استطاعت المخابرات الايرانية التغلغل الى كافة مفاصل الحياة في العراق والتحكم بشؤون الدولة والحكومة، ومنها السيطرة علىالاعلام، ففي مدن الجنوب والوسط تم انشاء محطات تلفزيونية واذاعية واصدار صحف ومجلات بأشراف وتمويل المخابرات الايرانية، واخذت هذه القنوات الاعلامية تضخ البرامج الطائفية المسمومة الساعية الى قتل مشاعر الانتماء الوطني لدى المواطن العراقي الشيعي تحديدا من خلال التركيز على غسل دماغه بمفاهيم من قبيل: ضرورة توحد ابناء الطائفة الشيعية وتكاتفهم وتعاونهم في كل مكان من العالم، وكذلك التركيز علىاثارة مخاوف الشيعة وذعرهم وانهم في اي لحظة سيتعرضون الى ابادة جماعية على يد اخوانهم العراقيين العرب السنة.

والمقصود من وراء هذه السياسة الاعلامية التعبوية هو قتل الروح الوطنية لدى العراقي الشيعي وتكريس التمزق الطائفي والحرب الاهلية ودفع شيعة العراق الىالارتماء في احضان ايران طلباً للحماية!

وحينما تسلمت الاعلامية شميم الرسام مسؤولية أدارة الفضائية العراقية، كانت تتعرض بأستمرار الى الهجوم من على منابر الحسينيات والمساجد من قبل أزلام ايران في العراق لأنها من الديانة المسيحية لغاية خروجها من العمل، وتكرر الأمر مع الدكتور جلال الماشطة الذي كان مديرا لشبكة الاعلام العراقي لحين تقديم أستقالته بسبب كون توجهه السياسي علماني.

ولكن عندما قفز حبيب الصدرعلى الكثير من الاسماء الاعلامية العراقية المحترفة الجديرة بهذا المنصب واصبح مديرا لشبكة الاعلام.. أصبحت كافة الاحزاب الشيعية وعناصرها تمجد بأدارة الصدر وتدعمه وتدافع عنه لدرجة ان حتى حماية الصدر تتكون من ميليشيات جيش المهدي الارهابي علما ان الصدر كان في زمن نظام صدام ضابط احتياط برتبة عقيد مما يعني انه يكن معارضا للنظام المقبور!

والسؤال الهام هو: ماهي الخدمات التي قدمها حبيب الصدر حتى ينال دعم ومساندة الاحزاب والميليشيات الشيعية بهذا الشكل؟

نجد الجواب على هذا السؤال في طبيعة برامج واخبار الفضائية العراقية.. فهذه الفضائية تقوم بدور خطير في زرع الفتنة الطائفية من خلال تكرار مفردات السنة والشيعة بأستمرار لغرض زرعها وتكريسها في أذهان المشاهدين وخلق حاجز نفسي بين الشيعة والسنة، ومن خلال برامجها الدينية واذاعة الأذان واتباعها اسلوب المحاصصة، وامتناعها عن اذاعة اي خبر سيء يخص ايران.

ماذا يعني هذا؟
يعني بشكل مكشوف أرتباط الفضائية العراقية بالمخابرات الايرانية، وانها تنفذ مايطلب منها من مخططات اعلامية خبيثة تنشرها ايران من خلالها بقصد تعميق الفتنة الطائفية وضرب الوحدة الوطنية وتاجيج الحرب الأهلية، وكذلك السعي الى تطبيع العلاقة مع ايران من خلال تلميع وجه ايران والإمتناع عن اذاعة اي شيء يتحدث عن التدخل الايراني بشؤون العراق، بل وصل الأمر بالفضائية العراقية الى شتم شهداء الجيش العراقي واعتبار العراق هو المعتدي على ايران، وهذه قمة الخيانة الوطنية عندما تمدح عدو بلدك في تلفزيون الدولة الرسمي!
ومن الامور الخطيرة ان نسبة 90 % من مذيعي ومعدي البرامج ورؤساء الاقسام في الفضائية العراقية هم من منطقة الثورة / الصدر ببغداد أي انهم من عناصر جيش المهدي الاجرامي، ولهذا نلاحظ حينما يداهم الجيش الامريكي أوكار جيش المهدي نرى الفضائية العراقية تحشد كل طاقاتها في البكاء والصراخ وتطلق على مجرمي جيش المهدي صفة (الشهداء)!

ولاأستبعد قيام الفضائية العراقية بالتجسس على عشائر الانبار بحجة تغطية نشاطاتها لصالح ايران، علما ان الشاعر رحيم المالكي هو احد عناصر جيش المهدي، وعملية أغتيال شيوخ الانبار في فندق المنصور كان مدبرا من المخابرات الايرانية بسبب محاربة شيوخ الانبار للمشروع التخريبي الارهابي الايراني وطرد القاعدة حليفة ايران، وليس مستبعدا ان المخابرات الايرانية قد ضحت بالشاعر رحيم المالكي وقتلته مع شيوخ الانبار، وهذا أمر متعارف عليه قيام أجهزة المخابرات بغدر عملائها وقتلهم والتخلص منهم للتغطية على اسرارهم.

أخر الأدلة على أرتباط الفضائية العراقية بالمخابرات الايرانة هو قيامها بتسجيل برنامج رمضاني لمدة شهر مع احد رجال الدين من عناصر حزب الله اللبناني الارهابي، ويبدو ان المخابرات الايرانية تريد عبر هذا العميل ايصال رسائل محددة الى المشاهد العراقي تحت غطاء تقديم برنامج ديني رمضاني، والمضحك بالامر ان العراق يعاني من التخمة وتوفر اعدادا ضخمة من رجال الدين فماهو الداعي لصرف مبالغ مالية كبيرة واستضافة رجل دين من حزب الله اللبناني غير وجود مخطط ايراني؟
ان الفضائية العراقية أصبحت وكراً مكشوفاً للمخابرات الايرانية، وهي أحد اسباب الفتنة الطائفية، وتجذير الانقسام والتمزق وتأجيج الحرب الاهلية في العراق.
[email protected]