"إيلاف"من لندن: الفكر التكفيري الذي تتبناه جماعات إسلامية متشددة وهي مرتبطة بفكر شبكة (القاعدة) التي يتزعمها المنشق السعودي أسامة بن لادن لا يتواجد على أرض محددة بعينها أو في دولة كالمملكة العربية السعودية أو اليمن أو الكويت والجزائر وتونس ومصر، بل أن أنصار هذا الفكر المتشدد الذي يدعو إلى الثورة ضد الحاكم "حسب فقه إسلامي خاص تحتكم إليه هذه الجماعة" صار مصدر قلق أمني وسياسي للأردن أيضا.
وفي غضون الأسابيع الأخيرة شهدت قاعات محكمة أمن الدولة الأردنية جلسات عديدة لمحاكمة عديد من عناصر هذه الجماعات لتورطهم في تنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردني طالت دبلوماسيين أجانب وضباط من جهاز المخابرات الأردني ومصالح أخرى.
وتشير بيانات الاتهام للمتورطين إلى دور سوري في استضتفة معسكرات تدريب إرهابية للمتشددين افسلاميين على أراضيها.
وكان على رأس قرارات تلك المحكمة العسكرية المشكلة خصوصا للنظر في هذه القضايا الحكم بإعدام واحد من المخططين لتلك الهجمات الإرهابية حيث قضت لمرة ثالثة بإعدام الأردي الأصل (الأميركي الجنسية) رائد حجازي.
وأمس، وجه مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردني القاضي العسكري العقيد محمود عبيدات تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية لثلاثة أشخاص ممن يحملون فكراً تكفيرياً للحاكم ولمنتسبي الأجهزة الأمنية قام بتنظيمهم المطلوب الأول للأردن وهو أحمد فضيل نزال الخلايلة، بـ "أبو مصعب الزرقاوي".
وقال الاتهام أن الزرقاوي، وهو ينتمي إلى قبيلة بني حسن البدوية في الشمال الأردني، كان يستهدف القيام بأعمال إرهابية ضد رجال المخابرات العامة والسياح الأجانب الذين يترددون على قلعة الربض في عجلون، ومستودعات الخمور الكائنة في شارع الجيش بمنطقة الزرقاء ومحلات المشروبات الروحية.
ويعيش الزرقاوي مطاردا في مناطق ما من شمال العراق وإيران، وهو ينتمي إلى حركة "أنصار الإسلام" التي يتزعمها الملا كوكار الذي يعيش لاجئا سياسيا في الدنمارك.
وكانت السلطات الأردنية طلبت من قوات التحالف التي تحتل العراق راهنا مساعدتها في إلقاء القبض على الزرقاوي وتسليمه إلى الأردن بهدف تقديمه للعدالة حيث هو مسؤول عن اغتيال دبلوماسي أميركي في عمان في العام الماضي.
وحسب جريدة (الدستور) الأردنية، فإن التنظيم التكفيري المسلح يضم ثلاثة أعضاء هم عمر صايل نزال الخلايلة (ابن شقيق المطارد أبو مصعب الزرقاوي، وحمزة محمد سليم المومني وأيمن خالد الخوالدة، وهم من أصول أردنية و تتراوح اعمارهم ما بين 19 و 25 عاما.
وتشير لائحة الاتهام التي وجهها المدعي العام العسكري العقيد محمود عبيدات لأعضاء التنظيم إلى أن المحكوم عليه احمد فضيل نزال الخلايلة (ابو مصعب الزرقاوي) قام بتنظيم هذه المجموعة أثناء قضائه فترة محكوميته في مركز الإصلاح والتأهيل في سجن سواقة الصحراوي، حيث كان ابن شقيقه يزوره هناك وكان أبو مصعب الزرقاوي يحدثه عن النظام الحاكم في الأردن، واصفا إياه بأنه نظام كافر كونه يحكم بغير ما انزل الله على حد تعبيره ومعتقداته".
كما كان الزرقاوي يكفر في فتاويه الدينية الأجهزة الأمنية وكل من ينتمي إليها، وكان يحث ابن أخيه على السفر إلى افغانستان لتلقي التدريبات هناك على الأسلحة واستخداماتها.
وأشارت لائحة الاتهام التي تحتوي على تهمة "المؤامرة" بقصد القيام بأعمال إرهابية لأعضاء التنظيم الجديد إلى ان المتهم الأول عمر الخلايلة اقتنع بفكر عمه واعتبر فكره منهج حياة له واخذ هو يكفر الحاكم والأجهزة الأمنية والعاملين بها في المملكة الأردنية الهاشمية.
وفي الآتي نص لائحة الاتهام التي وجهها المدعي العام العسكري لأعضاء التنظيم التكفيري الجديد، مطالباً بمضمونها تجريم المتهمين بما اسند إليهم وتحديد مجازاتهم سنداً لأحكام القانون.
* الحق العام ضد: المتهم الاول عمر صايل فضيل نزال الخلايلة، من الزرقاء (19 عاما) وهو موقوف من تاريخ 12/5/3003 ولا يزال، والمتهم الثاني حمزة محمد سليم المومني، من الزرقاء أيضا (21 عاما) وموقوف من تاريخ 12/5/2003 ولا يزال. والمتهم الثالث العريف المسرح ايمن خالد عبدالرحمن الخوالدة (25 عاما) ، وهو من مرتب إدارة التنفيذ القضائي في جهاز الأمن العام سابقا، وهو من مدينة جرش أصلاً وموقوف من تاريخ 12/5/2003 ولا يزال.
* التهمة المسندة: المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية.
"&الوقائع: إن المحكوم عليه احمد فضيل الخلايلة الملقب (أبو مصعب الزرقاوي) تربطه علاقة قربى بالمتهم الأول عمر صايل، حيث أن الأخير هو ابن شقيقه وخلال فترة كان المحكوم عليه احمد فضيل يقضي مدة محكوميته في مركز إصلاح وتأهيل سواقة فقد كان يتردد على زيارته المتهم الأول عمر صايل، وخلال تلك الزيارات كان المحكوم عليه ، احمد فضيل "يحدثه عن النظام في الأردن ويصفه بأنه نظام كافر كونه يحكم بغير ما انزل الله، كما كان يكفر الأجهزة الأمنية وكل من ينتمي إليها، وقد اقتنع عمر الخلايلة بفكر عمه واعتبره منهج حياة له واخذ هو أيضا يكفر الحاكم والأجهزة الأردنية والعاملين بها في المملكة الأردنية الهاشمية.
بعدها وبعد ان انهى المحكوم ، أحمد فضيل" مدة محكوميته غادر المملكة الاردنية الهاشمية إلى افغانستان وكان يجري اتصالات هاتفية مع إبن شقيقه يحثه من خلالها على السفر إلى افغانستان لغايات التدريب على الأسلحة والمتفجرات.
وفي أواخر تشرين ثاني 2002 تلقى المتهم الاول عمر" اتصالاً هاتفياً من عمه احمد فضيل طلب إليه فيه السفر إما إلى سوريا للالتقاء به في أحد معسكرات التدريب هناك (معسكر محمود جولا) أو إلى منطقة الموصل في العراق، إلا إبن الشقيق عمر صايل أبلغ عمه بأنه لا يستطيع السفر كون والده قد اخذ جواز سفره وان والده خارج البلاد.
وقال بيان الاتهام "إزاء ذلك اخذ أحمد فضيل الخلايلة يحث إبن شقيقه عمر صايل " على القيام بعمليات عسكرية ضد السياح الاميركان واليهود المتواجدين على الساحة الأردنية، حيث وافقه على ذلك ونتيجة لقناعة المتهم عمر صايل " فقد اخذ يبحث عن شركاء له لتنفيذ تلك المخططات الإرهابية على الساحة الأردنية".
وأضاف البيان " وخلال شهر كانون الأول من عام 2002 التقى المتهم الأول عمر صايل" بصديقه المتهم الثاني حمزة، وطرح عليه فكرة القيام بالاعتداء على السياح اليهود والأميركان المتواجدين على الأراضي الأردنية وقد لاقت هذه الفكرة استحسانا ومباركه من حمزة" وخلال هذه الفترة التقى المتهمان الأول عمر والثاني حمزة وأخذا يتحدثان بأفكار مسمومة عن تكفير الحاكم والأجهزة الأمنية واتفقا على القيام بعمليات عسكرية والاعتداء على السياح الأميركان واليهود في منطقة عجلون باستخدام الأسلحة النارية".
وتابع بيان الاتهام القول "وجرى اتفاق بينهما على جمع المال لشراء السلاح وذلك لتنفيذ ما اتفقا عليه، كما اخذ المتهمان عمر وحمزة البحث عن أشخاص آخرين للانضمام إليهما حيث توجها إلى الشاهد علا جميل الخلايلة وعرضا عليه الانضمام إليهما بعد ان ابلغاه باستعدادهما للقيام بعمليات مسلحة والاعتداء على السياح الأميركان واليهود المتواجدين على الساحة الأردنية إلا أن الشاهد علاء لم يوافقهما على ذلك واخبر شقيقه عمر جميل بذلك والذي توعدهما بـ "الدعس" عليهما في حال مشاهدته لهما لدى شقيقه".
وقال البيان "في أواخر عام 2002 تعرف المتهم عمر صايل، على المتهم الثالث أيمن خالد، من خلال المتهم الثاني حمزة والتقى به اكثر من مرة ومن خلال تلك اللقاءات تبين أن أيمن خالد يحمل فكرا تكفيريا، بعدها جرى لقاء آخر جمع المتهمين الثلاثة واتفقوا جميعا على القيام بعمليات عسكرية ضد السياح الامريكان واليهود، وفي ذات اللقاء تباحثوا معا عن الكيفية التي يمكن من خلالها الحصول على الأسلحة لغايات تنفيذ العمليات العسكرية ضد السياح، حيث استعد المتهم الثالث ايمن خالد بتأمينهم بالسلاح حيث توجه المتهمان الاول والثاني إلى حيث يعمل المتهم الثالث في التنفيذ القضائي في قصر عدل الزرقاء.
وأشار بيان الاتهام إلى أنه "وهناك تمكن المتهم الثالث ايمن خالد من سرقة مسدسين من طراز (سمث) تعود ملكيتهما للأمن العام وقد قام بإخفائهما على جنبه وتوجهوا إلى منزل المتهم الثاني حمزة وأخفوا السلاح هناك، بعدها وفي لقاء جمع بين المتهمين الأول والثاني والثالث في منزل المتهم عمر، بدأ المتهمون بتحديد الأماكن التي ينوون القيام بعمليات عسكرية فيها".
ويقول البيان "حيث اقترح المتهم الأول عمر بان يكون ضابط المخابرات علي برجاق هو أول هدف لهما، حيث لاقت هذه الكفرة استحسانا من المتهمين الثاني والثالث كما اقترح المتهم الثاني حمزة بأن يكون من ضمن الأهداف أيضا مذيب حداد" وهو صاحب مصنع للمشروبات الروحية وقد لاقت هذه الفكرة أيضا استحسانا من عمر وايمن".
كما اتفق الثلاثة التكفيريين على القيام بعمليات عسكرية ضد السياح الذين يترددون على منطقة مشتل فيصل الواقع على طريق جرش ـ عمان، كما تم تحديد أهداف اخرى منها مستودع الخمور الكائن في منطقة شارع الجيش في الزرقاء وكذلك السياح الذين يترددون على منطقة قلعة الربض في عجلون، حيث اتحدت إراداتهم على تنفيذ عمليات العسكرية ضد الأهداف المشار إليها، حمزة وأيمن" بإحضار اسلحة رشاشة".
وبعدها يتقول اللائحة الاتهامية أنه "وتنفيذا لما عقد المتهمون الأول والثاني والثالث العزم عليه فقد بدأوا بالاتصال بمنزل ضابط المخابرات علي برجاق للتأكد من وجوده بالمنزل وقد كرروا الاتصال اكثر من مرة، كما تولى المتهم الثاني حمزة عملية استطلاع ومعاينة الأهداف التي اتفقوا على تنفيذها، إلا انه وعلى اثر الأحداث التي حصلت في العراق ولرغبة المتهم الأول بالسفر إلى هناك فقد ابلغ المتهم الثاني حمزة بأن يبيع المسدسين إلى زوج شقيقته إياد حيث وافقه المتهم الثاني حمزة على ذلك وسلم المسدسين إلى إياد، وقام هذا الأخير بدفع مبلغ أربعين دينارا للمتهم الاول عمر" دعما للسفر الى العراق الذي غادر إلى سورية ومنها إلى العراق ومكث هناك فترة بسيطة ثم عاد بعدها إلى الأردن في 13 نيسان (أبريل) الماضي، حيث التقى بالمتهم الثاني حمزة حيث أخبره بأن أحد الأشخاص سوف يرسل له مبلغ ستمائة دينار وقنبلة يدوية وذلك لغايات تنفيذ العمليات العسكرية التي اتفق على تنفيذها".
وفيالأخير يقول بيان لاتهام أنه " كما اتفق المتهمان الأول عمر والثاني حمزة على أن يقتطع كل واحد منهما جزءا من راتبه لغايات استئجار السيارات السياحية وتأمين المسكن الآمن لهما في منطقة عجلون للاختباء به بعد تنفيذهم للعمليات العسكرية ضد السياح في منطقة "قلعة الربض، وفي تاريخ 6/5/2003 ذهب المتهمان الأول عمر والثالث ايمن إلى بلدة علعال في محافظة إربد لشراء السلاح لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ولدى عودتهم تم القبض عليهما كما قبض بعدها على المتهم الثاني حمزة.
وقررت هيئة المحكمة رفع الجلسة إلى صباح يوم الاربعاء الرابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الحالي.
التعليقات