"إيلاف" من الرياض: نفى وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف أن تكون حسابات الجمعيات الخيرية داخل المملكة قد جمدت مشيرا الى أن ما تم هو إعادة تنظيم لإجراءات دفع المساعدات وانه لا يوجد أي تجميد.
وقال العساف في تصريح له بعد توقيعه أمس عقد إعداد المواصفات الفنية لسكة حديد الشمال الجنوب "أن قرار مؤسسة النقد السعودية بتجميد حسابات الجمعيات الخيرية يخص العاملة في أنشطة خارجية ،وليس جمعيات الداخل" لافتا الى أن" ما تم على الأخيرة هو إجراءات تنظيمية لنشاطاتها المالية".
إلا أن صحيفة "الاقتصادية" السعودية المتخصصة نقلت مصادر مطلعة قولها "أن مؤسسة النقد السعودي طلبت فرض إجراءات صارمة على حسابات الجمعيات الخيرية في البلاد ، من خلال اشتراط فتح حسابات للمستفيدين في البنوك المحلية لإيداع المساعدات آليا وإلغاء الشيكات في الوقت الذي ترفض فيه البنوك ذلك بدعوى عدم جدواه الاقتصادية وصعوبة تطبيقه فضلا عن كون الجمعيات تطبق منذ تأسيسها شروطا دقيقة في الحسابات من خلال محاسبين متفرغين فيها أو من خلال محاسبي الوزارة قبل أن يتقرر تعيين محاسبين قانونيين محايدين لتدقيق حساباتها" .
ووفق تلك المصادر ، فان هذا" الإجراء تسبب في تعطيل عمل نحو 270 جمعية خيرية في البلاد ، كما عطل صرف رواتب موظفيها منذ نحو ثلاثة اشهر".
وكان المدير العام لمؤسسة الحرمين الخيرية الشيخ دباس الدباسي رفض في الثالث والعشرين من شهر يناير الماضي الاتهامات الأميركية بان جمعيته تمول الإرهاب.وقال الدباسي أن مؤسسة الحرمين مؤسسة خيرية توعوية تقدم المساعدات للفقراء والمساكين والمحتاجين".
وجاء هذا الإعلان ردا على بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية الذي أعلن قبيل هذا التاريخ بيومين يطلب إضافة أربعة مكاتب للمؤسسة الى قائمة الأمم المتحدة للجماعات التي يتعين تجميد أصولها في إطار مكافحة الإرهاب. وقال الشيخ دباس "أن هذا القرار يخصهم وان ما زعموه من أن هذه المكاتب تمول الإرهاب لا أساس له من الصحة مطلقا".
وكان الشيخ الدباسي حل محل الشيخ عقيل العقيل الذي أقاله وزير الشؤون الدينية والأوقاف صالح الشيخ الذي يرئس مجلس إدارة مؤسسة الحرمين.
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية في بيان نشر خلال مؤتمر صحافي عقده عادل الجبير، مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز للشؤون الخارجية، أن الحكومتين الأميركية والسعودية طلبتا من الأمم المتحدة إضافة أربعة فروع للجمعية على لائحة الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن وبحركة طالبان.
وأوضح البيان أن هذه الفروع الأربعة الموجودة في إندونيسيا وكينيا وتنزانيا وباكستان "قدمت دعما ماليا وماديا ولوجستيا لتنظيم القاعدة ولمنظمات إرهابية أخرى".
يشار الى أن جمعية "الحرمين" هي إحدى الجمعيات الخيرية السعودية التي تتهمها الولايات المتحدة بتمويل الإرهاب منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
ورفعت عائلات ضحايا الاعتداءات في آب/أغسطس 2003 شكوى مدنية تتهم ثلاثة من أفراد العائلة المالكة في السعودية ومصارف وجمعيات خيرية منها "الحرمين" بتمويل الإرهاب الدولي وتطالب بتعويضات قيمتها مليار دولار.
التعليقات