باريس: اعلن مصدر قريب من الملف ان قاضيا مكلفا مكافحة الارهاب قرر حبس "جهادي مقاتل" قريب من تنظيم القاعدة ومن الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي في باريس لاستجوابه بعد ساعات من تسلمه من سوريا.
وقال المصدر نفسه ان القاضي الفرنسي جان لوي بروغيير سيستجوب سعيد عارف الذي يستخدم اسما حركيا هو سليمان شباني وفي بعض الاحيان عبد الرحمن، سيستجوب بتهمة "الانتماء الى عصابة اشرار على علاقة بمنظمة ارهابية" في اطار التحقيق في "الفروع الشيشانية".
وكانت هذه الشبكات لتجنيد مقاتلين للشيشان دفعت القضاء الى الاهتمام بمجموعة يشتبه بانها تدربت في جورجيا وخططت لاعتداء او اكثر في فرنسا. وقال فيليكس دي بيلوا محامي سعيد عارف ان موكله "اعتقل في سوريا لمدة عام في ظروف قاسية جدا واقواله خلال هذه السنة موضع تشكيك كبير".
وبعد قرار القاضي توقيفه لاستجوابه، مثل سعيد عارف امام قاض للحريات والاعتقال قرر حبسه موقتا. وقالت مصادر قريبة من الملف ان سعيد عارف "هو احد اهم (المتهمين الارهابيين) الذين يتم توقيفهم منذ سنوات". وصرح مصدر قضائي ان سعيد عارف "قريب" من الاسلامي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي الذي يعتقد انه خبير تنظيم القاعدة في المواد السامة.
والجزائري سعيد عارف مولود في 1965 في وهران. وقد تدرب في معسكرات في افغانستان والقوقاز واسبانيا وسوريا.
وكانت وزارة الداخلية الفرنسية اعلنت ان سوريا سلمت فرنسا الخميس سعيد عارف بعد ساعات من توقيفه في سوريا، موضحة انها كانت تبحث عنه منذ فترة طويلة بالتعاون مع اجهزة استخبارات في دول اخرى. وكاد خبراء فرنسيون في مكافحة الارهاب ان سعيد عارف "على درجة من الاهمية" في القاعدة.
واوضحت الوزارة الفرنسية ان عارف كان على ما يبدو "على علاقة وثيقة مع المجموعة المعروفة باسم 'مجموعة فرنكفورت' التي تم تفكيكها في كانون الاول/يناير 2000 وكانت تخطط لتنفيذ اعتداء على كنيسة او سوق الميلاد في ستراسبورغ" (شرق). واشارت الوزارة الى ان وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان "أشرف على مجمل عملية تسليمه".
وكان التحقيق في "الفروع الشيشانية" في فرنسا سمح بكشف شبكة في باريس. ويبدو ان سعيد عارف قريب من عدد من اعضاء هذه الشبكة المسجونين في فرنسا حاليا. وقد اعتقل سعيد عارف في بداية 2002 في برشلونة وافرج عنه بعد فترة قصيرة وغادر اسبانيا. وقالت وزارة الداخلية الفرنسية انه توجه الى القوقاز وخصوصا جورجيا حيث "انضم الى مجموعات مجاهدين عرب كان يدربهم ناشطون شيشانيون". واوضحت انه "التقى هناك مجاهدين افغان قدامى وردت اسماؤهم في التحقيقات في 'الفروع الشيشانية' التي اعتقل افرادها في كانون الاول/ديسمبر 2002 في رومانفيل وكورنوف (باريس) بينما اكنوا يعدون لاعتداءات في فرنسا بمواد كيميائية على ما يبدو".
وقد زار القاضي بروغيير سرا سوريا منذ بضعة اسابيع ليطلب تسلميه الى فرنسا. واكدت وزارة الداخلية الفرنسية ان "مسيرة سعيد عارف الذي تدرب على كل التقنيات الارهابية (...) تسمح باعتباره احد الجهاديين الاكثر تدربا على القتال الذين واجهتهم بلادنا منذ سنوات".