باتريك انيدجار من&واشنطن: تشهد خريطة الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة "مارقة" تغيرات إثر انفتاح ليبيا المفاجئ على واشنطن ولندن بعد ثمانية أشهر من سقوط النظام العراقي.
وتقول جوديت كيبر من مجلس العلاقات الخارجية (كاونسل اون فورينغ ريليشنز) وهي مجموعة للابحاث حول العلاقات الدولية "ان الخريطة بلا شك مختلفة اليوم على ما كانت عليه عندما تولى (الرئيس الأميركي جورج) بوش" السلطة في كانون الثاني/يناير 2000.
فبعد سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان/ابريل واعتقاله قبل اسبوع على يد الجنود الأميركيين، جاء اخر تطور الجمعة في اعلان ليبيا تخليها عن أي برنامج لتطوير أسلحة الدمار الشامل.
وفسرت هذه المبادرة على أنها نابعة عن ارادة طرابلس وزعيمها العقيد معمر القذافي للعودة إلى صفوف الاسرة الدولية التي نبذتهما في 1988 إثر اعتداء لوكربي (270 قتيلا).
واكد بوش الجمعة "بهذا الاعلان بدأت ليبيا عملية العودة إلى الاسرة الدولية". يشار إلى أن الولايات المتحدة وليبيا لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1981.&وعلاوة على ليبيا، هناك السودان الذي يبدو أنه قرر منذ اعتداءات الحادي عشر أيلول/سبتمبر 2001 اتخاذ قرار استراتيجي باعتماد مواقف من شأنها ارضاء الولايات المتحدة اكثر من قبل وأعلن رسميا أنه قطع كل علاقاته بالمنظمات الإرهابية.
ويتوقع أن يتم قريبا التوقيع على اتفاق سلام شامل ربما قبل نهاية السنة الحالية، بين الخرطوم ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان في مبادرة قد تنهي عشرين سنة من الحرب الاهلية وتشكل في الوقت نفسه دافعا كبيرا للتقارب مع واشنطن.
ودعت ادارة بوش الجمعة السلطات السودانية والمتمردين إلى الوفاء بتعهداتهم بالتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية السنة واعتبرت أن المفاوضات الجارية حاليا في كينيا "مرحلة حاسمة" كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
وتوصل الطرفان السودانيان السبت إلى اتفاق حول تقاسم الثروة النفطية في محادثات قرب العاصمة الكينية مما يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.&كذلك قد تكون إيران التي صنفتها ادارة بوش في "محور شر" في كانون الثاني/يناير 2002، على "الطريق الصحيح" على الرغم من أن الولايات المتحدة ما زالت متحفظة حيالها.
ورحبت واشنطن الخميس الماضي بتوقيع طهران على البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية مذكرة في الوقت نفسه على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر، أن الأمر لا يعدو كونه "خطوة اولى" وانه يبقى التأكد من أن النشاطات الإيرانية ليست لها اهداف عسكرية.
وتقول جوديت كيبر "من وجهة نظر ادارة بوش هناك تحسن في المواقف الإيرانية".&لكن الأمر ليس كذلك تماما في ما يخص سوريا وكوريا الشمالية.&فقد وقع الرئيس بوش اخيرا على قانون عقوبات ضد دمشق. وتريد ادارته أن توقف سوريا دعمها لحزب الله الشيعي اللبناني والحركات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها والتي تعتبرها واشنطن "إرهابية" وتتهم دمشق بانها تغض النظر على تسلل مقاتلين مسلحين إلى العراق.
وبخصوص كوريا الشمالية، تسعى الولايات المتحدة التي تعتبر أن هذا البلد يشكل خطرا على امنها، مع كوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا إلى تحريك المفاوضات لاقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن تطوير أسلحة نووية.
وأخيرا تبدو العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة مجمدة في اطار سيناريو حرب باردة معقدة لكن نظام الرئيس فيدل كاسترو لا يشكل خطرا عسكريا ولا إرهابيا على واشنطن.&إلا أن النظام الكوبي يسعى جاهدا إلى تكثيف وارداته الأميركية في محاولة لتليين موقف الادارة الأميركية حيال الجزيرة الشيوعية.