في المجتمعات الشرقية يوجد هدر وإقصاء للكثير من الامكانات والفرص والفوائد المتواجدة داخل الانسان وفي العالم الخارجي، وممارسة الجنس بين الزوج والزوجة بعد اطفاء الضوء وسط الظلام الذي ينتشر في المجتمعات الشرقية بدافع الخجل أو العادات والاعراف الاجتماعية.. هو ممارسة ينقصها المتعة البصرية التي تعد أساسية في الجنس.



فالجنس قبل ان يكون طاقة غريزية داخلية، هو اساسا مرتبط بالصور البصرية الواقعية، أو صور احلام اليقظة المستحضرة بواسطة عالم الخيال، والمتعة البصرية التي تصاحب الممارسة الجنسية هي متعة جمالية فاتنة لايمكن الاستغناء عن سحرها الخرافي.


فكيف يمكن للرجل ان يستمتع بالجنس وهو يتخبط بالظلام دون ان يرى تفاصيل جغرافيا جسد زوجته وهي تسبل عينيها في غنج، ودون رؤية الشفاه وهي تناديه الى الانحاء فوقها، وصدرها يهبط ويعلو وانتفاخ النهدين والنهر الخالد الفاصل بينهما الذي يدعو الرجل بأستمرار الى دفن وجهه فيه مسورا بالنهدين وهو يرتشف منه الدفء والحنان، و البطن وهي تختلج بحركتها ذهابا وايابا تزينها الصرة / المشيمة وكأنها زهرة مرسومة فوق سطح البطن، وجمال الساقين وما بينهما.


والزوجة كيف تستمع بالجنس دون رؤية تفاصيل جسد شريكها وهو يتصبب عرقاً يطارد لحظة الشهوة على أمل القبض عليها سوية في وقت واحد، ودون مشاهدة لهفته وشوقه وعبوديته امام سطوة الشهوة حيث يمثل الجنس في كثير من الاحيان أقسى سجون العبودية للرجل، بينما المرأة زودتها طبيعتها الانثوية القدرة على الصبر والاحتمال والسيطرة غالبا.


في لحظات الإلتحام والعناق واحتدام المشاعر ودفق انفجارات اللذة الجنسية، لابد من حضور المتعة البصرية كي يرى الزوج والزوجة الملامح والتعابير، اثناء انطلاق التنهدات والشهقات والصراخ، لابد ان يتم كل شيء وسط الضوء الساطع واحتفال العيون بمهرحان الشهوة ورغبات الروح في تأدية هذه الطقوس الأبدية.. ثم بعدها قد نتساءل : ماهذه اللعبة، لعبة الحياة والخلق والنشوء والجنس والتكاثر والعمل والشغب والحروب والقتل، هل شاهد أحدكم عالم الموت وأطلع على سره الرهيب ؟

خضير طاهر


[email protected]