واشنطن- بعد اعلان الولايات المتحدة انسحابها من بروتوكول كيوتو، قد يؤدي رفضها البروتوكول التطبيقي لمعاهدة الحد من الاسلحة الجرثومية الى تأجيج الحملة ضد المواقف "الاحادية الجانب" للادارة الاميركية التي تتعرض بالفعل لانتقادات قوية في الخارج و كذلك حتى من محللين اميركيين ومن الحزب الديموقراطي المعارض.
&وتنضم "اللا" التي اعلنتها واشنطن في جنيف لمشروع البروتوكول التطبيقي لمعاهدة الحد من الاسلحة الجرثومية الى لائحة طويلة من الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي ترفض الولايات المتحدة الانضمام اليها.
بالاضافة الى رفض واشنطن لبروتوكول كيوتو حول الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض، فانها ترفض ايضا المعاهدة حول الالغام المضادة للافراد كما ترفض انشاء محكمة جنائية دولية.
&وتحاول الادارة الاميركية ايضا التملص من التزامات المعاهدة الموقعة مع روسيا حول الحد من انتشار الصواريخ البالستية (ايه.بي.ام) للانطلاق في مشروع الدرع الدفاعية المضادة للصواريخ الذي يثير المخاوف والشكوك في كل من موسكو وبكين، بل وايضا لدى العديد من الدول الاخرى في حلف شمال الاطلسي.
&وحتى قبل تولي الرئيس الاميركي جورج بوش مهام الرئاسة، لعب "صقور" الحزب الجمهوري دورا حاسما في رفض مجلس الشيوخ الاميركي في عام 1999 ابرام معاهدة حظر التجارب النووية.
&ويرى لي فاينشتاين، الخبير في الشؤون الدولية لدى مؤسسة كارنيغي ان "البروتوكول حول الاسلحة الجرثومية، مثله مثل بروتوكول كيوتو، لا يخلو من العيوب، لكن الانسحاب من هاتين العمليتين خطأ وينم عن قصر نظر" مقرا بان "لكل اتفاقية نقاط ضعفها".
&كما ان رفض واشنطن البروتوكول التطبيقي للمعاهدة الخاصة الاسلحة الجرثومية عرضها فورا لانتقاد المنظمات الداعية الى الحد من التسلح.
&ويقول جون ايزاكس رئيس "كاونسل فور اي لايفابل وورلد" (المجلس من اجل عالم يمكن العيش فيه) "كما يبدو فان هذه الادارة تعتمد مبدأ ثابتا وهو رفض الولايات المتحدة للقواعد المطبقة على الدول الاخرى" معتبرا ان "هذه النزعة مثيرة للقلق".
&وعلى الصعيد السياسي، تتزايد انتقادات الحزب الديموقراطي، الذي يشكل الاكثرية في مجلس الشيوخ، للمواقف "الاحادية الجانب" لادارة الرئيس بوش.
&فقد اعلن الاسبوع الماضي رئيس كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ توم داسكلي ان الولايات المتحدة "في صدد عزل نفسها" على الساحة الدولية.
&وقد عاود البرلماني النافذ انتقاداته الاربعاء موجها النصيحة الى الرئيس بوش باعتماد "المرونة" في المناقشات الاستراتيجية مع موسكو ومقاومة النزعة "الاستبدادية".
&كما ان المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الاميركي جو ليبرمان استنكر يوم الاحد "السياسة الخارجية الاحادية الجانب، التي تباعد بيننا وبين حلفائنا".
&حتى ان الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر لم يوفر سهامه في اتجاه الادارة الجديدة معتبرا ان تصميم الرئيس بوش على الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الصواريخ البالستية مع روسيا يمكن ان يؤثر على "هيبة بلدنا والاحترام الذي يحظى به".
&ومن جانبها سعت الادارة الاميركية الى الرد على هذه الاتهامات.
&فقد صرح الاربعاء مصدر اميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، "نحن لم نكن نتوقع ان يفاجأ اصدقاؤنا وحلفاؤنا (بمواقفنا). فالمخاوف التي عبرنا عنها في جنيف (حول البروتوكول التطبيقي للمعاهدة حول الاسلحة الجرثومية) هي ذاتها التي كنا اعلناها خلال حكم الرئيس (الاميركي السابق بيل) كلينتون".
&ومن جهته قال متحدث باسم الخارجية الاميركية، فيليب ريكر، ان المواقف احادية الجانب "اصبحت صيغة جاهزة، وعملية لوسائل الاعلام هنا وفي العالم" لانتقاد السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
&واضاف ان "القول بوجود نوع من النزعة الى المواقف الاحادية الجانب هنا، في اعتقادي، امر خاطىء بكل بساطة. يجب ان يتطلع المرء بصورة شاملة ليرى الى اي مدى نحن ملتزمون في كل ارجاء العالم، في المؤسسات الدولية وعبر علاقاتنا الثنائية مع العديد من الدول".
(أ ف ب)
التعليقات