كيفين ماك الديري من القدس:عبر وزير الخارجية الألمانية يوشكا فيشر عن تفاؤله في تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط في ختام جولته في مصر واسرائيل وعمان رغم اطلاعه على وجهات النظر المتناقضة لمختلف الاطراف.&وكان فيشر وصل الى القاهرة بعد يومين من اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وهو ما يمكن ان يشكل، وفقا لالمانيا، حافزا نفسيا مشجعا على تحريك عملية السلام.
&وجاءت جولته وسط هدوء نسبي في اعمال العنف وآمال واقعية في دفع الفصائل الفلسطينية الى اعلان وقف للنار واطلاق "مبادرة جنيف"، وهي كلها مؤشرات اعتبرها الوزير الالماني "فرصة" لاحياء المفاوضات.&وقال فيشر امام مؤتمر حول الامن في اسرائيل قبيل عودته الى برلين في ختام جولته الرابعة في المنطقة خلال السنة الحارلية "انني متفائل".
&واكد ان لديه "قناعة راسخة بان اسرائيل وصلت الى مفترق طرق تاريخي هو الاهم على الارجح منذ تأسيسها" في 1948، مؤكدا ان الحل يكمن في اقامة دولتين تسمحان للاسرائيليين والفلسطينيين بالعيش جنبا الى جنب.&وعدد الوزير الالماني سلسلة من الاجراءات الكفيلة برأيه بتحريك عملية السلام على اساس "خارطة الطريق"، من بينها وقف اطلاق النار بين الجانبين وتحقيق "تقدم اساسي" من جانب الفلسطينيين في تفكيك مجموعات المتطرفين وانسحاب اسرائيلي من المدن الفلسطينية وتفكيك المستوطنات اليهودية العشوائية في الضفة الغربية.
&وقال "لا احد في اوروبا او في الاسرة الدولية ينكر حق اسرائيل في ضمان امن مواطنيها والقضاء على الارهاب".&&واضاف "اذا كانت اسرائيل ترى انها تحتاج الى سياج امني فلا يمكننا انتقادها طالما انه يتبع مسار "الخط الاخضر"، خط الهدنة في الحرب الاسرائيلية العربية&في 1948. لكنه اضاف ان "المسار الحالي للخط لا يمكن فهمه من وجهة النظر الامنية وهذا ما ننتقده بالتحديد".
&ودافع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال لقائه مع فيشر عن "الجدار" مؤكدا ان "الارهاب هو سبب بنائه".&وشجع فيشر رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع على عقد لقاء مع نظيره الاسرائيلي.&وراى فيشر ان "اللقاء بين رئيسي الوزراء سيشكل خطوة ايجابية".&وحول قلق اسرائيل من امتلاك ايران اسلحة نووية وهي مسألة بحثها الوزير الالماني مع شارون، قال فيشر في المؤتمر حول الامن الذي عقد في هرتسيليا "افهمنا الجانب الايراني بدون لبس منذ البداية ان الغرب لا يمكن ان يسمح في اي ظرف بتطوير اسلحة من هذا النوع".
&واضاف "اذا حاول الشرق الاوسط الحصول على قدرات نووية والدخول في سباق للتسلح سيشكل ذلك كابوسا ليس فقط لاسرائيل بل للمنطقة باكملها ولاوروبا".&وخلال جولته التي كانت شبه استطلاعية، طرح وزير الخارجية الالماني عددا من الاسئلة على الرئيس المصري حسني مبارك وشارون وقريع ووزير الخارجية الاردني مروان المعشر.
&وقد اكدت مصر لفيشر ان المفاوضات حول وقف اطلاق النار يمكن ان تنجح وان القاهرة على اتصال مستمر بشارون وان ياسر عرفات يبقى رمز الشعب الفلسطيني وبدون موافقته لا يمكن التوصل الى اي اتفاق.&كما ابلغته مصر انها يمكن ان تقبل بالجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية لو كان تشييده اتبع مسار حدود 1967 واذا تحسنت الظروف المعيشية للفلسطينيين.
&الا ان صورة الاوضاع لم تكن زاهية في عمان حيث توقف فيشر مدة ثلاث ساعات. فالاردن متشائم بسبب الصمت الذي تلزمه السعودية التي اقترحت خطتها الخاصة لتحقيق السلام في المنطقة، كما ان عمان تبدو قلقة ازاء الجهود المصرية.&وكان ظل عرفات مخيما على زيارة فيشر الى القدس.&واكدت المانيا خيبة املها ازاء عرفات لانه لم يف بوعوده بخصوص تقديم تنازلات كما توجه له الملامة بسبب اخراجه رئيس الوزار السابق (محمود عباس) من رئاسة الوزراء.
&ولهذه الاسباب، لم يحاول فيشر لقاء عرفات في هذه المرة، كما حصل في نيسان/ابريل الماضي قائلا ان الاتحاد الاوروبي يريد تشجيع قريع.&ويبقى السؤال حول المدى الذي سيحدده عرفات لقدرة قريع على التحرك مفتوحا. ويعتقد شارون ان قريع سيبقى في منصبه فترة ستة اشهر ليس اكثر.&لكن شارون بدوره يملك هامشا ضيقا للمناورة ان كان ذلك داخل حزبه او ضمن الائتلاف الحاكم. ويشدد على التزامه بخارطة الطريق لكنه لا يعتقد بان الفلسطينيين سينفذون ما تطلبه منهم.