"إيلاف"&من موسكو: بعد انتهاء مهلة الانذار الذي وجهه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي الى رئيس جمهورية ادجاري اصلان اشيبيدزه، اعلنت جورجيا الحصار بحرا وبرا وجوا على الجمهورية ذات الحكم وحتى الاستجابة لمطالبها. وقال ساكشفيلي ان الحصار سيكون سابقة لامثيل له.
وتطالب تفليسي الرئيس الادجاري بنزع اسلحة الفصائل المسلحة غير الشرعية التي يبلغ قوامها 1،5 مسلح، والكف عن اعاقة السلطات الجورجية عن السيطرة على ميناء باتومي (عاصمة ادجاريا) ومنع القيادات الجورجية من دخول اراضي الجمهورية واشاعة الديمقراطية واجراء انتخابات حرة.
وتوجه الرئيس الادجاري اصلان اشيبيدزه الى الرئيس الامريكي جورج برسالة طلب فيها منه التدخل. فيما اكدت روسيا ان قواتها المسلحة في باتومي تلتزم الحياد، فيما تحدث مراقبون عن جورجيا تقف على حافة حرب اهلية. واشاروا الى ان ساكشفيلي يخطط لتصدير ثورة الزهور التي قادها ضد شيفاردنازة الى الجمهوريات الانفصالية الداخلة في اطار جورجيا.
وبدأت زوارق خفر السواحل الجورجية في ليلة 16 آذار(مارس )القيام بدوريات في القطاع الادجاري من المياه الإقليمية الجورجية. وتتضمن مهام الزوارق مرافقة جميع السفن المتجهة إلى باتومي وبوتي (غرب جورجيا). وكانت الحكومة الجورجية قد صادقت في جلستها الطارئة المنعقدة في بوتي في 15 آذار(مارس) لبحث القضية الاجارية على قرار بإغلاق الميناء البحري في باتومي وكذلك مطار المدينة ودائرة الجمارك ساربي على الحدود الجورجية-التركية.
كما جمدت حسابات ممثلي الحكومة الاجارية وألغيت في المصارف الجورجية رخص جميع البنوك العاملة في اجاريا. وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي للصحفيين "لقد أغلقت عمليا جميع مصادر تمويل القيادة المحلية في الجمهورية ذاتية الحكم. وأنا ملزم باتخاذ هذه الخطوات من اجل ان يفهم الجميع بأن جورجيا لن تطيق أكثر تقييد حقوقها في السيادة من جانب أي إقليم فيها". وأشار الرئيس إلى انه لم تحول إلى الميزانية المركزية في جورجيا على مدى الأعوام الأخيرة حصة الدولة من الضرائب وعوائد ميناء باتومي السنوية البالغة حوالي 200 - 300 مليون دولار ورسوم الجمارك في ساربي.
وأعلن ساكاشفيلي قائلا "لقد صبر شيفاردنادزه على هذا الوضع، لكنني لن أصبر عليه". وكانت مجموعة من المسلحين عند المخفر الواقع على نهر تشولوكي حيث تمر الحدود الإدارية للجمهورية ذاتية الحكم قد منعت في 14 آذار(مارس) مرور الرئيس الجورجي إلى ادجاريا في طريقه إلى باتومي بزيارة عمل. وقد وصف المسئولون في تبليسي ذلك بأنه عصيان سافر من قبل السلطات في الجمهورية ذاتية الحكم لقيادة البلاد المركزية.
من ناحيته أعلن وزير الخارجية الأذربيجاني ولايات غولييف للصحفيين في باكو أن الأحداث في جورجيا يمكن أن تؤدي الى موجة جديدة من الانفصالية في جنوب القوقاز. ولم يستبعد في غضون ذلك أن الوضع في جورجيا يمكن أن يؤثر تأثيرا سلبيا على مد أنبوب الغاز بين باكو وتبيليسي وجيهان التركية.
وأكد الوزير أن باكو تدعو الى أن تحل في أسرع وقت ممكن المشكلة التي نشأت في العلاقات بين جورجيا وأجاريا بشكل سلمي. وقال اننا نعارض أي شكل من أشكال الحرب الأهلية.
في غضون ذلك أكد السفي الروسي لدي تبليسي فلاديمير تشخيكفيشفيلي، أن الالية العسكرية الروسية لم ولن تخرج من القاعدة العسكرية الروسية وتوابعها في أجاريا. وقال السفير للصحفيين عقب اللقاء مع رئيسة البرلمان الجورجي نينو بورجانادزه إن وزير الدفاع الروسي وجه القوات الروسية بالالتزام بالحياد وعدم التدخل في شؤون جورجيا. وأكد أن كل ما يجري في أجاريا شأن جورجي. وأضاف أن روسيا جار لجورجيا وبلد صديق، "ومن الطبيعي أن يثير الوضع القائم قلقنا". ونبه السفير إلى أن تفاقم الوضع يمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة.