ياأسود الرافدين..ياأبطال منتخبنا الوطني.. إن القلم ليقف خجلاً ولينحني إجلالاً وإكباراً لكم على ماحققتموه من إنجاز بل وإعجاز كان عظيماً ورائعاً بكل المقاييس الرياضية والبطولية والإنسانية.. فرياضياً كان لعبكم يضاهي لعب أفضل المنتخبات العالمية وبطولياً كنتم أبطالاً بكل معنى الكلمة بإصراركم الذي كان واضحاً على إحراز الفوز ورفع إسم وطنكم وشعبكم عالياً بين الأمم وإنسانياً لأنكم كنتم على قدر المسؤولية وأكثر وقدمتم لشعبكم أول وأجمل هدية ربما منذ عقود.. لذا فما أكتبه وماكتبه وسيكتبه غيري ليس سوى قطرة من بحر عطائكم اللامحدود ولن يوفيكم ولاحتى مثقال ذرة من حقكم.
فأنتم الذين أدخلتم الفرحة لأول مرة على قلوب العراقيين بعد أن عجز سياسيوا أحزاب المحاصصات في ذلك بل وبعد أن ساهم هؤلاء السياسيين في زيادة أحزانهم وآلامهم.. وأنتم الذين أضئتم النفق المظلم الذي أدخلنا فيه السياسيين بأنانيتهم ومراهقاتهم..وأنتم الذين شفيتم جراح العراقيين وكنتم بلسماً لها بعد أن نكأتها ممارسات السياسيين وتصرفاتهم الصبيانية اللامسؤولة.. وأنتم الذين وحدتم العراقيين حولكم وجعلتموهم جميعاً بشيعتهم وسنتهم وعربهم وأكرادهم وتركمانهم وآشورييهم ومسلميهم ومسيحييهم وصابئتهم وإيزيدييهم يتسمرون أمام شاشات التلفزيون ليتفرجوا عليكم وأنتم تلعبون كرة القدم بعد أن فرقتهم مؤامرات السياسيين وصراعاتهم.
أنتم بحق أبطال العراق وأنتم بحق رموزه الوطنية وسيذكركم تأريخ العراق بفخر وإعتزاز وبصفحات بيضاء على مافعلتموه للعراق في حين سيذكر غيركم وهم يعرفون أنفسهم جيداً بخزي وعار وبصفحات سوداء على مافعلوه بالعراق.. و والله إنكم أهل لحكم العراق مليون مرة أكثر ممن يحكمونه ويجلسون اليوم تحت قبة برلمانه فقد كان هدفكم هو رفعة العراق وشعبه ورفعتم علمه عالياً من دون أن تفكروا بطبيعة ألوان هذا العلم وشكله وبالأغلبية والأقلية وبالظالمية والمظلومية وبكيفية تقسيم الثروات وتشكيل الأقاليم.. ونعم لحكومة عراقية يقودها يونس محمود وهوار ملا محمد ونشأت أكرم ولبرلمان يجلس تحت قبته كرار جاسم وقصي منير وباسم عباس وصالح سدير وحيدر عبد الأمير ونور صبري وعلي رحيمة وجاسم غلام وأحمد مناجد ومهدي كريم وباقي أسود الرافدين الأبطال الـ 22 بل ومعهم الطاقم الإداري والمدرب فييرا لأنهم أثبتوا أهليتهم لهذه المهمة ولأنهم سيملئون مواقعهم بل هم أكبر منها بكثير.. ولا لحكومة محاصصات طائفية وعرقية لاتفكر في شعبها ولا لبرلمان يجلس تحت قبته اشخاص أغلبهم لايهشون ولاينشون وضررهم أكثر بكثير من نفعهم هذا إن كان في بعضهم نفع أصلاً أثبتوا عدم أهليتهم لقيادة البلاد ولاهم لهم سوى ملأ جيوبهم بأموال العراقيين والتمتع بها في إجازات صيفية رغم إن الكثيرين منهم أصغر من المواقع التي يشغلونها بل وغارقين فيها.
أنتم وحدكم فقط من تستحقون أن تكونوا تاجاً على رؤوسنا جميعاً لأنكم وحدكم من رفعتم رؤوسنا عالياً بل وأوصلتم هاماتنا الى عنان السماء بفوزكم وإنتصاركم بعد أن حنت ظهورنا سنين الجور والظلم والحيف.. وأنتم من يستحق أن يوضع إسمه ووصفه ويشار إليه بكل تقدير وإجلال وإحترام في الدستور العراقي لتعرف الأجيال القادمة بأنه في ظهيرة يوم 29 من شهر تموز عام 2007 وفي واحدة من أعتم لحظات التأريخ التي يعيشها العراق والعراقيون على الإطلاق حقق الفريق العراقي لكرة القدم معجزة أسطورية وفوزاً رياضياً كبيراً أضاء به عتمة تلك اللحظات.
فشكراً لاحدود لها لكم لأنكم أدخلتم الفرح الى قلوبنا بعد أن هجرها لسنوات ولأنكم أعدتم الضحكة الى شفاهنا بعد أن فارقتها لسنوات ولأنكم نثرتم الورود والرياحين في طريقنا بعد أن فخخها السياسيون بالموت والدمار والمتفجرات والأحزمة والسيارات الناسفة والمحاصصات المقيتة.. شكراً رغم إننا نعلم جيداً بأنكم قد حققتم فوزكم هذا بدون أن تنتظروا عليه شكراً من أحد وكان كل همّكم هو إدخال الفرحة الى قلوب شعبكم الذي ستبقى صور وجوهكم البريئة المضيئة الجميلة مطبوعة في قلوب أبنائه أبد الدهر.. فالشعب العراقي لن ينسى يوماً من حققوا المعجزة وصنعوا المستحيل له وللعراق.
وشكراً لاحدود لها لكل رجل وإمرأة وطفل وشيخ عراقي وطني أصيل شجعكم وآزركم ووقف الى جانبكم ولو بهمسة أو نظرة أو دمعة أو دعاء وللأم العراقية التي إستشهد ولدها إبن الإثني عشر ربيعاً ومعه عشرات العراقيين وهم يحتفلون بفوزكم على منتخب كوريا وتأهلكم الى المباراة النهاية والتي قالت عند سماعها الخبر quot; إبني فدوة للمنتخب العراقي quot; وكانت كلماتها وكما قال الكابتن العملاق يونس محمود حاضرة في أذهانكم وأنتم تسطرون حروف المجد على الساحة الخضراء.
وشكراً ألف شكر للأستاذ حسين سعيد وكل الخيرين الأصلاء من كادر الوفد المرافق للفريق لجهودهم الإستثنائية في دعم الفريق رغم ضيق الحال وصعوبة الظروف.. وشكراً ألف شكر للمدرب البرازيلي البرتغالي فييرا الذي وقف الى جانب العراق والعراقيين في هذا الظرف الصعب وحقق معهم ولهم في شهرين ما لم يحققه سياسيون يدعون وأكرر يدعون أنهم عراقيين ويكفي إنه قال قبل أيام في مقابلة صحفية بأنه يشعر الآن بأنه عراقي فكان بذلك عراقياً أكثر أصالة بكثير من بعض السياسيين العراقيين الذين يتحاشى بل ويستنكف الكثيرون منهم القول أننا عراقيون رغم إن العراق بتأريخه وحاضره ومستقبله وشعبه ومنتخبه الوطني فخر وشرف لكل من ينتمي إليه.
وشكراً ألف شكر لكل أبناء العراق الأصلاء البررة من الفنانين والشعراء الذين كانوا الى جانب شعبهم ومنتخبهم الوطني في اللحظات العصيبة التي سبقت المباراة وأخص منهم بالذكر حسام الرسام وقاسم السلطان ودالي وباسل العزيز وصلاح حسن ومحمد عبد الجبار والثنائي الغالي الجميل الرائع الفنانان الكبيران عادل عكلة وإسماعيل الفروجي على أغانيهم الجميلة التي أهدوها لأسود الرافدين والتي كانت بكل تأكيد داعماً نفسياً قوياً لهم ساهم في رفع معنوياتهم ودفعهم الى هذا الفوز المؤزر.
وشكراً ألف شكر للشرقية التي عودتنا دوماً على أن لاتدخر وسعاً في سبيل خدمة وإسعاد ورفعة العراق والعراقيين وبأن تكون السباقة دوماً في دعم أي فعالية وطنية سواء كانت فنية أو رياضية أو حتى سياسية وشكراً ألف شكر للبغدادية المعروفة بمواقفها الوطنية الأصيلة والشكر موصول للسومرية والديار وكل قناة عراقية أصيلة وقفت الى جانب أسود الرافدين وشدت من أزرهم.. وشكراً ألف شكر للإعلام العربي الشقيق عموماً ولإعلام دولة الإمارات العربية المتحدة المقروء والمرئي خصوصاً وأخص بالذكر قناتي دبي الرياضية وأبو ظبي الرياضية على موقفهم الأخوي التأريخي الأصيل في دعم الفريق العراقي والذي يعكس بحق أصالة أبناء زايد الخير رحمه الله وعمق روابط الأخوة التي تجمعهم مع إخوانهم العراقيين ويخرس جميع الألسنة ويكسر جميع الأقلام المغرضة التي تريد دق إسفين بينهما.
أما سياسيوا العراق الجديد ووعاظهم فلا شكر لهم والأولى بهم أن يخجلوا من أنفسهم ويختبئوا عن أنظار شعبهم بدلاً من محاولاتهم البائسة لركوب الموجة ومحاولة إستغلال فرصة نجاحكم الساحق الذي صغتموه بأقدامكم الذهبية للتغطية على فشلهم الذريع الذي صنعوه بأياديهم التنك ونسألهم أين كانوا يوم لم تجدوا مكاناً لتتدربوا فيه ويوم لم يوفروا لكم 1% مما وفرته بقية الدول المشاركة في البطولة لمنتخباتها ويوم كانوا حائرين فقط بنزاعاتهم التافهة وبجمع الأموال وتقاسم الحصص وبناء الأبراج والفيلل الفارهة بل ويوم كان البعض يحرم لعبتكم الجميلة ويستهزأ بمن يلعبونها ويشجعونها ويسفههم؟.. ويكفيهم خزياً ماقاله بحقهم زلماي خليل زادة سفير أمريكا في الأمم المتحدة عقب المباراة مباشرة والذي نصه quot; إن السياسيين العراقيين المنقسمين على أنفسهم يجب أن يتعلموا درساً من فريق بلادهم لكرة القدم والمؤلف من لاعبين سنة وشيعة وأكراد تمكنوا من خلال وحدتهم من الفوز بكاس آسيا quot;.
أيها الأحبة الأبطال يأبناء العراق الغيارى الشجعان يا أسود الرافدين يا أحفاد وورثة أمجاد سومر وآشور وميديا وأكد وبابل مكانكم اليوم وسيبقى عيون العراقيين وأحداقهم ومقلهم وقلوبهم التي سكنتموها الى الأبد لأنكم حققتم المعجزة وستبقى أجيالنا القادمة تروي قصة الإسطورة التي صنعها 11 أسد رافديني عراقي في زمن غابت عنه الأساطير إلا عن بقعة واحدة من هذا الكون إسمها العراق كانت وستبقى الى الأبد شوكة في عيون كل مبغضيها وحسادها لأن فيها من هم مثلكم.
أنا لم أقتنع ولن أقتنع يوماً بأن (يهوّس) الناس لشخص مهما كانت منزلته ولكن لكم ولكم وحدكم لأنكم أهل لها أهوّس وأدعوا جميع العراقيين أن يهوّسوا:
تاج تاج على الراس يامنتخبنا الوطني
مصطفى القرة داغي
[email protected]
التعليقات