حسن الشيخ من الدمام : تحول نهاية الأسبوع المنصرم اللقاء الخاص بتجسير الحوار وترسيخ المصالحة بين اتباع مقلدي السستاني و الحائري الشيعة في إحدى مزارع الاحساء في المملكة العربية السعودية إلى عراك بالأيدي والكراسي والعصي .
وتم لقاء يوم أمس بعد نجاح اللقاء الأول الذي دعى إليه رجال الأعمال في مدينة الدمام , الأمر الذي شجع السيد أبو رسول أحد ابرز العلماء الاحسائيين الداعين لاصلاح البيت الشيعي للقاء آخر في الاحساء , بهدف ترسيخ تلك المصالحة وإنهاء جو التوتر السائد في المنطقة عقب وفاة المرجع الديني عبد الرسول الحائري قبل خمسة اشهر .
وقد ابتدأ اللقاء بداية جيدة بكلمة من السيد أبو رسول , تلتها كلمة مطولة من أحد مقلدي السيد السستاني أدت إلي تململ الحضور . إلا أن أحد أئمة مساجد الدمام الحاضرين في اللقاء طلب من الخطيب الاستمرار في كلمته . ثم قام شيخ من مقلدي الحائري ليلقي كلمته أيضا إلا أن نفس السيد الذي طالب الخطيب الأول بالاستمرار رفض الاستماع لكلمة الشيخ . فتحول اللقاء إلى نقاش حاد , وعلت الأصوات , ومن ثم دب العراك بالصراخ وكاد أن يمتد إلى صراع بالأيدي.
ويرجع الصراع القديم الجديد عقب وفاة المرجع الديني عبد الرسول الحائري و إصرار مقلديه للرجوع إلى ابنه الميرزا عبد الله الذي رفض بدوره قبول المرجعية حتى الآن . وفي هذا النوع من التقليد يعتبره مقلدي السيد السستاني مرجعية بالوراثة , وهي مرجعية ينقصها شرط الأعلمية . وتلك تهمة تستفز مقلدي الحائري . وتصاعدت الأزمة بعد قيام أحد أئمة المساجد باتهام مقلدي الحائري (بأنهم أشبه بعبدة البقر ) .
إلا أن مقلدي الميرزا الحائري, الذين يشنعون على مقلدي السيد السستاني بأنهم ناقصي عقيدة , استخدموا حربا جديدة من نوعها , ألا وهي حرب الكرامات , ففي خلال الأشهر الخمسة الماضية ظهرت العديد من الكرامات - المعجزات - من قبل مقلدي الحائري منها كتابة طبيعية كلسية على بيضة تشيد بعائلة الاحقاقي , وكلمة ( الأوحد ) على بطيخة بعروق خضراء من اصل عروق البطيخة . وهذه الكرامات تستفز الطرف الآخر , ويصنفونها في باب الخرافات .
وفي ظل هذا الصراع قامت إمارة الاحساء بجهد بارز في تقريب وجهات النظر الشيعية , وعقد مصالحة بين مشائخ المقلدين . بل أخذت تعهدا على الخطباء بعدم التعرض لمراجع الدين الكبار خشية من اندلاع الفتنة , وخاصة مع قدوم شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين عند الشيعة . وقد التزم الجميع بهذا التعهد ولكن سرعان ما انتهى المحرم جاء البعض من هؤلاء الخطباء لمدينة الدمام ليمارسوا نفس الدور بعيدا عن الأنظار , في الخطب التي تعقد في المنازل . ويبدو أن هناك أطرافا حريصة على الصلح وتقريب وجهات النظر بين الطائفة الشيعية , وبالمقابل هناك أطرافا أخرى من مصلحتها تأجيج الصراع بين اتباع المرجعين الحائري و السستاني .