أخواتي العزيزات الكلام في تفسير القرآن الكريم شائك إلى أبعد الحدود التي يتصورها الإنسان، وعندما يريد المفسر أن يخوض في هذا العلم المترامي الأطراف فهو ملزم بالنص وليس بالعاطفة أو ما تمليه عليه النزعات الشخصية، وأنا شخصياً ليس عندي أي موقف من النساء بقدر ما عندي مواقف كثيرة من الرجال الذين سلبوا الكثير من حقوقي في محطات كثيرة من حياتي أما الأم والأخت والحبيبة ولا أقول البنت لأني ليس لدي أطفالاً فلا زلت لم أتذوق هذا الطعم فكل اللاتي ذكرتهن لم أجد منهن إلا خيراً فلا يمكن أن أكون حاقداً على أحدهن دون سبب ولو فرضنا وجد شيئاً من هذا النوع فلا يمكن أن يؤثر سلباً على أدائي بالتفسير لأني ملزم بهذا النهج أمام الله تعالى.

وفي مقالي السابق [وللرجال عليهن درجة] حاولت بقدر الإمكان أن أرضي جميع الأطراف إلا أن المقال فهم من قبل الإخوة والأخوات بطريقة غير التي يجب أن يفهم عليها. وقد تطرقت إلى التفضيل الذي شرعه الله تعالى بين البشر بصورة عامة وصولاً إلى الأنبياء أنفسهم كما ظهر ذلك في المقال، وضربت مثالاً بالنصب التي توضع للمتسابقين، بمعنى أن الإنسان هو الذي يتحكم بهذا التفضيل فمرة يكون عمرو أفضل من زيد وفي وقت آخر يصبح زيد أفضل من عمرو حسب الإجتهاد الذي يبديه كلاً منهما وربما يتفاوت ذلك التفاضل حسب التغيرات الزمنية التي يمر فيها كل واحداً منهما فدوام الحال من المحال كما قيل.

ثم تطرقت إلى التفاضل الذي جعل بعض الأنبياء أفضل من بعض لما تقتضيه المصلحة التي لا يعلمها إلا الله تعالى. ولكن عندما إنتقلت إلى الحديث عن المرأة والتفاضل بينها وبين الرجل فقد كنت رحيماً جداً بها، بسبب إنني لم أتطرق إلى آراء المفسرين بهذا الشأن، حيث أن في آرائهم العجب العجاب، لذلك إكتفيت بالفروقات التكوينية التي بين المرأة والرجل وهذه الفروقات لا يحمد عليها الرجل ولا تذم المرأة بسببها.

فلذلك عندما وجهت لنفسي السؤال المفترض وقلت فإن قيل: ألا ينطبق مثال النصب السابق على هذا التفاضل الذي جعله الله تعالى بين الرجل والمرأة؟ وأجبت عن هذا السؤال بأن الجهة منفكة بسبب أن هذا التفاضل هو أمر تكويني بخلاف الأول الذي يكون التسابق إليه حسب المقدرة والأعمال فتأمل الفرق. إنتهى

وهذا واضح جداً من أن التفاضل الذي تطرقت إليه لا يمكن أن يثير النساء إلى هذه الدرجة لأنه من الأمور التكوينية التي ليس للإنسان فيها أي إختيار ولم أتطرق إلى التفاضل الإجتماعي إلا على هامش بعض البلدان التي أريد أن أبين أنها ليست أفضل حالاً منا بتعاملها المجحف إزاء النساء وقد يفهم ذلك من بين السطور إذا كان هناك من يريد أن يبحث عن الحقيقة، علماً أن الفروقات الإجتماعية بين الجنسين لا يحق لي الكلام فيها لأنها خارجة عن إختصاصي وإذا أردت الإطناب فيها فقد يعتبر هذا تعدياً على أصحاب علم الإجتماع.

ومع هذا أرجو من أخواتي العزيزات أن يقبلن إعتذاري لأني لا أريد أن أخسر أي أحد من القراء أو أكون ذو وجه غير لائق أمام أي قارئ مهما كان إتجاهه، فنحن هنا في إيلاف أسرة واحدة مهما إختلفت توجهاتنا وتنوعت طرائقنا.

وفي هذه المناسبة أيضاً أقدم إعتذاري لإخوتي الشيعة كتاباً وقراءً وأحب أن أبين لهم بأني لم أخرج من المذهب ولكني أحارب السلبيات فقط التي يتفق البعض على محاربتها أيضاً وقد حصل مني في الفترة الأخيرة بعض الزلات التي أحب أن تعذروني عليها وختاماً أرجو المعذرة من الجميع لا سيما أخواتي العزيزات.

عبدالله بدر إسكندر المالكي
[email protected]