فشل الدورة الجديدة للجان العليا المشتركة، لكن تساءلنا ما الفائدة من استقبال وزير أول مغربي لوزير أول إسباني سيغادر منصبه في غضون ثلاثة أشهر المقبل (شهر مارس)، وأية مصلحة للمغرب في استقبال رئيس للوزراء شن حربا عسكرية وإعلامية ضد المغرب، خلال فترة حكمه ظهرت قضية جزيرة ليلى ثم أحداث الإليخيدو وتفاقمت قضية الصحراء المغربية ثم مشكل الصيد البحري، وظهر محور عدواني جديد للمغرب بين الجزائر ومدريد، يهدف إلى محاصرة المغرب وعرقلة ديموقراطية بلدنا ونموه الاقتصادي، فهذا التحالف يواجه المغرب.
&
بعض الصحف المغربية تعتبر ما تنشروه في صحيفة "أوجودوري لوماروك" تعبير عما يسمونه خطاب الجهاز الأمني في المغرب؟
هذا سؤال مهم، أعرف أن هذه أشياء تقال كلما تبلور فكر حر ومستقل في هذا البلد، إذا أردت أن تقتل كلبه تقول إنه مصاب بالرهج. إطلاق مثل هذه التهم من سمات الفكر المتخلف.
وأقول وأسطر على ما أقوله هذا شرف كبير بالنسبة لي أن تكون لي مواقف وطنية تفتخر بمؤسسات البلاد وتعتز باستقلال المغرب وتعبر على الحرية المطلقة التي نتمتع بها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. هذا شرف كبير أن ينسبوننا إلى هذه الديناميكية، وهذا نعتز به.
&
موقفكم من زيارة أثنار لم يكن له علاقة بموقف كاتب الدولة في الداخلية المغربي ولا بالكاتب العام للأمن الوطني؟
ولا له علاقة ببنك المغرب ولا بفتح الله ولعلو، إنه كلام فارغ، حبذا لو كان للصحف الحزبية المغربية ذاكرة، وتعود إلى ما قاساه المغرب خلال تولي أثنار لمنصب الوزير الأول في إسبانيا، حبذا لو كان لهذه الصحف الشجاعة التي عبرت عنها "أوجوردوي لوماروك".
إننا منسوبين إلى مغربيتنا وإلى كرامتنا، وهذا نعتز به كثيرا.
&
كان لكم موقف من إدريس جطو الأول المغربي على رأس الحكومة، وبعد انتقادكم له اعتقد بعض المتتبعين أن نهاية جطو أصبحت وشيكة؟
انتقاداتنا كانت في إطار مناقشة سياسية، لا يجب أن أحاسب بما يكتب في مقال أو ما تتداوله الأوساط الفاشلة والكسالى فكريا.
كن موضوعيا في تحليلنا، قبل ذلك أكون كلمة في حق الأستاذ جطو، إنني أكن له كل الاحترام كشخص وكصديق وأعرفه مهنيا منذ سنين، وأكرر أنني أحترمه كثيرا كشخص، ولكن في مهنتي كصحافي ومسؤول عن صحيفة من حقي أن أدخل معه في حوار سياسي وفي مناقشات سياسية لها علاقة بأحداث محلية.
فعندما تنكسر الأغلبية الحكومية في الانتخابات البلدية الأخيرة بدون أن يقوم الوزير الأول بترتيب أغلبيته فهذا مشكل، وعندما يتآلف حزب أساسي في الحكومة مع حزب إسلامي في المعارضة لتدبير شأن مدينة كبرى، هذا يفرض عليها استخلاص درس سياسي وهو ما فعلناه.
أغلبية إدريس جطو ليس لها على المستوى السياسي صلاحية بعد كارثة الانتخابات البلدية، وهذا ما قلناه.
ففي أي دولة ولما تنتهي انتخابات برلمانية أو محلية تستخلص استنتاجات سياسية ويثار موضوع حضور الوزير الأول، إننا قلنا أن الأغلبية الحالية للوزير الأول تكسرت في مسرح الالتباسات الانتخابية وتهدمت في دروب "البيع والشراء" الحزبي الضيق.
&
يعرف عليكم جرأتكم في الحديث والإجابة، لماذا في نظرك يلصقون بكم دائما أن مواقف صحيفتكم لها علاقة بمواقف عالي الهمة كاتب الدولة في الداخلية وحميدو لعنيكري المدير العام للأمن الوطني؟
لماذا لا يتحدث هؤلاء على المغرب فقط وعلى مواقف مهنية في هذه الصحيفة، إنني أعتز أن يتكلموا في شأني، وأعتز أكثر أن يربطوا الجريدة بشخصيات مرموقة&في هذا البلد، شخصيات مخلصة وصادقة.
هذا الكلام يزيد في مهنية الصحيفة وفي مواقفنا الشجاعة والنبيلة والمتطابقة مع رؤيتنا لمستقبل البلد. إنه كلام في كلام، يمر كما تمر القافلة.
&
وتتركون الكلاب تنبح؟
(يبتسم) هذا قلته أنت ولم أقله أنا
&
كيف هي حال الصحيفة من حيث المبيعات والحالة المادية؟
الصحيفة أصبح لها حضور في الساحة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية والثقافية، حضور يزداد قوة يوما بعد يوم.
ولو كانت مبيعات الصحيفة ضعيفة لما كان كل هذا الغلط الدولي حول صحيفتنا.
إنها الجريدة فتية تنمو يوميا وتكثر من قرائها، المستقبل مفتوح أمامنا، ونحن نشتغل بنشاط وبحماس وهذا يمكن أي شخص أن يطلع عليه من خلال ما نكتبه ونعبر عنه من مواقف.
&
فالصحيفة بصحة جيدة إذن؟
الحمد لله، إنها بصحة جيدة وتتحسن كل يوم، وسنخرج بجريدة باللغة العربية على قريب إذا ساعدتنا الأجواء الاقتصادية العامة وإذا جاءنا السي إدريس جطو النمو الاقتصادي الذي ننتظره التي تسمح لنا بإنشاء جريدة وإذاعة وقناة تلفزيونية. لنا مشاريع إذاعات وتلفزيون، وهذا موضوع آخر يمكن أن نتحدث عنه مستقبلا.