"إيلاف" من لندن: تختلف الروايات حول وجود مقاتلين أصوليين عرب يتحصنون في الفلوجة لمواجهة القوات الأميركية والشرطة العراقية هناك بين مؤيدة ومكذبة بحسب تصريحات حصلت عليهـا
حراس عراقيون أمام السفارة اليابانية
"إيلاف" من سكان المدينة ومجلس الحكم العراقي إضافة إلى معلومات لقوات التحالف وهيئة علماء المسلمين السنية.
التحالف ومجلس الحكم يؤكدان
وفي حديث مع الناطق الرسمي باسم مجلس الحكم، أكد حميد الكفائي وجود مقاتلين أجانب هناك وقال إن القوات الأميركية والشرطة العراقية اعتقلت عددا منهم منوها إلى أن المجلس لديه معلومات عن ذلك لكنه أوضح أن التفاصيل الكاملة عن عددهم والدول التي ينتمون إليها تملكها القوات الأميركية التي تقوم بمواجهتهم عسكريا في المدينة.
وكان رئيس مجلس الحكم مسعود البارزاني أكد على وجود من وصفهم بالارهابيين الأجانب الذين يقومون بعمليات تخريبة وتفجيرات في الفلوجة وخارجها.
من جهته أعلن مارك كيميت نائب قائد العمليات العسكرية في العراق أن حوالي ربع المقاتلين الذين يقومون بعمليات ضد قوات التحالف في الفلوجة هم من الأجانب مضيفاً أنه لا يستطيع التأكيد على وجود أبو مصعب الزرقاوي في تلك المدينة والذي أعلن عنه الناطق باسم سلطة التحالف دان سينور مؤخرا. وأوضح في مؤتمر صحافي في بغداد أن عناصر الاستخبارات والحرس الجمهوري السابقين يقومون بالهجمات على قوات التحالف والتحكم في الفلوجة. وأشار إلى أن المسلحين يفرضون عقوبات جماعية على سكان الفلوجة عبر اختبائهم في المساجد والعيادات والمدارس واستخدام النساء دروعاً بشرية.
وأكدت مصادر عراقية مطلعة في بغداد اتصلت بها "إيلاف" وجود حوالي 400 مقاتل عربي في الفلوجة يتحصن معظمهم في حي الجولان الذي تقوم الطائرات اأاميركية وخاصة المقاتلات إف - 16 بين الحين والآخر بقصفهم بقنابل شديدة الانفجار زعم بعض مقاتلي الفلوجة أنها محرمة دولية بينها فسفورية.

سكان الفلوجة ينفون
وفي اتصال هاتفي مع أحد شيوخ مدينة الكوفة أكد شيخ عشائر الجميلات طه الجميلي عدم وجود أي مقاتل أجنبي في المدينة مشيرا إلى أن هناك مواطنين يسكنوها ينتمون لعشائر تمتد بين العراق والسعودية والأردن وأن العديد منهم يحملون جنسيات أخرى إلى جانب العراقية.
وعما إذا كان القيادي في القاعدة أبو مصعب الزرقاوي موجودا في الفلوجة أو ضواحيها كما يقول الأميركان نفى ذلك بشدة وقال انه لوكان في المدينة لرايناه او سمعنا عنه. واضاف ان سكان المدينة عرضوا على القوات الأميركية عبر الوفد المفاوض السماح بدخول صحافيين ومراسلين ومصورين دوليين الى الفلوجة للتاكد من خلوها من اي مقاتل اجنبي لكنها رفضت هذا العرض وتساءل قائلا لماذا لايعرض الاميركان المقاتلين الذين يقولون انهم متطوعين عرب القوا القبض عليهم على الاعلام العالمي.
وحول طلب الأميركيين تسليم المتهمين بقتل وتمثيل اربعة من مواطنيهم في المدينة قال الشيخ طه وهو ممثل التيار القومي فيها ان ممثلي الفلوجة اكدوا لهم عدم معرفتهم بهم ويبدو انهم غرباء عنها نفذوا جريمتهم وهربوا منها موضحا ان ائمة المساجد والسكان قد استنكروا علنا التمثيل بالجثث باعتباره مخالفا لتعاليم الدين الاسلامي.
وقد أيد الشيخ عبد الستار عبد الجبار عضو هيئة علماء المسلمين حديث الشيخ طه عن وجود عدد من مواطني الفوجة الذين يحملون جنسيات عربية الى جانب العراقية بحكم امتدادتهم العشائرية الى الدول المجاورة اضافة الى مواطنين عرب اخرين لم يوضح هويتهم قال انهم جاءوا للعمل في المدينة التي يسكنون فيها منذ سنوات عدة مؤكدا عدم وجود اي غرباء عنها يقومون بالتصدي للقوات الاميركية.

تقارير عن اعدامات
وفي تقرير صحافي نشر اليوم، كشفت مصادر عراقية قريبة من رئيس سلطة التحالف في العراق بول بريمر النقاب عن حدوث اعدامات ميدانية خلال معارك الفلوجة الاسبوع الماضي أثارت حفيظة سكانها وقادتها الروحيين والسياسيين بعدما اعتقل مسلحو التنظيمات العربية الغريبة عنها اشخاصا من سكانها بتهمة التجسس للقوات الاميركية.
ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن المصادر قولها اليوم أن عمليات إعدام تمت في بعض الشوارع والأحياء شملت رجلي دين صغيرين وأحد عشر مدنيا بينهم امرأتان موضحة انه كان لعمليات الإعدام وقع عنيف على قادة الفلوجة السياسيين حيث قام عدد منهم بابلاغ الفريق العراقي المفاوض القريب من مجلس الحكم بذلك ما حمل نائب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال كيميت على اتهام المقاتلين الغرباء بأخذ سكان الفلوجة رهائن ودروع بشرية . واضافت ان القادة الفلوجيين سلموا الفريق العراقي المفاوض أسماء بعض من أمروا بعمليات الإعدام الميدانية هذه وأسماء بعض منفذيها حيث يبدو ان هؤلاء القادة هم وراء المعلومات الاميركية عن وجود أبو مصعب الزرقاوي في مدينتهم.
وتؤكد مصادر صحفية ان مدينة الفلوجه وحدها تضم الان 12 منظمة سرية "مجاهدة " و انضم لها ما يسمى " الجيش الاسلامي " اخيرا في حين قالت تقارير ان الكثير من هذه المنظمات مستوردة من خارج الفلوجة بل ومن خارج العراق.
على ان الطريقة التي تعمل بها هذه المنظمات لاتختلف إلا بالاسم عن المنظمات الارهابية التقليدية وابرزها منظمة القاعدة وجند الاسلام وتقول صحيفة البيان الاماراتية انه "لم يعد هناك مجال للإنكار أو حتى الزعم بأن رجال المقاومة " ليسوا إلا جيوباً من البعثيين الموالين لصدام حسين.. يمكن القضاء عليهم خلال اسابيع أو شهور فالمقاومة تحولت طقساً يومياً لا يكاد يمر يوم إلا وتتعرض القوات المحتلة لهجوم بالاسلحة الخفيفة او بالقنابل او بالقذائف المضادة للدبابات والدروع كما ان نطاق العمليات قد اتسع ليشمل معظم انحاء العراق".

نيويورك تايمز
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز ان القوات الأميركية أصبحت تدرك أنها أمام عدو شديد التصميم فالمقاومون يستخدمون نظام قيادة بدائي لكنه فعال وينشطون خلال الليل ويستخدمون اضواء واساليب انذار لتحذير الارهابيين من اقتراب القوات الاميركية.
ويقول وليام فرنانديز وهو ضابط اميركي شارك في عمليات الفلوجة ان الجنود الاميركيين يواجهون حرباً صغيرة، ويضيف "بعد ان شاهدت الضوء الاحمر سمعت انفجار قنبلة يدوية خلف الدورية التي كنت احد افرادها ثم انهال علينا وابل من الرصاص مصدره مدافع رشاشة منصوبة فوق السطوح، فاضطررنا الى الانسحاب مسرعين بسياراتنا التي اصابها الرصاص".
وتضيف الصحيفة انه اصبح معروفا ان اسماء "حركة المقاومة العراقية" و"سرايا المجاهدين" و"الجيش الاسلامي العراقي"و"جبهة تحرير العراق" و"المقاومة الوطنية والاسلامية" و"منظمة تموز لمناهضة الاحتلال" و"القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير" ليس سوى خلايا مسلحة تدرب غالبية اعضائها في معسكرات سرية في افغانستان واليمن والسعودية وثمة قسم منهم من افراد اجهزة مخابرات دول مجاورة مثل سوريا وايران وجميعهم من المجرمين المحترفين الذين يتخذون من الاسلام واجهة لانشطتهم الارهابية والكثير منهم مطلوبون للسلطات في بلدانهم وقد وجدوا في العراق الذي يعيش فترة انتقال وتحول واعادة بناء فرصة مواتية للتمركز والهجوم المسلح ليس فقط ضد القوات الامريكية بل وضد كيان الدولة من خدمات وابنية وضد السكان العراقيين انفسهم كما حدث في كربلاء والنجف والكاظمية.
تقارير صحافية
وقال تقرير نشرته احدى الصحف البيروتية بان منظمة "جبهة تحرير العراق" الارهابية التي تولت اغتيال مسؤولين وسياسيين عراقيين اشرف على تكوينها صدام ضمن وحدات النخبة وان هذا التنظيم بدأ انشاؤه عام 1998 في اطار استعداد لمرحلة يسقط فيها العراق بأيدي القوات الاميركية! ويتكون التنظيم من ثلاثة آلاف ضابط بين سن العشرين والثلاثين من مناطق تكريت والموصل وديالي والرمادي والاعظمية في بغداد غير ان هذه المعلومات لم تؤكد وهي محض تخيلات لان صدام حسين لم يدر في خلده يوما انه سيسقط يوما بيد قوة اجنبية في حين كان يعتمد على اجهزة المخابرات والامن الخاص والفدائيين لحماية نظامه المجرم وكان افراد هذه الاجهزة قد دربوا تريبا خاصا تحت اشراف قصي نجل صدام باعتبارهم قوات كوماندوز كما ان رواتبهم كانت بلا حدود واعدت لهم تجهيزات حرب العصابات وحروب الشوارع وتم لهذا الغرض شراء منازل مدنية تحولت لاوكار سرية ودربوا على صناعة قنابل شديدة الانفجار باستخدام مواد متاحة كما سلحوا ببنادق قناصة بمناظير ليزرية تم سحبها من معسكرات الجيش.
أما قائد القوات الامريكية في العراق ريتشارد مايرز فقد تحدث عن خمس مجموعات على الاقل تعمل ضد القوات الاميركية والبريطانية من بينها الموالون لحزب البعث وجماعة انصار الاسلام. كما صرح&مايرز ان&عمليات قوات التحالف في العراق هي "الاكثر انسانية" في التاريخ على الرغم من عدد القتلى والجرحى من العراقيين.
وتجمع التقارير على ان العراقيين في المناطق التي تشهد عمليات إرهاب متواصلة لا يحبون صدام وان الارهابيين يستغلون بعض الخلافات السياسية ويقومون بتغذية النعرات الطائفية لكي يؤمنوا نشاطهم في تلك المناطق.
وتشير معلومات الى أن المقاومين هم اسلاميون سنة وفدوا الى العراق من دول عربية عدة وعدد كبير من هؤلاء المتطوعين لم يعد الى بلاده بعد انتهاء الحرب ولذلك لم يكن غريبا تعثر قوات الشرطة العراقية والقوات الاميركية في مخلفات من يقاومونها كتاب طبخ مطبوع في دمشق وعلب سكائر جزائرية وطعاما مصنوعا في اليمن وواقيات رصاص من ايران.