"إيلاف"من لندن : انهى اكثر من 400 شخصية عراقية مؤتمرا للحوار العربي الكردي بالدعوة لادانة الارهاب ونشر ثقافة التسامح والحوار وتعميق الوعي الاجتماعي بالديمقراطية والعمل على تهيئة ظروف انهاء الاحتلال ودعوة الامم المتحدة لدور فاعل في عملية تسليم السلطة اضافة الى اعتبار النظام الاتحادي الفيدرالي الية حضارية ناجحة لتطبيق الديمقراطية في العراق .
جاء ذلك في ختام المؤتمر الذي انعقد في اربيل خلال اليومين الماضيين بدعوة من المجلس العراقي للسلم والتضامن بمشاركة حشد من السياسيين والمثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني والاتحادات المهنية وممثلي العشائر ورجال دين وبحضور مميز وفاعل للنساء العراقيات.
وخلال جلسات المؤتمر التي حضرها عدد من أعضاء مجلس الحكم توزع المشاركون على أربع مجاميع لمناقشة محاور المؤتمر المتمثلة في الديمقراطية والحقوق القومية، الوحدة الوطنية، الفيدرالية ومتطلبات مواجهة التدخل الخارجي.واستمع المؤتمرون إلى أكثر من 120 كلمة ومداخلة جاءت تجسيداً للتآخي العربي الكردي ووحدة المصير. وبعد يومين من النقاش والحوار بعيداً عن لغة الإلغاء والتشنج جرى إقرار العديد من التوصيات التي تهدف في مجملها إلى تعميق الوعي الديمقراطي حيث اكد البيان الختامي للمؤتمرعلى أن الوحدة الوطنية العراقية تقوم على أساس الاختيار الطوعي لكل مكونات المجتمع العراقي وإدانة الإرهاب بكل أشكاله باعتباره خطراً جسيماً على الوحدة الوطنية ومستقبل البلاد وتوسيع الحوار ليشمل كل مكونات المجتمع العراقي ونشر ثقافة التسامح والحوار بديلاً للفكر الاستبدادي وخاصة بين الأجيال الجديدة التي نشأت وتربت تحت فكر الحزب الواحد وتقديس الفرد والعسكرة الشاملة والحروب وتعميق الوعي الاجتماعي بالديمقراطية كثقافة وتربية وممارسة سياسية وإشاعة مفاهيمها في جميع مفاصل المجتمع العراقي وتعبئته ضد عودة دكتاتورية جديدة بلباس ووجه جديد.
كما شدد البيان على ضرورة الربط الجدلي بين الحقوق القومية والديمقراطية العامة والتثقيف بمبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وحقوق الطفل وفقاً للاتفاقية الدولية لحقوق المرأة والطفل التي أقرتها الأمم المتحدة والعمل على تهيئة ظروف زوال الاحتلال واستعادة السيادة الوطنية الحقيقية ودعوة الأمم المتحدة لممارسة دور فاعل في عملية انتقال السلطة وإعادة البناء والإعمار ومناشدة دول الجوار لتفهم الانعطاف الديمقراطي في العراق والإسهام بتحقيق أمن واستقرار البلاد كعامل لا بد منه للأمن والاستقرار في المنطقة.
واعتبر المؤتمرون أن النظام الاتحادي الفيدرالي آلية حضارية ناجحة لتطبيق الديمقراطية وحاجة عراقية عامة وماسة مثلما هو تجسيد واقعي لمبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي واختياره الحر ودعا الى تهيئة الظروف لأوسع مشاركة شعبية لمناقشة قانون إدارة الدولة الانتقالي وشرح أبعاده لمختلف قطاعات الشعب العراقي بغية خلق رأي عام لدعم النظام الديمقراطي الفيدرالي .
&وكان فخري كريم رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن قد القى كلمة الافتتاح قال فيها " حوارنا العربي ـ الكردي قد يكون من حيث الاهمية اول حوار دون اكراه، ديمقراطي وبارادة حرة من المشاركين فيه، خلافاً للحوار الوحيد الذي كرسته الانظمة الاستبدادية المتعاقبة، الحوار بالسلاح والقمع والتصفية.. وأمامنا تحد تاريخي يتمثل في مدى قدرتنا على تأكيد جدارتنا في أن نكون اسياد بلادنا وقدرتنا على ازالة الالتباسات التي يريد البعض دائماً الصاقها بنا، والايحاء بأن شعبنا لن يكون ابداً الا سليل نقيضين: الحجاج والحسين الشهيد، ولن يستطيع الافلات من حمى الصراعات ومصادرة ارادة الاخر وإلغائه.
&ثم القى مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني كلمة قال فيها " كان شعبنا الكردي في مختلف مراحل كفاحه ينطلق في تحديد برامجه وشعاراته وتوجهاته من ايمانه بأنه جزء لا يتجزأ من الحركة الديمقراطية في البلاد، ومكون اساسي من مكونات شعبنا العراقي حيث لم تكن مصادفة ان شعاراته وهي تتطور ظلت تجمع بين الديمقراطية والحقوق القومية. بل كان تعبيراً عن وعي عميق بوحدة المسارين .. تحقيق الديمقراطية وتلبية الحقوق القومية ". ودعا الى العمل من اجل " تعزيز وحدتنا واستنهاض شعبنا والسير معنا لبناء العراق الفيدرالي الديمقراطي المنشود الخالي من الارهاب والارهابيين". ومن جهته قال جلال الطالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني " كنت اتمنى ان يكون هذا الحوار اوسع لأن مكونات الشعب تتضمن آخرين غير العرب والكرد.. حبذا لو كان الاصطلاح اوسع كي لا نغيب الاطراف الاخرى.. واشير إلى ان من اهم اسباب الخلافات احيانا بين القو ى والاحزاب العراقية تجاه بعض المسائل هو عدم فهم مكونات المجتمع العراقي.. وعدم فهم التاريخ العراقي بشكل جيد".
ثم تحدث ممثلو الاحزاب والقوى السياسية العراقية داعين الى توسيع هذه الحوارات لتشمل كل مكونات المجمتع العراقي وان يكون حواراً وطنياً وعراقياً شاملاً مع تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة وعلى جميع المستويات وجميع المحافظات، لتعميق العلاقات مع التاكيد على ضرورة الابتعاد عن السياسات القسرية وفرض الارادة بالقوة والاهتمام بالمناهج التعليمية لتربية الناشئة على اسس جديدة .
&