نيقوسيا - شهد العام 2003 هدوءا تاما على كافة جبهات كرة القدم بعد المونديال الاسيوي في كوريا الجنوبية واليابان، وكان انتقاليا ومدخلا لاستحقاقات قارية كبيرة اولها امم افريقيا في تونس، وثانيها امم اوروبا في البرتغال، وثالثها امم اسيا في الصين، فضلا عن تصفيات اولمبياد اثينا 2004 التي تأتي في المركز الرابع الاخير، يضاف اليها كأس القارات التي احتفظ المنتخب الفرنسي بلقبها.
فعلى الصعيد الاداري البحت، وبعد اعادة انتخابه بصخب واضطراب رئيسا للاتحاد الدولي (فيفا) لولاية ثانية في سيول عام 2002، استطاع السويسري جوزيف بلاتر لملمة عائلة كرة القدم من خلال تنقية الاجواء خصوصا مع الاتحاد الاوروبي ورئيسه السويدي لينارت يوهانسون، وكذلك رئيس الاتحاد الافريقي، الكاميروني عيسى حياتو، منافسه الوحيد في الانتخابات.
وتمكن بلاتر ب"حذقه وفطنته" من اقناع الجميع بضرورة اجراء تعديل على الانظمة يتيح انتخابه لعام اضافي، وعمل على اثبات نظافة كفه في ما يتعلق بحسابات الفيفا، مشيرا الى ان الاوضاع المالية ستتحسن بشكل لافت في مونديال 2006، المصدر الرئيسي لعائدات الفيفا.
اما الملف الكبير الذي ينتظر بلاتر وفريق العمل المساعد له هو اسناد شرف تنظيم مونديال 2010، الاول في القاراة السمراء، لاحدى الدول المرشحة جنوب افريقيا والمغرب ومصر وملف مشترك بين تونس وليبيا، وقد بدأت لجنة التفتيش جولاتها على هذه الدول على ان ترفع تقريرها الى اللجنة التنفيذية للفيفا التي ستختار الدولة المضيفة قبل 20 ايار(مايو) في باريس.
وقطعا للطريق على انتقادات بعض الاعضاء غير المتحمسين كثيرا لمبدأ المداورة بين القارات، فقد اسند تنظيم مونديال 2014 سلفا الى البرازيل.&وبعد اللبس واللغط الكبيرين الذي طال مقاعد كل قارة في مونديال 2006، وزعت المقاعد ال32 بشكل ارضى الجميع باستثناء اوقيانيا التي وعدت بمقعد دون خوض اي ملحق لكن الوعد بقي كلاما في مهب الريح، ويتعين على بطلها مواجهة صاحب المركز الخامس في اميركا الجنوبية.
وعلى غرار العام 2002، احتفظت البرازيل بالصدارة برصيد 848 نقطة بفارق 21 نقطة امام فرنسا، وكانت تركيا اكبر الخاسرين بعد سقوطها من سطح مونديال 2002 حيث حلت ثالثة في وحول القارة العجوز اوروبا حيث لم تتمكن من التأهل الى نهائيات 2004 في البرتغال.
&عربيا، تابعت السعودية خطها التصاعدي وانهت عامها في المركز السادس والعشرين برصيد 655 وهو افضل تصنيف لها حتى الان، وجاءت مصر ثانية في المركز الثاني والثلاثين امام المغرب الثامن والثلاثين، فيما كان التراجع واضحا بالنسبة الى تونس من المركز السادس والعشرين في مطلع العام الى الخامس والاربعين في نهايته.
وشهد العام الحالي تنظيم 3 بطولات دولية اولها النسخة السادسة لبطولة كأس القارات في باريس واحتفظت فرنسا بلقبها بفوزها على الكاميرون بالهدف الذهبي 1-صفر.&اما البطولتان الاخريان فشملتا فئتي الناشئين (دون 16 عاما) في فنلندا والشباب (دون 20 عاما) في الامارات، واكملت البرازيل الثلاثية التي بدأها الكبار في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وفي بطولة الناشئين، حلت البرازيل اولى امام اسبانيا والارجنتين وكولومبيا، واختلف الترتيب قليلا في فئة الشباب حيث تبادلت كولومبيا المراكز مع الارجنتين.&وتنظم الكويت حاليا النسخة السادسة عشرة من بطولة الخليج "خليجي 16" التي تستمر حتى 11 كانون الثاني(يناير).
واقتصر التنافس على التصفيات المؤهلة الى نهائيات بطولات الامم الثلاث وعلى مسابقات الاندية اضافة الى الصراع المزمن بينها على صعيد انتقال اللاعبين فلمع بريق ريال مدريد الاسباني مرة جديدة واضاف الى صفوفه النجم الرابع للعام الرابع على التوالي هو قائد منتخب انكلترا وصانع العاب مانشستر يونايتد بطل دوري بلاده ديفيد بيكهام.
وكان شعار الرئيس الحالي للنادي الاسباني فلورنتينو بيريز عندما ترشح قبل 4 سنوات لمنصب الرئيس "لقب كل عام ونجم ايضا"، وقد كان فعلا وفيا لهذا الشعار وبر بوعده عندما بدأ بالبرتغالي لويس فيغو من غريمه برشلونة عام 2000، واحرز في العام التالي الدوري المحلي وضم الفرنسي زين الدين زيدان من يوفنتوس الايطالي، وفي عام 2002 احرز دوري ابطال اوروبا وحصل على خدمات البرازيلي رونالدو من انتر ميلان الايطالي، واحرز الدوري في الموسم الماضي اضافة الى بيكهام.
ونزع ريال جلده التدريبي فاعفى فيسنتي دل بوسكي الذي لم تشفع له الالقاب الكثيرة ولم تجنب رأسه السقوط، وعين مكانه البرتغالي كارلوس كيروش الذي كان معاونا لمدرب مانشستر يونايتد، الاسكتلندي اليكس فيرغوسون، واستغنى عن بعض اللاعبين في مقدمتهم المخضرم وقائد الفريق والمنتخب السابق فرناندو هييرو مبررا ذلك ب"قدوم مرحلة التغيير والتحديث في النادي".
واستعاد ريال مدريد اللقب المحلي لكنه لم ينجح في الدفاع عن لقبه الاوروبي الذي ذهب الى ميلان الايطالي على حساب مواطنه يوفنتوس وبركلات الترجيح، في حين ذهب لقب بطل كأس الاتحاد من فيينورد الهولندي الى بورتو البرتغالي.
وحصل زين الدين زيدان على لقب افضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي وحل امام مواطنه تييري هنري (ارسنال الانكليزي) وزميله في ريال مدريد رونالدو، والتشيكي بافل ندفيد على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها سنويا مجلة فرانس فوتبول المتخصصة لافضل لاعب في اوروبا، وحل امام هنري ايضا والايطالي باولو مالديني قائد فريق ميلان بطل اوروبا.
في افريقيا، انتزع الزمالك في المرحلة الاخيرة اللقب المحلي من فم غريمه الاهلي، لكنه فشل بدوره في الدفاع عن لقبه بطلا لدوري ابطال افريقيا، وكاد مواطنه الاسماعيلي يتكفل بالمهمة نيابة عنه وكان على وشك ابقاء الكأس في مصر للعام الثالث على التوالي بعد لقبي الاهلي والزمالك، لكنه لم يستطع تعويض خسارته امام انيمبا النيجيري صفر-2 في ذهاب الدور النهائي بعد فوزه 1-صفر في الاياب، فكان اللقب الاول للاندية النيجيرية في هذه المسابقة منذ انطلاقها قبل 40 عاما.
وفشل الاسماعيلي بالتالي باكمال الثلاثية العربية بعد حصول الرجاء البيضاوي المغربي على كأس الاتحاد التي كانت في حوزة شبيبة القبائل 3 سنوات متتالية، والنجم الساحلي التونسي على كأس الكؤوس التي كانت بحوزة الوداد البيضاوي المغربي.
على الصعيد الاسيوي، كان اتحاد اللعبة اقتصر موسمه على مسابقة واحدة هي دوري الابطال التي فاز بلقبها العين الاماراتي لاول مرة في تاريخه، واختير افضل ناد في القارة.&وجديد الاتحاد الاسيوي هذا الموسم هو اعتماد نموذج نظيره الاوروبي باطلاق مسابقة ثانية هي كأس الاتحاد حيث ستشارك فيها اندية المستوى الثاني، فيما ستكون مشاركة اندية النخبة في المسابقة الاهم دوري الابطال.
وفاجأ الاتحاد العربي بعد تردد وتجارب كثيرة الجميع باستبدال مسابقاته المتعددة بواحدة هي دوري ابطال العرب بعد ان وجد ضالته في رعاية شركة راديو وتلفزيون العرب كممول لهذه المسابقة التي، اذا ما استمرت على هذه الحال، تشير بداياتها الى انها ستصيب نجاحا رغم التشكيك الكبير الذي لف مصيرها عند الاعلان عنها.