&
أحمد نجيم من الدار البيضاء: يحتفل المغاربة نهاية السنة بأعياد الميلاد على طريقتهم. ورغم أن المجتمع المغربي مجتمع إسلامي ويضم أقلية يهودية،&لكن لاحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة
طعم خاص. ففي الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر (كانون الأول)، تزيّن مجسمات بلاستيكية لـ "بابا نويل" الأسواق والمحلات التجارية، وبعض شوارع مدينة الدار البيضاء. مجسمات بابا نويل بلحيته البيضاء وفستانه الأحمر وعصاه الصفراء التي تباع للأطفال، وتحرص عدد من العائلات على شرائها ، أو "اللعبة" كما يسميها البعض لأطفالهم.
لا يقتصر بيع مجسمات "الأب نويل" على وسط مدينة الدار البيضاء، بل إن هذه التجارة تزدهر كذلك في الأحياء الشعبية. ففي السوق التقليدي مثلاً في&"الحي المحمدي" (حي شعبي)، زيّنت الواجهة المطلة على الشارع بهذه المجسمات، وكثر الإقبال عليها من قبل أطفال هذا الحي. المجسمات الصغيرة يقارب سعرها&الدولارين، وتصل الكبيرة منها إلى أربعة دولارات ونصف الدولار. باعة هذه المجسمات عادة من شباب الحي، الذين يستغلون مناسبات مثل هذه لكسب موارد مالية. سعيد واحد من هؤلاء الباعة، لا يتعدى عمره عشرين سنة، يبيع حوالي ثلاثين مجسماً يومياً, ويقول أن تجارة هذه المجسمات "تعرف ازدهارا خلال نهاية السنة"، وتوفر له مدخولاً يصل إلى 30 دولار يومياً، إذ يقتني كيساً يضم 12 مجسماً، متوسط أرباح الواحد منه دولار تقريباً. وتختلف نسبة المبيعات حسب المناطق.
غير أن بيع الهدايا التي لها علاقة بنهاية السنة، لا يمرّ دون إثارة بعض المشاكل. فعمر، أحد الباعة، يؤكد أن أكثر من شخص حاول إقناعه بأن "بيع تلك المجسمات حرام"، ورغم تأكيده على أن لا خيار له سوى تجارة من هذا النوع، فإن هؤلاء يكررّون هذا الكلام على مسامعه في&كل مرة. غير أن التكرار يقدم في شكل نصيحة ولم ينتقل إلى مستوى آخر لحدّ الآن.
ولا يقتصر ظهور "بابا نويل" على شكل مجسمات بلاستيكية، بل يمكن لزوار المركز التجاري "توين سنتر" في الدار البيضاء أو مراكز أخرى أن يصادفه "نويل" من لحم ودم، يجوب بين المحلات التجارية المزينة بشجرات العيد الكارتونية، برفقة مصور لكل راغب في التقاط صورة تذكارية. إذ يلبس أحد الشباب الرداء الأحمر والقبعة واللحية البيضاء، وتعتبر هذه اللعبة فرصة لمصوري الشوارع لكسب دخل إضافي خلال هذه الأيام. والأطفال هم عادة&زبائن هؤلاء المصورين، وقد يحدث أن يلتقط بعض الشباب صوراً للذكرى، خصوصاً زوار المدينة.