-1-
الحقيقة... اسعدني غاية السعادة صدور فتوى سماحة المرجع الكبير السيستاني بدفن القتلى من اولئك البؤساء الذين نُحروا في ظرف سويعات وبشكل غامض في قرية ( الزرقة )، بدفنهم في ارض القداسة التي يُديرها سماحته بما فيها ومن فيها من مراقد وقبور وتراب عتيق مُقدس....!
لا ادري ماذا كان سيكون مصير اولئك البؤساء الذين قُتلوا غيلة من جيش حكومة القتلة المتحاصصين لولا سماحة ولطف العزيز السيستاني ( لله درّه )؟
شكرا ايها النبيل الجميل السيستاني إذ سمحت لمائتي مغدور عراقي بأن يدفنوا في ارض أجدادك الكرام من آل البيت ( الفارسي )...!
وإلا... لولا فتواك الكريمة الشريفة، فماذا كان يمكن أن يكون مصير جثثهم البائسة؟
من المؤكد أنها ستُحرق أو ترمى في دجلة أو ( خلف السدّة ) أو في مجاري الفضلات ( كتلك التي يجدها الناس كل صباح في بغداد وغير بغداد )...!
لا اشك في أن العراقيين جميعا سيكونون ممتنين غاية الإمتنان لمكرمتك العظيمة الشريفة تلك....!
لك الشكر الموصول الدائم أيها الجميل النبيل صاحب القداسة...!
وبوركت تلك الفتاوى البناءة التي لا اشك في أن العراق اليوم بحاجة للمزيد والمزيد منها.

-2-

عجيب والله امر هذا العراق الجديد البشع غاية البشاعة...!
وغريبة حالة حكومته التي تتحدث ليل نهار عن الصلح والسلام والأمن ورأب الصدع بين العراقيين، بينما اقوالها وأفعالها وممارساتها تؤجج الفتنة وتثير الزوابع الطائفية..!
وإلا ما معنى أن تقتلوا مائتي عراقي في ليلة واحدة، ثم تتركونهم في العراء بإنتظار امر الشيخ الإيراني ( قُدست أسراره ) ليفتي بدفنهم من عدمه؟
وفي اي زمن كان السيستاني أو غيره يُقرر من يحق له من العراقيين أن يُدفن أو تُحرق جثته أو تُرمى في البحر أو المزبلة؟
وبينما هذا الشيخ لا يكف هو وغيره عن إصدار الفتاوى الشرعية بحق اليمن وعُمان وأفغانستان ووو، يقوم أشياخٌ آخرون بتعطيل الحياة الإقتصادية والثقافية والسياسية والإجتماعية في البلد من خلال تعطيل المؤسسات والمدارس والجامعات والدوائر الرسمية لأيام عديدة ولمرات عديدة في السنة، في أعياد ( اللطم والنواح ) التي لا تنتهي، بينما البلد في حالة حرب وهياج طائفي وإحتقان مذهبي سخيفٍ.

-3-
( جُند السماء ) والصدريون والبدريون وإمارة العراق الإسلامية، وهيئة علماء المسلمين، وقاعدة الرافدين، (وبقيت الله) وثأر الله وقدر الله وغضب الله ومصطلحات من قبيل آل البيت وأتباع آل البيت وأحفاد بني امية والمهدي المنتظر ( الذي لن يأتي ابدا ولو هلكتم ) وووو، جميع هذه وغيرها إفرازات إنحطاط هذه الأمة في هذا العصر البالغ التعاسة والبؤس بالنسبة للعرب والمسلمين عامة.
لقد خسرنا معركة الحضارة وما عاد لنا إلا النبش في اوراق الماضي بحثا عن الق قديم زائف...!
نحن مهزومون في داخلنا.... مهزومون بقوة ولا امل لنا إلا السراب الخادع الآتي من الماضي العتيق....!
-4-
لو كنت مكان الأمريكان، او لو كان يمقدور صوتي أن يصلهم وهم غارقون حتى الأُذنين في مُستنقع بلدي الجريح، لقلت لهم، جمّدوا العملية السياسية الفاشلة برمتها....!
جمّدوا العمل بدستور الفتنة...!
أوقفوا العمل بالمحاصصة الطائفية لأنها أُسّ البلاء كله...!
سلموا السلطة للعراقيين الشرفاء الوطنيين الناضجين سياسيا، ممن ليس لديهم هوى طائفي وأمنحوهم السلطة السياسية المحكومة ( رقابيا ) بمجلس عسكري قوي من جنرالات مستقلين سياسيا ( كحال تركيا مثلا )، وبذات الآن ساعدوا هؤلاء واولئك ( الجنرالات والساسة ) على إعادة تشكيل الجيش وحرس الحدود على اساس وطني حرفي مستقل عن التأثيرات الطائفية، ويسروا لهم أمر إعلان الأحكام العرفية لسحب السلاح من الشارع وحصره في يد الدولة، وبذات الآن ومن خلال الأحكام العرفية يتم حظر الأحزاب الطائفية وأخذ التعهدات المُلزمة من امراء الحرب تجار الطوائف بالكف عن العمل السياسي لغاية تصفية الفتنة بالكامل وإجراء إنتخابات جديدة وسن دستور علماني حضاري وطني يمكن أن يلم شمل العراقيين جميعا.
لا اشك في أن الأغلبية العظمى من العراقيين سيقفون معكم في مثل هكذا مسعى وسيساعدونكم، لأن الناس تعبت من ديموقراطيتكم الطائفية البائسة التي لم يتمخض عنها إلا القتل والدمار والخراب الثقافي والإقتصادي والإجتماعي الواسع.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كامل السعدون