&علاء الدين آل رشي
&
&
&
يبدو أن التداول غير السلمي للسلطة في كثير من بلادنا العربية قد سرت أمراضه إلى بعض كتابنا، وإذا كان من الأبجديات المعروفة في عالم الأفكار أنه لا وصاية لأحد على أحد وأن الفكرة تأخذ قيمتها ومكانتها من مصداقيتها وليس من خلال مكانة قائلها؛ فإنه من أوليات التفكير الإنساني الراقي ألا يتحول الرأي لمنصة لإطلاق صورايخ التشهير والإدانة والتجريح للآخرين وقد استغربت حقا من السيد أباتشي الذي استحضر من معاجم اللغة كل ألفاظ الشتم والسب، وهذا من غير المقبول وقد احتار السيد الكاتب في وصف الدكتورة ليلى فتارة هي ليبرالية وتارة يشم منها البهلوانية وتارة هي غامزة ولامزة، وقد لفت نظري وصفه لنفسه أنه من غالبية المسلمين وفي رأيي أن هذه الغالبية تسيطر عليها مفهوم الذكورية حتى في الثقافة فمعاشر المثقفين الرجال - الكثير منهم - لا يأنس بالمرأة إلا في أماكن هو يختارها.
&وسؤالي يا أستاذ أباتشي متى كان للحواس مكان في تحليل أفكار الناس ومتى سنكف عن استحضار مفردات الإقصاء وعقلية المصنفات؟ أليس من غير المنطق أن تحبس نفسك في محاكمات عقلية غير واقعية وإذا لم تقتنع برأي السيدة ليلى وهذا حقك فهل من حقك أن تشهر بها بهذا الشكل؟
يا صديقي ما لم نؤمن أن هناك ألوانا عدة وأن هناك أفكار كثيرة وأن نسبية ما ندعيه هو الذي يحركنا فسنبقى نشهد دورات رديئة من التخلف الحضاري، وسنظل نراوح مكاننا في عتمة التخلف وداخل سجون القهر الثقافي إلى آبد الآبدين.
وأما عن فتح ملف الأخوة المسيحيين الذين ظلموا في بلادنا فهو أمر نعده هاما، ولكن الأهم منه هو أن نطالب باستحقاق لإنساننا العربي الذي طحنته السلطات السياسية العربية ومزقته الهموم اليومية بغض النظر عن معتقد هذا الإنسان أو شرعته، ألا توافقني أن المسلمين أيضا يشعرون بالغربة والبعد عن صنع القرار وهم الأغلبية؟
إذن ليست المشكلة في كوني مسيحيا أو مسلما، المشكلة هي في الذهنية التي تحكم تصرفاتي تجاه الآخرين!

كاتب وإعلامي سوري