بدهشة كبيرة قرأت مقالة الأستاذ رجاء النقاش quot;باطل الأباطيل quot; المنشورة في إيلاف يوم 3 نوفمبر وقد تفضل بالرد علية الدكتور كامل النجار والأستاذ عادل حزين، ودهشتي هي ادعاءه بان مصر لم يكن بها حضارة أيام الغزو العربي بقيادة عمرو بن العاص!!! وليس غريبا أن يدعى شخص عروبى أو قومجى هذا الادعاء فان صدر منه كان مقبولا أما أن يصدر من أستاذ وناقد ومفكر وكاتب مثل رجاء النقاش هذا هو العجب والمثير للدهشة أيضا!! ونحمد الله أن رجاء النقاش لم يزيد دهشتنا بادعائه أن العرب كانت لديهم حضارة وعمارة وصناعة لكانت دهشتنا عظيمة.
قبل تعليقي على الأستاذ رجاء أوضح حقيقة جلية هي أن العرب منذ فجر التاريخ للان يعيشون في تخلف وتأخر وهذا ليس بجديد، ودليلي القاطع لمدى تخلف العرب فخرهم الدائم بالشجاعة والفروسية والبطولة وهم لا يملكون صناعة سيفهم كما يوضح ما دونه الشاعر العربي quot; وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على النفس من وقع الحسام المهنّد quot;
فرغم فروسيتهم فهم لا يملكون صناعة سيفهم بل يعتمدون على السيف الهندي!!! وان تغير السيف أو بلد المنشأ في الوقت الحاضر!!.
وبرهاني لإثبات عكس ما ذكره الأستاذ رجاء في مقالة ليس من كتب تاريخ الأقباط لئلا نسمع الصوت العربي الجهوري إن كتب تاريخهم محرفة quot; كما يدعون كذبا على كتبنا المقدسة طبقا للقاعدة المعروفة ndash; الدليل والبرهان على من ادعى quot; بل من أمهات الكتب الإسلامية والتاريخية مثل المقريزى وغيرها و واليك كتابات عمر بن الخطاب نفسه إلى عمر بن العاص كما كتبة المقريزى ألتى اكدت على أن مصر كانت بها حضارة وعمارة واقتصاد وتخطيط قبل الغزو الإسلامي لمصر الذي خربها وأفقرها واليك كتاب عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عمر بن العاص.
ولما استبطأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخراج من قبل عمرو بن العاص كتب إليهrlm;:rlm;
بسم الله الرحمن الرحيم
quot; من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص سلام الله عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعدrlm;:rlm; فإني فكرت في أمرك والذي أنت عليه فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة وقد أعطى اللّه أهلها عددًا وجلدًا وقوّة في بر وبحر وأنها قد عالجتها الفراعنة وعملوا فيها عملًا محكمًا مع شدة عتوهم وكفرهم فعجبت من ذلك وأعجب مما عجبت أنها لا تؤدي نصف ما كانت تؤدّيه من الخراج قبل ذلك على غير قحوط ولا جدب وقد أكثرت في مكاتبتك في الذي على أرضك من الخراج وظننت أن ذلك سيأتينا على غير نزر ورجوت أن تفيق فترفع إليّ ذلك فإذا أنت تأتيني بمعاريض تعبأ بها لا توافق الذي في نفسي لست قابلًا منك دون الذي كانت تؤخذ به من الخراج قبل ذلك ولست أدري مع ذلك ما الذي نفرك من كتابي وقبضك فلئن كنت مجرّبًا كافيًا صحيحًا إن البراءة لنافعة وإن كنت مضيعًا نطعًا إن الأمر لعلى غير ما تحدّث به نفسك وقد تركت أن أبتلي ذلك منك في العام الماضي رجاء أن تفيق فترفع إلي ذلك وقد علمت أنه لم يمنعك من ذلك إلا أن أعمالك عمال السوء وما توالس عليك وتلفف أتخذوك كهفًا وعندي بإذن الله دواء فيه شفاء عما أسألك فيه فلا تجزع أبا عبد اللّه أن يؤخذ منك الحق وتعطاه فإن النهر يخرج الدرّ والحق أبلج ودعني وما عنه تلجلج فإنه قد برح الخفاء والسلام.
واليك رد بن العاص على كتاب امير المؤمنين بن الخطاب:
فقد بلغني كتابك أمير المؤمنين في الذي استبطأني فيه من الخراج والذي ذكر فيها من عمل الفراعنة قبلي وإعجابه من خراجها على أيديهم ونقص ذلك منها مذ كان الإسلام ولعمري للخراج يومئذٍ أوفر وأكثر والأرض أعمر لأنهم كانوا على كفرهم وعتوّهم أرغب في عمارة أرضهم منا.
من كتبات عمر بن الخطاب نفسه أن مصر بها اقتصاد وعمار محكم وحضارة عظيمة منذ عهد أجدادنا الفراعنة قبل الغزو العربي لمصر واعتبروا مصر بقرة حلوب للبدو العرب.
أما ذكره بان الأقباط لم يحاربوا الغزاة العرب فالتاريخ يذكر عدد من الثورات ضد الغزاة العرب منها على سبيل المثال لا الحصر.
* ثورة البشموريين التى دامت 83 عاما
* ثورة في ولاية موسى بن على بن رباح سنة 155 الى كما قال المقريزى فى الجزء الرابع - المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الأول - ( 18 من 167 ): quot; خرج القبط ببهليت في سنة ست وخمسين ومائة فخرج إليهم عسكر فهزمهم ثم نقضت القبط في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين مع من نقض من أهل أسفل الأرض من العرب واخرجوا العمال وخلعوا الطاعة لسوء سيرة العمال فيها فكانت بينهم وبين الجيوش حروب امتدت الى ان قدم الخليفة عبد الله أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر من المحرم سنة سبع عشرة ومائتين فعقد على جيش بعث به إلى الصعيد وارتحل هو إلى سخاء وأوقع الإفشين بالقيط في ناحية البشرود حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين فحكم بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال فبيعوا وسبي أكثرهم وتتبع كل من يومًا إليه بخلاف فقتل ناسًا كثيرًا ورجع إلى الفسطاط في صفر ومضى إلى حلوان وعاد لثمان عشرة خلت من صفر فكان مقامه بالفسطاط وسخا وحلوان تسعة وأربعين يومًا.
* مذبحة وردان ونقيوس (المقريزى ص309) وصل العرب الى نقيوس وهى مدينه تقع على فرع رشيد فى الشمال الغربي من منوف ( قريه أبشادي وزاويه رزين حاليا ) وكان سكانها من الأقباط المسالمين ومركزا لاسقفيه كبيره وكان أسقفها في ذلك الوقت هو يوحنا النقيوسى الذي عاصر الغزو العربي ورأى وشاهد وكتب تاريخه بكل دقه ووقائعه بكل أمانة(كامل صالح نخله ص87) قال المؤرخ يوحنا عن مدينته ورعاياه:( عندما دخل العرب إليها فقتلوا كل من وجدوه بها في الطريق من أهلها0و لم ينج من دخل الكنائس ولم يتركوا رجلا أو امرأة ولا طفلا ثم انتشروا فيما حول نقيوس فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوهم هناك0
bull;المذبحة الثانية حدثت حوالي سنه 23/25 هجريه.. أنحاز بعض الأقباط الذين يسكنون ضواحي الإسكندرية إلى البيزنطيين وانضموا إلى صفوفهم ساعدوهم عندما نزلوا بمراكبهم 23/25 هجريه عندما قام البيزنطيين بهجوم مضاد على العرب ابن عبد الحكم ص176/177.
bull;بل هناك الكثير من ثورات أخرى قام بها المصريين ضد الغزاة العرب
بكل ثقة يعرف الأستاذ رجاء النقاش هذه الحقائق ولكن الشيء المؤسف أن ينقلب الإنسان على ذاته ليحول نجاحه إلى فشل ومصداقيته إلى كذب والتاريخ لا يرحم فهو صادق مهما حالوا تزويره.
ترى هل يعي رجاء النقاش كم الخسارة التي يخسرها؟؟!! وما سبب انقلابه على ذاته؟! بمحاولته تزويره التاريخ؟!
مدحت قلادة
المراجع
المقريزى
كتاب جاك تاجر quot; أقباط ومسلمون منذ الفتح العربي إلى عام 1922 quot;
وعزت اندراوس سجل تأريخي للأقباط منذ الفتح الإسلامي للان.
فتوح مصر وأخبارها عبد الرحمن بن عبد الحكم
التعليقات