"إيلاف"&من لندن: استبعد مسؤول أميركي كبير أن يكون ما تناقلته وسائل الإعلام والصحافة على لسان الرئيس العراقي المعتقل في منشأة عسكرية أميركية صدام حسين أكثر من "تكهنات صحافية وإعلامية لا أكثر ولا أقل"، وأكد ريتشارد أرميتاج المكلف مهمات وزير الخارجية كولن باول لخضوع هذا الأخير لعملية جراحية لانتزاع ورم سرطاني في البروستاتا في اليومين الأخيرين على حرص الولايات المتحدة على دور كبير للسنة في العراق سياسيا واقتصاديا وبناء العراق الجديد.
وريتشارد آرميتاج نائب وزير الخارجية الأميركية أجاب على عدة تساؤلات وجهها إليه البرنامج الصباحي لشبكة تلفزيون (سي بي إس) الأميركية، وكلها دارت التساؤلات حول التحقيقات الجارية مع صدام حسين، وتخفيف عبء الديون الخارجية المستحقة على العراق، وإمكانية إحلال السلام بين الطوائف المختلفة فيه، واحتمالات مشاركة عدد أكبر من دول العالم في قوة متعددة الجنسيات بالعراق، واستمرار الهجمات ضد الأميركيين هناك، والتهديدات التي تتعرض لها المصالح الغربية والمواطنون الأميركيون في السعودية.
وفي نشرة صادرة عن مكتب الاتصال الخارجي الأميركي قال أرميتاج ردا على سؤال حول التحقيقات التي تجريها المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد القبض عليه، وما إذا كانت قد وصلت إلى نائب وزير الخارجية الأميركية آرميتاج أي أنباء عما يكون صدام حسين قد قاله في تلك التحقيقات، أكد آرميتاج أنه لا توجد لديه أي أنباء يود الإعلان عنها، وأن ما تردد في بعض وسائل الإعلام أو الصحافة الأميركية عما قاله صدام حسين ليست سوى تكهنات، وقال أن "من يعرفون لا يتكهنون، ومن لايعرفون يتكهنون".
وحول تحذير الحكومة الأميركية إلى دبلوماسييها في السعودية و لموظفي السفارة غير الأساسيين وأسرهم بمغادرة البلاد والعودة إلى الولايات المتحدة على نفقة الحكومة، قال آرميتاج إن السبب في ذلك يعود إلى أن الحكومة الأميركية "لاحظت ارتفاع مستوى التهديد الذي تتعرض له المصالح الأميركية والغربية في المملكة السعودية بصفة خاصة، فعرضت على أسر الدبلوماسيين وغيرهم مغادرة البلاد على نفقتها، وقال "سبق لنا اللجوء إلى هذا الأسلوب. وسيظل هذا التحذير ساريا مدة ثلاثين يوما، ثم تجري مراجعة الوضع قبل اتخاذ أي قرار آخر".
وفي تقييمه للإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة السعودية من أجل كبح جماح الإرهاب وحصر نطاقه داخل المملكة، فقال آرميتاج "إن الحكومة السعودية تبذل جهدا رائعا خاصة منذ حدوث تفجير الرياض في 12 أيار (مايو) الماضي ، وأشار آرميتاج إلى أن وجود خلايا إرهابية كثيرة في السعودية يتطلب وقتا طويلا للكشف عنها والقضاء عليها.
وفي موضوع العراق سئل آرميتاج في المقابلة التلفزيونية عن النجاح الذي حققه وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر في مباحثاته حول تخفيف ديون العراق مع الدائنين الأوروبيين، وما إذا كان يتوقع له نفس النجاح بالنسبة مع دائني العراق في الشرق الأوسط. أجاب آرميتاج أنه يتوقع حدوث ذلك في نهاية المطاف .
وأضاف "أما في الوقت الراهن فإن الولايات المتحدة تركز جهودها مع أصدقائها الأوربيين.. ويبدو أن بعض الدول الأوروبية التي عارضت حربنا في العراق تريد انتهاز هذه المناسبة لتصيح الأوضاع ونحن بكل تأكيد نود ترك آلام الماضي وراءنا، والواقع أن السيد بيكر قد تمكن من الاستفادة من الوضع في التوصل إلى نتائج جيدة".
أما بالنسبة لتوقعاته بشأن احتمالات وجود قوة متعددة الجنسيات في العراق، فإن آرميتاج أكد أنه يتطلع لليوم الذي تتشكل فيه تلك القوة بمشاركة عدد كبير من الدول وأضاف أنه مع وجود حوالي 20 دولة بقواتها على أرض العراق فإنه يتصور "أن الأمور تتحرك نحو هذا الاتجاه."
وردا على سؤال حول استمرار أعمال العنف في العراق وتبادل الهجمات والاغتيالات بين الشيعة والسنة، وتوقعه لإمكانية تعايش فئات الشعب العراقي في سلام حسبما راهنت على ذلك الولايات المتحدة، أعرب آرميتاج عن اعتقاده في أن العنف سيستمر لبعض الوقت، و"أن الرئيس أبلغ الأمة بذلك. كما ناقشناه مع كل شركائنا".
وفي الأخير، أكد وزير الخارجية الأميركي المكلف أرميتاج على أن الحاكم الأميركي المنتدب في العراق السفير بول بريمر وزملاءه يبذلون قصارى جهدهم من "أجل ضم السنة إلى الحياة السياسية والاقتصادية في العراق بأسلوب مناسب"، وهذا الأمر تحديدا أثار تساؤلات عديدة في أوساط سياسية كثيرة من بعد الإعلان عن اعتقال الرئيس السني العراقي صدام حسين، والتساؤول عن دور السنة العراقيين ودورهم في بناء بلدهم الجديد.