أجرى الحوار&الدكتور فاضل سوداني
&
&
ينحو المسرح العربي المعاصر لتحقيق تاثيره الاجتماعي والجمالي وبناء الوعي الفكري لدى الإنسان في المجتمع العربي، من خلال خلق العرض المسرحي الشعبي استنادا الى الغنى والتنوع في الاشكال التراثية الشرقية.
من هذا المنطلق تكون محاور ة وسجال الكاتب المسرحي الفريد فرج ذات أهمية خاصة، لانه يعد أحد المبدعين الذين أثروا في تطور الكتابة المسرحية العربية والمسرح عموما حيث كان من أوائل الذين جهدوا لإكتشاف واستخدام التراث العربي وخاصة حكايات أف ليلة وليلة في المسرح، ومحاولة ربطه بإتجاهات المسرح الاوربي الحديثة، ومن هنا فان الفريد فرج وسعدالله ونوس وعز الدين المدني وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس وعبد الكريم برشيد |
وعادل كاظم يشكلون قدرة ابداعية استطاعوا من خلالها اكتشاف آفاق جديدة للمسرح العربي وخاصة في علاقة المسرح بالتراث.
&وحيوية المحاورة لانها كانت تشمل شتى جوانب المسرح. فالفريد فرج بدأ الكتابة للمسرح بوعي معاصر وحاول ان يجعل منه وسيلة للمعرفة والمتعة من خلال الكثير من المشاريع الثقافية و كتابة المسرحيات المختلفة حيث كتب سبعا وعشرون مسرحية أهمها: مسرحية حلاق بغداد، الزير سالم، علي جناح التبريزي وتابعه قفه، زواج على ورقة طلاق، سليمان الحلبي، سقوط فرعون. رسائل قاضي اشبيليه، مسرحية الطيب والشرير والجميلة النار والزيتون وروايتين وخمسة بحوث مسرحية.
&حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الاولى وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة التشجيعية وجائزة سلطان العويس، ، كتبت عن مسرحه الكثير من الدراسات والبحوث للحصول على الشهدات العلمية المختلفة.& وفي إحدى المساءآت الصيفية التي تضفي هدوءا وجمالا على بحيرات كوبنهاكن تميزت محاورتنا بالكثير من المتعة والمشاكسة وخاصة عندما حاورته عن إشكالية مسرحنا العربي:
&وحيوية المحاورة لانها كانت تشمل شتى جوانب المسرح. فالفريد فرج بدأ الكتابة للمسرح بوعي معاصر وحاول ان يجعل منه وسيلة للمعرفة والمتعة من خلال الكثير من المشاريع الثقافية و كتابة المسرحيات المختلفة حيث كتب سبعا وعشرون مسرحية أهمها: مسرحية حلاق بغداد، الزير سالم، علي جناح التبريزي وتابعه قفه، زواج على ورقة طلاق، سليمان الحلبي، سقوط فرعون. رسائل قاضي اشبيليه، مسرحية الطيب والشرير والجميلة النار والزيتون وروايتين وخمسة بحوث مسرحية.
&حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الاولى وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة التشجيعية وجائزة سلطان العويس، ، كتبت عن مسرحه الكثير من الدراسات والبحوث للحصول على الشهدات العلمية المختلفة.& وفي إحدى المساءآت الصيفية التي تضفي هدوءا وجمالا على بحيرات كوبنهاكن تميزت محاورتنا بالكثير من المتعة والمشاكسة وخاصة عندما حاورته عن إشكالية مسرحنا العربي:
&
&
* تكمن إشكالية المسرح العربي في طبيعة اسئلته التي تهدف للأجوبة الجاهزة. وبالتأكيد فان هذا يدخل ضمن منطق جاهزية الفكر العربي عموما. والسؤال الجوهري هو: أين تكمن ديناميكية خطاب المسرح العربي المعاصر؟
* تكمن إشكالية المسرح العربي في طبيعة اسئلته التي تهدف للأجوبة الجاهزة. وبالتأكيد فان هذا يدخل ضمن منطق جاهزية الفكر العربي عموما. والسؤال الجوهري هو: أين تكمن ديناميكية خطاب المسرح العربي المعاصر؟
-&تكمن ديناميكية المسرح في العلاقة بين المنصة والجمهور، وبالرغم من اننا تعبنا من الالحاح على هذا المعنى لكن القياس الصحيح هو هذه العلاقة. وانا اعتقد ان في كل مهنة تكمن علاقة ما، يعني عندما تقول بان هذه المسرحية جميلة، فماذا يعني جمالها في نظر أناس معينين؟ بالتأكيد انها جميلة، لانها تثير فيهم شئ ما، او ان لها علاقة بتراثهم، والمسرح هو جزء من الادب العربي، بمعنى ان أمرؤ القيس والمتنبي والف ليلة وليلة ومسرح الستينات هو حلقات متصلة في سلسلة واحدة، ويجب ان ينتسب المسرح الى شجرة العائلة هذه. ويجب ايضا ان ينتسب الى الجمهور الموجه له في المكان والزمان المحددين. اذن فالمسرح يمتلك معاصرته لانه يلبي ضرورة انسانية، وإلا ما الذي يحفز الجمهورـ بالرغم من المعوقات الاقتصاديةـ ان يأتي الى المسرح ما لم يلبي حاجة له. قد تكون فلسفية، فنية، روحية، جمالية أو استمتاع لغوي، او المتعة في كشف السر المخفي. ففي كل مسرحية، هنالك سر خفي يعتبر عاملا مثيرا. اذن كل هذه هي شروط تجعل من المسرح جميلا او رائعا وبها ايضا تتحدد طبيعة العلاقة مع الجمهور وبالتالي يخلق التمايز في خطاب مسرحنا المعاصر.
&
* هذا صحيح ولكنه يحيلنا الى سؤالنا الآني حول سكونية المسرح، وايضا عن الممنوع، أي الخوف من كشف المستور. اذن ماهي حساسية المؤلف المسرحي، وأين تكمن مسؤوليته؟
- طبعا على المؤلف مسؤولية كبيرة، ويجب عليه ان يعارض هذه الممنوعات ويتجاوزها. يجب ان يقتحمها عند معالجته، وهذا جزء من حرية الكاتب او الفنان. ان بعض الفنانين او الادباء او المثقفين يترفعون على الجمهور لا نهم يعتقدون بان ذوقه متخلف او فاسد. . الخ. طبعا مثل هذا يضايقني، لان معناه أن نخلق جمهور خاص لكل فنان على حده. لا يوجد شئ مثل هذا أبدا. الفنان يجب ان يعيش حياة الناس، و حتى يعبر عنهم عليه ان يعرف كيف يخاطبهم.
&
* نعم فالتفرد شئ ضروري في الفن عموما شئنا ام لا. ويرتبط بالمعاصرة والحداثة، ولايمكن للكاتب ان يتناسى هذا الانقلاب العلمي والتكنولوجي والفني الهائل في عالمنا، ولا يمكنه ان ينفصل عنه. هل تخلق التعقيدات المعاصرة البلبلة عند محاولة المؤلف فهم ما يحدث. وبمعنى آخر هل وقع الفنان او المفكر العربي في إلتباس الغموض في محاولته لتفكيك واستيعاب الفكر الغربي او الحضارة الغربية، من أجل التمسك بالحداثة؟. و كيف انعكس هذا الغموض بالذات في المسرح العربي؟
- ان هذا الموضوع له علاقة ايضا بقضية الارتباط بالجمهور، لانه لايمكن تطوير المسرح بعيدا عن المتلقي. الحداثة شئ ضروري في الفن، ولكن لابد ان يتطور الفن ضمن الشروط التي تحدثنا عنها وهي العلاقة بالجمهور والزمان والمكان. واذا تطور المسرح بعيدا عن الجمهور، فانه ينفصل عنه، وانفصال الفن بهذا الشكل يشكل خطورة عليه. وفي هذا الإطار لابد من ضمان هذه الشروط الضرورية. ان جيلنا والاجيال التي جاءت بعدنا عملت على تطوير المسرح العربي ـ وليس المصري فقط ـ دون المساس بالعلاقة بينه وبين الجمهور، بمعنى تطويره.
&
* كيف رأيت هذا التطور ضمن منهجك في الكتابة المسرحية؟
- من خلال اللغة، اللغة المسرحية عموما وليس الحوارية، فمثلا عندما بدأت الكتابة للمسرح، كان هنالك جدل قائم، هل نكتب بالفصحى أم العامية؟ انا ألغيت ذلك لانني اخترت اللغة المسرحية سواء كانت الفصحى ام العامية ام الانكليزية. هنالك لغة مسرحية لها علاقة بالبصر ايضا وهي التي يجب ان نتبعها ونطورها، وبها نتجاوز مشكلة كيف نطور المسرح. في الواقع ان هذه الجدل كان موجودا بسبب ان اللغة التي كان يكتب بها للمسرح هي لغة أقرب الى المقال ( الادب) وكانت هذه اشكالية كبيرة. وضمن منهجي في الكتابة فقد تصديت لها ووضعت لها حلولا أثارت انتباه النقاد والدارسين انذاك.
&
* هل هي حلول في اللغة فقط أم في إسلوب الكتابة وطبيعة الحدث والموضوع؟.
- في المنهج عموما أي إنني اتجهت لاستلهام التراث وتحديثه. ومن هذا المنطلق اذا تحدثنا عن الحداثة، فانني لا اتفق مع بعض الفنانين الذين يعتقدون بان الحداثة هي الابتعاد عن الناس وعن التراث، فاستلهام التراث ووضعه في القالب المسرحي العصري هو حداثة بحد ذاته. وهذا ما اكده الباحثون من خلال دراساتهم عن مسرحي. انهم أكدوا بانني بدأت هذا الاتجاه، ومن هذا المنطلق فقد سبقت حتى توفيق الحكيم في هذا المجال، لأنني استلهمت التراث وشتلته في الواقع. صحيح ان الحكيم بدأ باستلهام التراث قبلي عندما كتب عن شهرزاد وأهل الكهف إلا انه استخدم التراث من اجل ان يجرده. عندما تقرأ مسرحية شهرزاد، وأهل الكهف للحكيم تجد ان الهدف من استخدام التراث هو من أجل الوصول الى معاني تجريدية، كصراع الانسان مع الزمن كما في اهل الكهف او الصراع بين القلب والعقل في شهرزاد، وبالتأكيد فان هذا يعتبر استلهاما للتراث أيضا لكنه استلهام بهدف معين. أما إسلوبي في استلهام التراث فقد كان مختلفا.
في عام 1963 كتبت مسرحية "حلاق بغداد" لمعالجة قضية الديمقراطية، وهذه القضية التي طرحتها المسرحية هي كانت قضية معاصرة انذاك. فالديمقراطية هي ضمان للعدالة، وهذه الاخيرة ضمان للحرية، اذا الديمقراطية والعدالة والحرية شئ واحد ويمكن معالجتها في المسرح بالرغم من استخدامنا لحدث تراثي. وكانت هذه الفكرة مثيرة جدا في ذلك الوقت، ولعلها وضعت أسس حركة مسرحية لاستلهام التراث بهدف طرح القضايا الواقعية المعاصرة. ومن هنا يمكن القول بانني عند استخدامي للتراث قمت بتجسيده في الواقع، أما توفيق الحكيم وآخرين فانهم قاموا بتجريده. ولهذا فان طروحاتنا من الضروري ان تكون لصيقة بالمكان والزمان والناس والمجتمع. ويجب ان نطرح مشاكلهم بلغة مسرحية حتى ينسجم الجمهور مع مسرحنا. وهذا الاتجاه الذي بدأته سار عليه من بعدي اخواني سعد الله ونوس وعز الدين المدني ومحمد الماغوط وغيرهم، هذه الفرقة الممتازة قدمت الكثير من المسرحيات الناجحة بعدي.&
يتبع
&
التعليقات