ابراهيم البطوش
&
&
&
شيعة العراق او الشيعة في العراق كانوا دائما أحد عناصر المشهد العراقي منذ التفافهم حول الخليفة الراشدي الرابع 0 ولا زال الأثر الشيعي فاعلا في الحياة السياسية العراقية الى يومنا هذا 0 لكن ما نود ان نشير له في هذه الأيام هو ان شيعة العراق يعانون من عقدتي الأكثرية والأقلية معا المتناقضتين 0 الأكثرية النسبية مقارنة مع سنة العراق العرب 0واقليةمع السنة في الوطن العربي0 مما قد ينعكس في سياسات العراق الجديد 0 فيعتبرون السلطة في العراق حقهم الطبيعي وينهجون نحو الانعزالية0 لهذا من "المحتمل " ان يسعوا الى عزل العراق عن محيطه العربي 00 وان يناصبوا بعض الدول العربية العداء 0 رغم التصريحات الايجابية الحالية المؤقتة لرموزهم 0 وان يحافظوا على استعانتهم بالقوى الخارجية 0 ويتجهوا بأنظارهم صوب إيران&& يغلبون الطائفي على القومي 0 ان ما يجب ان يعيه عمليا شيعة وسنة العراق معا، انه لا أمل بعراق قوي على أسس طائفية شيعية كانت او سنية 0 وتوزيع أدوات صناعة السياسة العراقية على شكل المحاصصة بين فرق العراق المذهبية والقومية فيها إضعاف للعراق0 فهذه السياسة لن&& تنجح في خلق عراق أفضل من عراق صدام حسين لا لأهله ولا لأمته العربية0 وان الصيغة الأيدلوجية التي حكم بها حزب البعث من خلال التوجه القومي باعتباره جزء من الوطن العربي0 دون السماح لأي صيغة محلية أخرى ان تطغى على هذا الشعار هي الصيغة الأفضل 0 وفعليا يجب تهميش جميع المؤسسات الطائفية والمراجع الدينية والمجالس وغيرها من المسميات عن إمكانية التأثير في القرارات السياسية الداخلية والخارجية وفي رسم توجهات الدولة وشخصيتها0 فالقول بعراق ديمقراطي او فيدرالي قد تعني في أذهان من يرددها معان أخرى غير ما يأمله البعض فتؤدي فعليا الى تجزئة وإضعاف العراق وعزله عن العرب0 فلا أرى أكثر من الحكم الذاتي المدني خيارا ملائما للأكراد ولا أكثر من ذلك 0 الديمقراطية والفيدرالية ليست هوية للدول وإنما هي فقط منهج الحكم 0 ما يعنينا نحن كعرب هو هوية الدولة العراقية وشخصيتها القومية 0 ليبقى العراق كما عرفه العرب في أيار 48&& وحزيران 67 وتشرين 73 وأما نهجها في الحكم ومن يحكم العراق وكيف، هذا متروك للشعب العراقي دون تدخل من احد0 هوية العراق هو العراق العربي 0 والعراق كان يحظى بالاحترام في عهد صدام حسين ومن سبقه من زعماء العراق من قبل قطاعات واسعة من الشعب العربي 0 وكل ما نأمله من تغيير، هو في اتجاه احترام حقوق الإنسان والعدل والمساواة والحرية والرفاهية لعموم الشعب العراقي 0
التعليقات