أجرى الحوار قيس قاسم
&
&
* أنت من أكثر المخرجين العراقيين انتاجا وتنوعا في العمل السينمائي وخاصة في مجال الفيلم التسجيلي، حيث أخرجت أفلاما عن القضية الفلسطينية واللبنانية، العراق يشهد تغيرا كبيرا، كيف ستواكبه السينما العراقية وأي شكل مستقبلي تريدها لها؟
- لا أريد الاجابة هنا عن شكل السينما العراقية التي أريدها، لأنها لن تكون كما أريد لها ان تكون. ولكن، يمكن للمرء وحسب تجاربه العديدة، عربية وأوربية، ان يفكر بكيفية وضع أسس صالحة وممكنه لانتاج سينمائي حقيقي. فمشكلة السينما العربية عموما، إذا استبعدنا مصر التي لها تاريخ مختلف، هي الانتاج والتخطيط. الانتاج يستلزم توفير شروط قانونية ومالية، اضافة الى مقومات تجارية وثقافية. أما التخطيط فغائب عندنا، تبدأ كل تجربة انتاج فيلم جديد، |
في دولة عربية ليس فيهاصناعة سينمائية، كما لو انها تجربة وحيدة، ليست هناك تجارب سابقة لها ولا تؤسس هي لتجارب قادمة. . انها تشبه محاولة التفاف على الصعوبات ( زكزاك) كي تنتج فيلما ما. وهكذا كل فيلم يتشكل وينفذ بطريقة خاصة به، وبالتالي يكون منفصلا وليس متصلا.
* وماذا عن العراق، أهو استثناء؟
- العراق بلد غني، فيه طاقات هائلة وتراث ثقافي هائل. أقول لو أتحيت للعراق، منذ البداية، فرصة وضع أسس بناء صرح سينمائي قادر على الانتاج فهو مؤهل لتحقيق ذلك. أعتقد ان مستقبل العراق الاقصادي لن يكون أقتصاد دولة. لا التجارب السابقة تحبذ هذا النوع من هيمنة الدولة على الاقتصاد ولا الوضع العربي وعموم الوضع الدولي تسمح بهذا. انما سيكون شكلا، يوفر للدولة اقتصاد خاص بها، ولكن ضمن وضع خصصه، وضع ليبرالي ينفتح على السوق العالمية. والسؤال في هذة الحالة ما هي العناصر والمكونات التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار من أجل بناء قطاع سينمائي؟ الجواب .. يمكن للدولة ان تدعم الانتاج كما هو الحال في بعض الدول العربية والاوربية. تدعم مرحلة كتابة النص و تدعم الانتاج، دون ان يكون الانتاج مرتبط بها، لا اقتصاديا ولا اعلاميا، هذا برأي جانب مهم ويجب الأخذ بنظر الاعتبار الناحية القانونية فيه. لا بد أن يكون هناك، شئنا ام أبينا، قانونا للسينما. يجب أيضا معرفة دور القطاع الخاص في السينما. نستفيد من التجارب السابقة بحيث لا يكون هذا القطاع معني فقط بالركض وراء الربح، انما يكون قطاعا خاصا متنورا، فالثقافة سلعة، ويمكن ان تكون سلعة رائجة دون ان تفقد سمتها الثقافية والحضارية، هذا العنصر الثاني. أما الثالث، أو المكون الثالث فهو الانتاج المشترك بين العراق وبين الدول العربية والاوربية، المكون الرابع، وهذا وارد في وضع العراق الحالي، هو الموقف الاوربي من العراق أي ان يكون هذا الطرف داعما كما هو الحال في هذة البلدان نفسها، فأنت لا ترى أي انتاج سينمائي أوربي دون مشاركة جهات أوربية مؤسسة من أجل دعم السينما.. هذة الأسس اذا ما فكرنا بها منذ البداية سنصبح عمليا طرفا جامعا، ليس طرفا واحدا ينتمي الى الدولة ولا طرفا ينتمي الى القطاع الخاص، ولا الى الدول العربية أو الأوربية، انما طرفا عالميا.
*هل يعني ان نحول السينما العراقية الى سينما عالمية ؟ هل هناك تجارب مسبوقة، تمهد لقبول هذة الفكرة؟
- قضيتنا أصبحت مثل القضية الفلسطينية. يعني هي الأن جزءا من المشاكل المعنية بها الأمم المتحدة، أي صارت قضية عالمية، وبالتالي الحل سيكون له خصائص عالمية. العراق الذي كان منغلقا سينفتح بشكل كوني، وبالتالي ستكون السينما مؤهلة، وهذا من مصلحتها ان تبدأ من درجة الصفر، و ان تحمل خصائص سينما عالمية. لا أعني عالمية "سوبربرودكشين" بل سينما تنتج أفلاما بسيطة، كالأفلام الايطالية بعد الحرب العالمية الثانية، أفلام سهلة وبنت البيئة، لكنها كانت جزءا من السينما العالمية وأرست تقاليد ساهمت في تطوير السينما العالمية. أنا اعتقد اذا ما تم التفكير بهذة الطريقة، فسنتمكن منذ البداية، من وضع أسس لمثل هكذا نوع من السينما. أما اذا جرى الالتفاف على جوهر وخصوصية هذة السينما فسنضع السسينما العراقية ومستقبلها في نفق أخر لا يؤدي الى نهاية حميدة.
* لكن الوضع الحالي أيقظ فضول السينمائيين الأخرين، فحملوا كاميراتهم وذهبوا للتصوير في العراق، هل يمكن الحديث عند هذة النقطة عن انجاز سينمائي حقيقي و متكامل؟
- لا، لدينا تجارب سابقة. الفلسطينيون أيضا يحملون كامراتهم ويجروا. لكن هذا العمل لا يخلق أسس بناء صناعة سينمائية عربية. أعتقد ان عددا من المبادرات السينمائية العراقية ستظهر الأن. ولكننا نتحدث عن انتاج وتخطيط، نتحدث عن طبيعة انتاج سينمائي له ذات الطبيعة الانتاجية التي لها علاقة بالاقتصاد العراقي.
* هذا التصور لا يمكن له ان يبدأ كما تريد. فهذا يتطلب خبرة وباعا طويلا من التجارب الهادئة، الأن هناك نوع من الفوضى التي تتطلب خلق نوع من السينما، نابعة من طبيعة الوضع الحالي؟
- عمليا كل شيء سيبدأ الأن في العراق من "درجة الصفر" وليس الصفر. درجة الصفر لا تعني الانقطاع عن الماضي، انما صهره في درجة يمكن تسميتها "الصفر"، لنعيد صنعه. مثلما يصهر الانسان الذهب ويحوله الى مادة سائلة ثم يعيد صنع أشياء جميلة منه، لها قيمة الذهب وفيها فن. أما ما يجري قبل هذة العملية فله علاقة بالمبادرات، نحن نتحدث هنا عن سينما عراقية بعد تشكيل الدولة. وربما لأول مرة في تاريخ بلد عربي تتوفر فرصة لانشاء سينما مخطط لها ان تكن بهذة المواصفات المنفتحه كونيا.
* ما هي امكانية تحقي ذلك على الارض؟
- لا أحد في العراق يقبل الاكتفاء بحل المشاكل الآنية فقط. صحيح ان الناس بحاجة الى ماء وكهرباء ونقود بسيطة من أجل العيش. العراق الأن في حالة مخاص وكل عراقي يريد ان يراه دولة ذات خصائص مدنية، وان يعود ويتبوأ مكانته اللائقة في المنطقة والعالم. تأجيل هذا الهدف لا يعني أبدا الغائه، أعتقد ان هذا هو مستقبل العراق. أما الاضطراب الحاصل الان في العراق فنابع من عدم وجود تصور مشترك، أظن ان العملية الحالية ستقود كل العراقيين الى تصور مشترك يحمل هذا الجوهر أو الى تصادم يؤجل، لكن لن يلغي اعادة المستقبل. أنا لاأرى مستقبل السينما العراقية بمعزل عن مستقبل العراق. اذا هناك تطابق بين الدور التاريخي الذي دخله العراق وبين طبيعة السينما التي ستمضي مع هذا التطابق.
&
* ما دام الحديث يجري عن "درجة الصفر" في العراق فأنا أعتقد ان أمام السينما التسجيلية العراقية فرصة تاريخية، هل تشاطرني الرأي ان أستغلالها سيوفر امكانية نادرة لتطورها؟
- أعتقد ان أي فيلم روائي سيعمل في العراق الأن سيشاهد في جميع انحاء العالم بدافع الفضول. وسينجح الفيلم تجاريا. سيذهب الناس لمشاهدة هذا الفيلم طمعا في معرفة ما جرى في هذا البلد. لكن حينما لا يجد المشاهد في هذا الفيلم الشيء الذي يبحث عنه سيصاب بخيبة أمل. هنا فرصة السينما التسجيلية، فهي قادرة على متابعة وتسجيل عملية المبادرات، عملية بناء العراق وتوثيقه. أيضا أمام الفيلم التسجيلي الطويل (أقصد السياسي التحليلي الاجتماعي) فرصة معرفة وفهم تاريخ العراق الحديث. وتقديم الاسئلة الملحةعنه مثل: لماذا هذة الحروب التي جرت؟ لماذا هذة المقابر الجماعية ؟ لماذا لم يعوا الناس منذ البداية ان هذا النظام الهزيل، والذي سقط بهذة السرعة، انه قابل للهزيمة وانهم كانوا قادرين على هزيمته بأنفسهم؟ هناك ألاف الاسئلة لها كلهاعلاقة بالواقع الاجتماعي والسياسي، وهي تصب في صلب تاريخ العراق. أعتقد ان هذة المهمة لن تنجزها سوى السينما التسجيلية. فالسينما الروائية وبسبب من طبيعتها غير قادرة على لعب هذا الدور. هذة القضية يمكن توضيحها بالشكل التالي فالمسرح الدرامي الذي نشأ على يد أرسطو كان يعالج قضايا بسيطة مثل قصة حب بين بنت من عائلة غنية وشاب من عائلة فقيرة. الصراع بين الغنى والفقر يجسد عبر حتوتة. أما الخلفية، أي لماذا يرفض الغني الفقير. ويرفض تزويج أبته له؟ أصبحت في المقدمة، وهذا استوجب شكلا جديدا لتقديمها. ومن هنا انبثق المسرح الملحمي. خذ موضوعة النفط، كيف أعالج مثل هذة المشكلة. تتذكرون أفلام فرانتشيسكو روسي، أنا بحاجة الى شكل قريب من الفيلم التسجيلي، أو الفيلم التسجيلي الذي ينفتح على الموضوع أكثر ما ينفتح على الصراع بين طرفين. حتى الأفلام الدراما بدأت تعالج مشكلات النفط والبورصة، السلطة والديكتاتورية. الفيلم التسجيلي بسبب من طبيعة مؤهل كثيرا لتناول هذة المواضيع، اضافة الى أعتقادي بأن السينما العراقية الدرامية ستكون منغلقة دون تداخل المنهجين، أي انفتاح على الواقع والدراما، وهناك تقاليد هائلة في العالم تعتمد المنهجين وأستطاعت تقديم أعمال متجانسة وبسيطة ومنفتحة على الواقع.
* ما دام الحديث يجري عن "درجة الصفر" في العراق فأنا أعتقد ان أمام السينما التسجيلية العراقية فرصة تاريخية، هل تشاطرني الرأي ان أستغلالها سيوفر امكانية نادرة لتطورها؟
- أعتقد ان أي فيلم روائي سيعمل في العراق الأن سيشاهد في جميع انحاء العالم بدافع الفضول. وسينجح الفيلم تجاريا. سيذهب الناس لمشاهدة هذا الفيلم طمعا في معرفة ما جرى في هذا البلد. لكن حينما لا يجد المشاهد في هذا الفيلم الشيء الذي يبحث عنه سيصاب بخيبة أمل. هنا فرصة السينما التسجيلية، فهي قادرة على متابعة وتسجيل عملية المبادرات، عملية بناء العراق وتوثيقه. أيضا أمام الفيلم التسجيلي الطويل (أقصد السياسي التحليلي الاجتماعي) فرصة معرفة وفهم تاريخ العراق الحديث. وتقديم الاسئلة الملحةعنه مثل: لماذا هذة الحروب التي جرت؟ لماذا هذة المقابر الجماعية ؟ لماذا لم يعوا الناس منذ البداية ان هذا النظام الهزيل، والذي سقط بهذة السرعة، انه قابل للهزيمة وانهم كانوا قادرين على هزيمته بأنفسهم؟ هناك ألاف الاسئلة لها كلهاعلاقة بالواقع الاجتماعي والسياسي، وهي تصب في صلب تاريخ العراق. أعتقد ان هذة المهمة لن تنجزها سوى السينما التسجيلية. فالسينما الروائية وبسبب من طبيعتها غير قادرة على لعب هذا الدور. هذة القضية يمكن توضيحها بالشكل التالي فالمسرح الدرامي الذي نشأ على يد أرسطو كان يعالج قضايا بسيطة مثل قصة حب بين بنت من عائلة غنية وشاب من عائلة فقيرة. الصراع بين الغنى والفقر يجسد عبر حتوتة. أما الخلفية، أي لماذا يرفض الغني الفقير. ويرفض تزويج أبته له؟ أصبحت في المقدمة، وهذا استوجب شكلا جديدا لتقديمها. ومن هنا انبثق المسرح الملحمي. خذ موضوعة النفط، كيف أعالج مثل هذة المشكلة. تتذكرون أفلام فرانتشيسكو روسي، أنا بحاجة الى شكل قريب من الفيلم التسجيلي، أو الفيلم التسجيلي الذي ينفتح على الموضوع أكثر ما ينفتح على الصراع بين طرفين. حتى الأفلام الدراما بدأت تعالج مشكلات النفط والبورصة، السلطة والديكتاتورية. الفيلم التسجيلي بسبب من طبيعة مؤهل كثيرا لتناول هذة المواضيع، اضافة الى أعتقادي بأن السينما العراقية الدرامية ستكون منغلقة دون تداخل المنهجين، أي انفتاح على الواقع والدراما، وهناك تقاليد هائلة في العالم تعتمد المنهجين وأستطاعت تقديم أعمال متجانسة وبسيطة ومنفتحة على الواقع.
&
* عندي سؤال اخر يشغل بالي، نتحدث عن السينما العراقية ونحن في الخارج، عندما سنعود الى العراق سنلتقي بشرا مثلنا، بينهم موهوبين وأذكياء، ولكن بسبب السلطة وممارستها أنجزوا وتعودا على أداء سيء نتفهم تماما ظروفه، كيف سيتم التعامل مع هذة القضية وطرق استثمار الكفاءات السينمائية بالرغم من سوء التقاليد والمناخ الفني الذي أشتغلوا فيه؟
- نعرف ان الكثير من المواهب وللأسف طبلت وزمرت كثيرا للسلطة، حتى أحيانا أكثر مما هو مطلوب منها. ولكن المهم هو التخطيط و العمل على تأسيس سينما عراقية بمواصفات مدنية ( ليبرالية) المهم هو نوعية المهام التي ستوضع أمام الناس لتكون هي المعيار لسلامة سلوكياتهم. اي أن لا يكون الهدف عقاب من كان في الخارج أوالداخل، فهذة النظرة ستعيدنا الى الفوضى والحرب الباطنية أوالانتقام . الحقيقة ان كل العراقيين قد عانوا كثيرا. اذا أجريت احصائية للتنظيمات التي بناها النظام على كل الاصعدة، جيش، أم، الفدائيين تجد الناس المنتمين لها بلغوا الملايين، أي سيشكلون الأغلبية. عندما كان صدام يحتفل بعيد بميلاده تخرج الملايين وتهتف له بالروح بالدم. طيب لماذا نعاقب هذا السينمائي الذي لم يهتف بالروح بالدم، بل كان خائفا ومذعورا فقام بعمل فيلم دعائي مثلا. كما لا نحمل الناس التي كانت تهتف أيضا، اذا دخلنا العراق لتصفية الحسابات فلن نصل الى نتيجة. فتاريخ العراق في المقام الأول مسؤلية العراقيين كلهم من حكام وشعب. في هذة المعادلة طرفان، القوي الشعب، والأضعف السلطة، لذلك حتى فكرة التسامح غير واردة، فمن يسامح من؟ المطلوب الأن توفير العراقيين الذين يفكرون بشكل صحيح ولا شيء أكثر.
* عندي سؤال اخر يشغل بالي، نتحدث عن السينما العراقية ونحن في الخارج، عندما سنعود الى العراق سنلتقي بشرا مثلنا، بينهم موهوبين وأذكياء، ولكن بسبب السلطة وممارستها أنجزوا وتعودا على أداء سيء نتفهم تماما ظروفه، كيف سيتم التعامل مع هذة القضية وطرق استثمار الكفاءات السينمائية بالرغم من سوء التقاليد والمناخ الفني الذي أشتغلوا فيه؟
- نعرف ان الكثير من المواهب وللأسف طبلت وزمرت كثيرا للسلطة، حتى أحيانا أكثر مما هو مطلوب منها. ولكن المهم هو التخطيط و العمل على تأسيس سينما عراقية بمواصفات مدنية ( ليبرالية) المهم هو نوعية المهام التي ستوضع أمام الناس لتكون هي المعيار لسلامة سلوكياتهم. اي أن لا يكون الهدف عقاب من كان في الخارج أوالداخل، فهذة النظرة ستعيدنا الى الفوضى والحرب الباطنية أوالانتقام . الحقيقة ان كل العراقيين قد عانوا كثيرا. اذا أجريت احصائية للتنظيمات التي بناها النظام على كل الاصعدة، جيش، أم، الفدائيين تجد الناس المنتمين لها بلغوا الملايين، أي سيشكلون الأغلبية. عندما كان صدام يحتفل بعيد بميلاده تخرج الملايين وتهتف له بالروح بالدم. طيب لماذا نعاقب هذا السينمائي الذي لم يهتف بالروح بالدم، بل كان خائفا ومذعورا فقام بعمل فيلم دعائي مثلا. كما لا نحمل الناس التي كانت تهتف أيضا، اذا دخلنا العراق لتصفية الحسابات فلن نصل الى نتيجة. فتاريخ العراق في المقام الأول مسؤلية العراقيين كلهم من حكام وشعب. في هذة المعادلة طرفان، القوي الشعب، والأضعف السلطة، لذلك حتى فكرة التسامح غير واردة، فمن يسامح من؟ المطلوب الأن توفير العراقيين الذين يفكرون بشكل صحيح ولا شيء أكثر.
&
* وسط كل هذه الاحداث والمواقف و الاضطراب ، ماذا ترغب في تحقيقه؟
- عندي رغبة في تحقيق فيلم تحليلي تسجيلي عن تاريخ العراق الحديث. ليس وثائقيا خالصا. يمكن ان يكون طويلا، أربع ساعات أو أكثر، على غرار فيلم "معركة تشيلي". فيلم يسجل في مقدمته نبذه عن بناء الدولة في العراق حتى انهيار النظام الملكي. ثم رصد المرحلة الممتدة من عام 58 حتى سقوط نظام صدام حسين. في هذا الفيلم لا أريد تقديم وجهة نظري الشخصية في الاحداث. أريد فيلما قائما على الدراسة وليس الهدف منه إدانة النظام، فالنظام مدان من الناس أصلا. فيلم يحاول الاقتراب من هذا التاريخ القاسي. أريد انتاج فيلم من أجلنا نحن العراقيين، لأكتشاف تاريخنا والتعلم منه مستقبلا ، ولا أزعم ان فيلما تسجيليا قادرا على وقف إعادة التجربة السابقة، ولكنه على الأقل قد يقدم أستنتاجات مهمة تساعد العراقيين على تأهيلهم لبناء مجتمع مدني لن يسمح بعودة مأساته ثانية.
* وسط كل هذه الاحداث والمواقف و الاضطراب ، ماذا ترغب في تحقيقه؟
- عندي رغبة في تحقيق فيلم تحليلي تسجيلي عن تاريخ العراق الحديث. ليس وثائقيا خالصا. يمكن ان يكون طويلا، أربع ساعات أو أكثر، على غرار فيلم "معركة تشيلي". فيلم يسجل في مقدمته نبذه عن بناء الدولة في العراق حتى انهيار النظام الملكي. ثم رصد المرحلة الممتدة من عام 58 حتى سقوط نظام صدام حسين. في هذا الفيلم لا أريد تقديم وجهة نظري الشخصية في الاحداث. أريد فيلما قائما على الدراسة وليس الهدف منه إدانة النظام، فالنظام مدان من الناس أصلا. فيلم يحاول الاقتراب من هذا التاريخ القاسي. أريد انتاج فيلم من أجلنا نحن العراقيين، لأكتشاف تاريخنا والتعلم منه مستقبلا ، ولا أزعم ان فيلما تسجيليا قادرا على وقف إعادة التجربة السابقة، ولكنه على الأقل قد يقدم أستنتاجات مهمة تساعد العراقيين على تأهيلهم لبناء مجتمع مدني لن يسمح بعودة مأساته ثانية.
* قيس، أوربا تطورت عبر خمسة قرون بفضل الجهد النقدي الذي قاموا به فلاسفتها ومفكريها، العراق يحتاج الى جهد مقترب يقوم به علماء الاجتماع والبحاثة والمؤرخين ومراكز الأبحاث بعدها يأتي السينمائي ليأخذ هذا المنجز ويستعين به في عمله، وحتى أصدقك القول لا أدري بالضبط كيف يمكن للسينما ان تلعب هذا الدور في العراق؟
- في الحقيقة ما أقوله يعتمد على تجربتين شخصيتين، الأولى في فيلم (فلسطين، سجل شعب) والأخرى (المقاومة الوطنية اللبنانية) وكل واحدة من هذة التجارب أخذت مني أربع أوخمس سنوات. أستندت في عمل هذة الأفلام على مصادر محللين ومؤرخين وأعتمدت على وثائق ومصادر وشهادات الناس أيضا. في الحالة العراقية، وحتى في غياب وجود تحليل ودراسة كاملة فبأمكاننا الاستعانة بعلماء اجتماع ومؤرخين تضع أمامهم هذة المهمة ونشتغل سوية. أي نقترب من محاولة الاسرائييلين في"عمود النار"، طبعا مع الاختلاف، عندما أرادوا الاسرائيليون عمل فيلم (عمود النار) أقاموا ورشة عمل هائلة، أستقدموا اليها مؤرخين وعلماء اجتماع وسينمائيين. الهدف منها كان كتابة تاريخ اسرائيل. هذا العمل فشل لأنه كتب بطريقة عنصرية. لكن مقومات العمل كانت مدروسة بعناية.
* هل نتحدث هنا عن سينما تسجيلية مستقبلية؟
- عالم السينما منفتح دوما على النص والبحث والأدب والمسرح. هذا الانفتاح يعسر مهمتها أحيانا ويسقطها في هفوات، كأن يخرج الفيلم وفيه الكثير من الدراما أو مسرحا كثيرا. لكني أعتقد ان السينما التسجيلية تفتح آفاقا واسعة. تتذكر فيلم ميخائيل روم "فاشية عادية". هذا الفيلم فتح أفقا لدراسة التاريخ بطريقة مختلفة، فقد كانت النظرة التاريخية الاولى مركزة على ان الفاشية هي هتلر وموسيليني. الفاشية هي عادية يمكن اعادة بنائها ونموها من الناس، وبالناس أيضا يمكن تلافيها. هكذا أفكر أنا لذلك أصف طموحي بأنه حلم وليس فيلما.&
&
&الجمعة والسبت:
المصور السينمائي قتيبة الجنابي:
المصور السينمائي قتيبة الجنابي:
*علينا خلق ثورة سينمائية تعتمد على وفرة الانتاج وتأهيل الشباب
* نحن العراقيين شعب بدون ذاكرة بصرية
* نحن العراقيين شعب بدون ذاكرة بصرية
لذلك علينا العودة ثانية لخلق الصورة ومفهومها
* أريد حمل كاميرتي وبدء البحث عن قبر أبي المفقود!
* أريد حمل كاميرتي وبدء البحث عن قبر أبي المفقود!
&
&
التعليقات