"إيلاف"&من لندن: قالت صحيفة "إنديبندنت"البريطانية اليوم أنها تعقبت أحد أشهر مقاومي نظام الحكم السابق في العراق وهو عبد الكريم محمود المحمودي الذي وصفته بأنه "أمير الأهوار" في العراق كونه من اشد مقاومي صدام حسين لسنين خلت.
وقالت الصحيفة في تقرير لها من بغداد أن المحمودي وهو عضو سابق في مجلس الحكم الانتقالي المنحل الذي قاد العراق من بعد سقوط الحكم السابق متهم من جانب قوات التحالف والحكومة العراقية الانتقالية بقتل ضابط شرطة عراقي، خلال محاولة قام بها لتهدئة أعمال شغب قام بها قرويون خلال تصادم مع قوات بريطانية في بلدة مجار الكبير (20 كلم جنوبي العمارة) في وقت سابق من هذا العام، وكانت حصيلة الاشتباكات مقتل 34 شخصا.
وفي حديثه للصحيفة البريطانية، قال المحمودي المعروف أيضا، باسم أبو حاتم أنه كان يؤدي مهماته مساعدة منه للقوات البريطانية في تلك المنطقة التي دارت فيها الاشتباكات مع الأهالي الغاضبين، وقال "عديد من جثث القتلى دهستها الآليات العسكرية البريطانية بعد توقف المصادمات".
وتقول صحيفة (إنديبندانت) البريطانية أن الرجل الذي قاوم حكم صدام حسين من منطقة الهوار لسبع عشرة سنة، يجد نفسه مطاردا الآن من جانب سلطات جديدة لا تعاطف معها أيضا. وقال المحمودي الذي يخشى اعتقاله في أية لحظة للصحيفة "نحن الآن بلد محتل، وما الفرق بين ديكتاتورية صدام حسين وديكتاتورية (الوصي على العرش في العراق) الحاكم الأميركي بول بريمر؟".
وتقول الصحيفة البريطانية أن المحمودي اعترف لها أن حرسه الشخصي قتل الرائد في الشرطة العراقية محمد عبد الحسن العمشاني الذي كان بادر بإطلاق الرصاص أولا ضد حرسي الشخصي بعد مشادة كلامية.
وقال الشيخ المحمودي، حسب الصحيفة، أنه كان يطلب من الرائد القتيل أن يسمح باستلام 20 جثة لمواطنين قتلوا في مصادمات مع القوات البريطانية "لكن ضابط الشرطة رفض الطلب وهناك بدأت المشادة وتم تبادل إطلاق الرصاص ، حيث قتل".
وتقول صحيفة (إنديبندانت) ن الشيخ المحمودي واحد من الرجال المؤثرين سياسيا واجتماعيا في مناطق الأهوار العراقية التي تشكل حضارة عراقية عمرها خمسة آلاف عام، وهو قاوم الديكتاتور السابق في الثمانينيات والتسعينيات واستمر في مهماته حتى سقوط الحكم في العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحمودي أخفى رجاله عن عناصر سلطة صدام حين قرر تجفيف مناطق الأهوار التي كانت تعتبر بالنسبة للحكم مناطق مقاومة يجب تدميرها، وقالت "أنه من بعد حرب التحالف التي أسقطت حكم صدام، كانت مدينة العمارة أول مدينة عراقية تسقط في أيدي المقاومة العربية التي قادها المحمودي"، وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) طلبت إليه الانسحاب من العمارة "أو أنه سيواجه قصفا جويا شديدا".
يذكر أن الشيخ المحمودي، كان أحد أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي المنحل، وكان يتعاون مع القوات البريطانية في محيط مدينة العمارة الجنوبية، وهو كان يصر في كل نداءاته وأحاديثه مع مواطني المنطقة على ضرورة انتظار تنفيذ قوات الاحتلال البريطانية والأميركية للوعود التي ضربوها في شأن مستقبل العراق.
ولكن صحيفة (إنديبندانت) تقول أنه حين أعلن رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر انتفاضته الشيعية في النجف وكربلاء، فإن رجال المحمودي انضموا إلى جماعة الصدر، حيث أعلن المحمودي آنذاك عن تعليق عضويته في مجلي الحكم الانتقالي، احتجاجا على الممارسات العسكرية الأميركية في الفلوجة.
وتقول أنه في 14 مايو (أيار) الماضي، فإن عددا من الأشخاص من مجار الكبير شنوا عددا من الهجمات ضد القوات الأميركية متهمينها بمهاجمة مدينة النجف الأشرف، كما شنوا غارات على القوات البريطانية ونصبوا لها كمائن على الطريق السريع الرابط بين العمارة والبصرة.
واعترف الشيخ المحمدي أن هذه لاشتباكات أسفرت عن مقتل 34 من رجاله، حيث ترك الجرحى من دون علاج على قارعة الطريق، إضافة إلى أن القوات البريطانية أخذت حال انسحابها جثث 20 قتيلا خشية أن لا تؤكل من حيوانات متوحشة، حسب الزعم البريطاني".
وختاما، كانت معلومات طبية عراقية قالت أن الجنود البريطانيين مثلوا بجثث القتلى في تلك المصادمات، لكن وزير الدفاع البريطاني جيف هون، أبلغ لجنة تحقيق برلمانية في مجلس العموم أن جثث القتلى العراقيين الأربعين لم يتم التمثيل بها، كما ادعى الطبيب العراقي عادل ماجد مدير مستشفى مجار الكبير الذي تم نقل الجثث إلية، وقال هون الذي زار العراق في الأسبوع الماضي أن سبعا من الجثث لم يبدو عليها أي تشويه.