جامعيون يحتجون على العلم الجديد رافعين صورة القديم
"إيلاف" من لندن: أكد عضو في مجلس الحكم العراقي أن العلم العراقي الجديد مؤقت وأن البرلمان المنتخب هو وحده الذي سيقرر شكل علم العراق الدائم في وقت عززت القيادة العسكرية الأميركية قواتها في الفلوجة وتكريت بدبابات وآليات مدرعة من قواعدها في دول الخليج بينما هدد عضو المجلس محسن عبد الحميد بالانسحاب من المجلس احتجاجا على استمرار القتال في الفلوجة.
وسألت "إيلاف" عضو في مجلس الحكم في اتصال هاتفي اليوم عن مصير العلم العراقي الجديد الذي وافق عليه المجلس مطلع الأسبوع إزاء الرفض الشعبي الواسع له فقال إن رئيس مجلس الحكم مسعود البارزاني اشترط منح موافقته على شكل العلم بتغيير لون الهلال في وسطه منذ البداية، وأوضح انه لم يكن يعرف الكيفية التي تم فيها الاتفاق مع الفنان والمهندس المعماري العراقي رفعت الجادرجي المقيم في لندن لتصميم العلم.
وقال البارزاني إنه علم موقت وأضاف "سيكون علم العراق على مدى الأشهر المقبلة إلى حين اختيار البرلمان المنتخب في كانون الثاني (يناير) المقبل علم دائم وأوضح "لا يمكننا أن نرفع علم الحزب الذي ارتكب العديد من الجرائم ضد الشعب العراقي".
وعن تفسيره لشكل العلم والوانه اعتذرالعضو الذي فضل عدم ذكر اسمه عن الاجابة قائلا "ارجو توجيه هذا السؤال لعضوي المجلس حميد مجيد موسى الامين العام للحزب الشيوعي ونصير الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي وهو شقيق مصمم العلم لانهما كانا المكلفان بمسألة العلم وتصميمه".
لكن العضو قال إن مجلس الحكم العراقي قرر إجراء تغييرات بسيطة على ألوان العلم العراقي الجديد وهو الخامس منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 من خلال تكثيف اللون الأزرق في الشريطين الموجودين أسفله واللذين يبدوان الآن وهما شاحبان وسببا رئيسيا في حملة الرفض الشعبية التي جوبه بها العلم نتيجة تشابههما في الشكل واللون للخطين الذين يحملهما العلم الاسرائيلي.

مصمم العلم يرد
وردا على ما يعتبره البعض تشابها بين العلم الجديد والعلم الإسرائيلي خاصة فيما يتعلق باللونين الأبيض والأزرق أوضح مصممه رفعت الجادرجي إنه "أقرب إلى العلم اليوناني" مضيفا أن كل الشعوب تستخدم هذه الألوان وهي ليست حكرا على أحد. وأكد الجادرحي أن النسخة التي نشرتها الصحافة لا تمثل التصميم الأصلي للعلم وهي مختلفة من حيث تناسب مساحة الألوان إضافة إلى أن الخطين الأزرقين أكثر نحافة مما ظهر بالصور.
وكان وزير الثقافة العراقي مفيد الجزائري اكد في تصريح صحفي امس ان وزارته لم تشارك في صياغة العلم وهو شخصيا لم يكن له علم مسبق به. واضاف ان العلم الجديد "جرى اقراره ضمن حدود صلاحيات مجلس الحكم وقد اطلعت على الموضوع لاحقا من الصحافة بعد ان تم اختيار التصميم الذي وضعه الجادرجي من قبل المجلس"، موضحا ان "الرأي الذي يفترض دورا لوزارة الثقافة صحيح لكن لا يجب اعتبار دور مجلس الحكم غير وارد".
بدورها قالت عضوة مجلس الحكم ممثلة التركمان صون جول كابوك إنها عارضت فكرة تصميم العلم لان المجلس لم يأخذ بالنماذج التي تقدمت بها فكان هناك تسرع من جانب المجلس في اقرار واحد من التصاميم الثلاثة التي عرضت عليه.
الحزب الاسلامي يهدد بالانسحاب من مجلس الحكم
من جانب آخر، هدد عضو الهيئة الرئاسية في مجلس الحكم رئيس الحزب الاسلامي الدكتور محسن عبد الحميد بالانسحاب من المجلس احتجاجا على "استمرار نزيف الدم في مدينة الفلوجة والاعتداء على مواطنيها " مشيرا في تصريحات متلفزة الى ان هناك اتفاقات تم التوصل اليها لاعادة الامور الى طبيعتها في الفلوجة لم يتم الالتزام بها وقال "يجب ان يوقفوا قصف المدينة فورا وينسحبوا الى خارجها وتنفيذ الاتفاقيات".
وكان الطيران الاميركي قصف ليلة امس ولليوم الثاني على التوالي احياء في المدينة تقول القيادة الاميركية ان مقاتلين اجانب يختباون فيها ويخزنون اسلحة حيث قامت بضربهم بالصواريخ وبالمدافع الرشاشة. واوضح متحدث باسم القوات الاميركية ان المقاتلين في الفلوجة هاجموا وحدات للقوات الاميركية هناك مما اضطرها للاستعانة بالطيران لتنفيذ غترات جوية مساندة للقطعات الارضية .
وكان القتال اندلع في المدينة التي يسكنها 300 الف نسمة في الخامس من الشهر الحالي الا ان وسطاء تمكنوا من الاتفاق على وقف لاطلاق النار لم يتم احترامه بشكل دائم فيما يفترض ان تبدا دوريات مشتركة من الشرطة العراقية والقوات الاميركية غدا بحفظ الامن في انحاء المدينة.

نجدات تسليحية للقوات الاميركية في تكريت والفلوجة
واعلن مسؤول عسكري في القيادة العسكرية الوسطى الاميركية ان وزارة الدفاع الاميركية ارسلت تعزيزات من الدبابات والآليات المدرعة الى العراق بناء على طلب من القادة العسكريين على الارض لمواجهة موجة تصعيد العنف. واوضح قائد العمليات في القيادة الوسطى الجنرال جون ساتلر من الدوحة ان هذه الطلبات وردت بشكل خاص من سلاح مشاة البحرية الاميركية (مارينز) الذي يطوق عناصره مدينة الفلوجة ومن الفرقة الاولى في سلاح المشاة المنتشرة في تكريت مسقط رأس صدام حسين.
واضاف ان القادة طلبوا في البداية تجهيزات خفيفة ومتحركة بدلا من تجهيزات ثقيلة بعد ان قيموا الظروف الامنية وقال "لقد كان الاطار الامني مشجعا وتم استبعاد الدبابات والمدرعات لصالح آليات خفيفة" الا ان الاطار الامني كان قد تغير لدى وصول التعزيزات الى العراق
فقرر القادة بعد تقييم جديد انهم يحتاجون الى مزيد من المعدات الثقيلة .
&