عنوانٌ صادمٌ، لكل ذي غفلةٍ، لمن بَعُدَ عن الواقعِ لمعلوماتٍ قاصرةٍ أو مغلوطةٍ، لمن يعايشون الحقيقة هو مآلٌ لا مهربَ منه. الكلياتُ في جامعاتِ الحكومةِ تعاني بقسوةٍ، انفصالٌ مخيفٌ بين أعضاءِ هيئات التدريسِ من ناحيةٍ وقياداتٍ أُجلِسَت علي مقاعدِ المسئوليِةِ دون مقدرةٍ حقيقيةٍ ودون قَبولٍ عامٍ، الصورةُ الحقيقيةُ لا تُنقل للقياداتِ لاستنكافِ الجلوسِ إليها أو لعلمِها مع عجزِها عن اتخاذِ قرارٍ حاسمٍ، لا بدَ أن تكون الأمورُ تماماً وعلي ما يرامِ، ولو تردَت وتدهورت، الكرسي ليس للإصلاحِ إنما سُلمةٌ لكرسي أعلي.
شُخِصت وقائعُ ميليشيات الأزهرِ إنها بسببِ انفصالِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ عن الطلابِ، مغالطةٌ مجحفةٌ، فأعضاءُ هيئاتِ التدريسِ مهمشون مبعدون، لا يُستمعُ إليهم ولا يُرجعُ إليهم، القياداتُ غافلةٌ ضعيفةٌ، في معظمِ الأحوالِ، لا تري ولا تسمعُ ولا تتكلمُ، ولو نُقِلَت لها الصورةُ. خطايا تعيينِ تلك القياداتِ ظهرَت بكلِ ما حزَرنا منه، مرةٌ من بعدِ مرةٍ، القيادةُ مقدرةٌ شخصيةٌ، ليست لاستيفاءِ شكلٍ كأن تكونُ امرأةً قبل أي اعتبارٍ، هناك من أُجلِسوا لمجردِ براعَتِهم في الطاعةِ بلا فكرٍ أو رأي، هناك من اِجتمعَت فيهم كلُ المثالبِ، شكلٌ خالٌ من المضمونِ، طاعةٌ عمياءٌ كمرؤوسين، تنمرٌ متأصلٌ فيهم مع زملائهم.
من ارتكبوا ما كشفَت عنه ميليشاتُ الأزهرِ ليسو غافلين، إنهم يخططون ويدبرون، الإعلامُ الخاصُ هو وحدُه الذي كشفَهم، في غفلةٍ أمنيةٍ وإداريةٍ، التخطيطُ في الخفاءِ لا يتوقفُ، تجمعاتٌ من أعضاءِ هيئاتِ تدريسٍ بعينِهم لاستقطابِ الطلابِ في مرحلتي البكالوريوسِ أو الليسانس والدراساتِ العليا، تارةٌ تحت مسمياتِ الأنشطةِ، تارةٌ تحت تجمعاتِ التسجيلِ للدراساتِ العليا، كلُه بلافتاتٍ خادعةٍ هدفُها الوحيدُ لحظةُ الانقضاضِ. تحريضاتٌ علي مخالفةِ النظمِ المعمولِ بها من مواعيدٍ وأزياءِ وطاعةٍ لأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ، شكاوي وقضايا كيديةٌ بدعوي الاضطهادِ لإلهاءِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ والكلياتِ. ومع قياداتٍ معينةٍ مهزوزةٍ يتحولُ لي الأذرعِ إلي أمرٍ واقعٍ، وتؤولُ السيطرةُ الفعليةُ علي الكلياتِ لمن خططوا ودبروا في الخفاءِ وتتحولُ تلك القياداتِ إلي مجردِ خيالاتِ مآتةٍ.


انقلبَ السحرُ علي الساحرِ، بدلاً من أن تكون القياداتُ الجامعيةُ المُعينةُ عوناً للنظامِ أصبحَت عبئاً عليه، بدلاً من أن تكون عيناً وعصا علي أعضاءِ هيئات التدريسِ أصبحَت أُلعوبةً في أيادٍ لا تُجيدُ إلا العبثِ في الظلامِ، بدلاً من أن تسيطرُ علي الطلابِ سيروها بألاعيبِهم وتدابيرِ من يسيرونهم. وضعٌ بالغُ الخطورةِ، انفلاتٌ تدهورٌ ترهلٌ، لم تكشف عنه ميليشياتُ الأزهرِ بل توقعَه بحزنٍ كلُ متابعٍ في سائرِ الجامعاتِ، الانفصالُ بين أعضاءِ هيئاتِ تدريسٍ أُقصوا عمداً وقياداتِ أُجلِست بلا اِستحقاقٍ أفسحَ الساحةَ لطيورِ الظلامِ.


نكتبُ بمرارةٍ وقلقٍ، الواقعُ شديدُ القتامةِ، المستقبلُ لا مصابيحَ فيه، الخفافيشُ ستطيرُ ليلاً ونهاراً،،

ا.د. حسام محمود أحمد فهمي