الواحدة بعد منتصف الليل لاأزال أقرأ شيكاغو لعلاء الاسواني أبحر مع هذا الكاتب الخرافي الى شاطىء الامان..أتعلم من لغته الكثير وأعتقد أنه أسطوري النص
انه علاء الاسواني الذي جنني بداية في الطبعة الاولى التي أملكها وهذا شرف كبيرانني أملك الطبعة الاولى من اهم رواية عربية صدرت وحققت كل هذا النجاح ولو لم يسهم الفيلم البارد في تغذية شهرتها وأقصد عمارة يعقوبيان
اذكر عندما ذهبت الى السينما لحضور الفيلم كان الجمهور ينتظر بصورة أو بأخرى مشهد ظهور عادل امام ليضحك دون سبب واضح أو موقف يدفع للضحك وهنا المأساة لقد رسم البعض صورة عادل أمام في ذهن من قش ولم ير منها سوى النكته، وكادت أزمات الغضب تقتلني بسبب هذا الجهل..
أحد من هؤلاء لا يفقه برواية استطاعت الدخول الى حي مصري شعبي وتداعيات ذاك الحي وحكايا الارهاب والترف والمال والسلطة وغيرها.
يطير علاء الاسواني في شيكاغو الى ولاية أميركية وكأنه مولود داخل رحمها يُفصّل بالورقة والقلم الشوارع والساحات وينقل عبر المصريين صوراً من مجتمع اختار الغربة لمتابعة الدراسة بالدرجة الاولى وآخرون فضّلوا أميركا لمتابعة حياتهم
ثم يمارس الجنس منفرداً عبر العاده السرية او مع زوجة أميركية وهوالرجل المصري الذي يمارس دوماً انفعالاته في السرير من أجا اللذة فقط!!
وعلاء الاسواني في كل هذا سبق عصره وزمانه واستطاع القفز الى مستقبل من خلال هؤلاء خصوصاً وانه يعود دائماً بحبكته الى التاريخ الحديث بصورة تمتاز بالدقة والسهولة
كأنني لا أريد أن تنتهي الرواية من رأسي..أو أتفلت من قراءتها وحتى أن تنتهي كأنني الى جانب الاسواني أستعير نبضات مفراداته وأسافر عبر منمنماته الى عالم الواقع الجميل رغم كل الصور المكفهرة..
اللافت أن البعض يحاول اليوم الايحاء من أن نجاح الرواية الاولى عمارة يعقوبيان وبعد الفيلم الذي أسقط من حقوقها الادبية الكثير.. يعمد الى الترويج لمسلسل رمضاني سيكون كارثة أصولية جديدة على المنتج والممثلين وستشهد القاهرة في حال تمت الموافقة على المسلسل أحداثاً دامية خصوصاً في الصحف كما حصل مع ا لدكتورة هالا سرحان قبل أشهر وهي قررت اليوم أن تبقي اقامتها القسرية او الابدية خارج القاهرة لاسباب معروفة فهم أصدروا كل القرارات الظنية التي تطالب باعدامها
هكذا يحق لاي كان أن يطلق عليك رصاصة دون رحمة وان يقعدك أن لم يقتلك طوال سنين حياتك المتبقية في البيت تنتظر العفو العام.. والامر ليس مستغرباً بل تتكرر الرواية انما باختلاف في وجوه الابطال ويبدو أنها طابت لبعض المهرجين والبطلة الثالثة مجدداً هي انغام المطربة المصرية التي استطاعت القفز بألوان الغناء الى العالم العربي برمته والسبب في حسابها العسير انها صورت أغنيتها الاخيرة quot; كل ما نقرب من بعضquot; قرب أحد المساجد القديمة وقد وردتني كل الصور الفوتوغرافية ولم أرى مسجداً ولا جمهوراً غفيراً من المصلين يؤدون واجبهم الديني
لكن الاعلام نبش في آثار المنطقة قبل ان تعلم أنغام أين هي في الاصل واين مكان التصوير؟؟ وهل هناك بالفعل مسجداً اثرياً ؟
هو عصر الاختراعات والطبول النفسية المعقدة كل من أمام بوابة قناعاته أو كما يحلو للبعض أن يرى قيفز فوق هذا وذاك يؤكد رأيه ويجزم أنه الصواب..
بالامس حاكموا نجيب محفوظ وحاولوا ذبحه بسكين قبل وفاته لكنه اكمل رحلته الى أن شاء الله ان تنتهي وظلت عوامته الشهيرة تبحر على النيل وأدبه ينبض يخبرنا أننا في أمان رغم كل الوحوش التي تطاردنا..
ثم أرادوا النيل من الاسواني الذي سبق عصره وكتب الحقيقة فكانت عمارة يعقوبيان مرايا الصدق التي بينت حقيقة الوجوه المصبوغة والمستعاره،ثم هالة سرحان فهاجرت مجبرة لانها عرفت أصول الاعلام واخترعت نهجاً في التقديم لا ينافسها فيه أحد يعني تفرد، واليوم تدخل أنغام الدائرة كما حصل مع ذكرى قبل سنوات وكنت شاهداً على مزحة الصحافي السعودي التي تحولت الى حكم شرعي استقر في ذهنها فشتت حياتها وقلبتها رأساً على عقب لتقتل على يد زوجها..وتصبح ذكراها تعيش معنا يوميات طويلة من شدة الانتظار
لغة مرتبكة جداً أبطالها قمة في الابداع وناسها من طينة نادرة نصيبهم انه وقعوا مصيدة بيد صيادلا يتقن فنون الصيد ولا يميز بين فريسة وأخرى
همه الوحيد اطلاق النار واعدام من استطاع اليه سبيلا..
بربكم من يحاسب من؟
ربيع فران
التعليقات