العمل القبطي عمل إنساني حقوقي بالدرجة الأولى، كما إنه عمل تراكمي أيضا لا نرى نتيجته بين ليلة وضحاها، وهو عمل شاق مجهد وقد يكون محبط للأشخاص قليلي الصبر ومحدودي الرؤية، برغم ذلك فهو ً مثمر أيضا على المدى القصيرquot; ثماره معنوية ناتجة عن شعورك بالفخر والسلام الداخلى بالدفاع عن المظلومين والمضطهدين الأقباط المطحونين بين رحى التطرف الإخواني وسندان النظام السلفي.

مهمة شاقة
تكمن صعوبة العمل القبطي في اكتساح أيديولوجية التطرف جميع مناحي الحياة في مصر فالعاملين في الحقل القبطي يواجهون فكر متطرف مطعم بأيدلوجية إقصائية للآخر، فالاضطهاد الواقع على الأقباط له سند أيديولوجي quot; فكر ديني منغلق يستحل حياة الآخر quot;، وقد رأينا صورة الفتاة الفيتنامية ذات التسعة أعوام التي هربت من بلدتها محترقة بعد أن أصيبت بقذائف النابالم التي ألقاها الجيش الأمريكي على بلدتها، ولما كان العالم الحر يملك مشاعر إنسانية رفيعة فقد هزت تلك الصورة ضمير العالم وأثارت جدلاً واسعاً آنذاك أدت إلى انسحاب أمريكا من فيتنام، أما في مصر فإخوان الحزب وإخوان النظام لا تهتز جفونهم جراء قتل 21 قبطيا في الكشح، ولا حرق كنيسة، أو اغتيال الطفل جرجس اسعد ذو التسعة أعوام في العديسات، ولا يتحرك ساكن لقتل الطفلة ميسون غطاس فنحاس ذات الإحدى عشر عاما في الكشح، أو محاولة طعن خادمة مكرسة بالإسكندرية، أو الاعتداء على الرهبان العزل في الأديرة بل أذاعوا كذبا أن الرهبان يهاجمون بأسلحة في حين أنهم لا يمتلكون إلا سلاح الصلاة، وأضف على ذلك أن الإخوان يزيدون الشارع المصري احتقاناً بألفاظهم الجارحة والاستهزاء بعقائد الأقباط إعلاميا علاوة على اعتداءاتهم المستمرة المقروءة والمسموعة على عقائد الآخرين بدون رادع بل بمباركة أمنية بمزايدة حكومية، لذا فأفضل كلمة قيلت عن النظام والإخوان في مصر quot;يا إلهي إن جلودهم سميكةquot; لذا فالعامل في الحقل القبطي يحتاج إلى صبر دائم بلا كلل ولا ملل بمثابرة.

اتحاد المنظمات القبطية في أوروبا
في 8/ نوفمبر/2008 تم ميلاد اتحاد المنظمات القبطية في أوروبا وسط جو مليء بالحب والتفاهم بين كل الهيئات القبطية من الدول العشرة المشاركة، وقد تناولت في المقالات أسماء الهيئات المشاركة، ولم نذكر بعض الأسماء العاملة مثل الهيئة القبطية النمساوية برئاسة الأستاذ بطرس حكيم، فاتصلت به للاعتذار عن هذا الخطأ فإذ به يعطيني مثالاً يحتذي به بقوله quot;أنا شخصياً لا أهتم بشيء سوى العمل وداء واجبي تجاه قضيتي quot; ثم تبادلنا أطراف الحديث فإذ بنا نتطرق لموضوع المولود الجديد أدركنا أن المولود الجديد يحتاج إلي سواعدنا جميعاً كي نكمل المسيرة التي بدأها المرحوم شوقي كراس، ومازال يقودها كلا من الدكتور سليم نجيب، والأستاذ الفونس قلادة، والمهندس عدلي أبادير يوسف، فنحن نعمل معهم، وتحت إرشادهم وتحدثنا عن المشاركة الفعالة في عملنا الحقوقي وما نحتاجه في الفترة القادمة.

المشاركة بفاعلية
أدركنا أن هناك أشخاص اخرين يريدون العمل معنا في العمل القبطي الحقوقي، فوجب علينا فتح أيادينا بالحب لكل من يريد مساعدتنا وقد رأينا أن مسيرتنا الحقوقية تحتاج لتعضيد الجميع فكل أخ لدية
قدرة جيدة على الترجمة للغات التالية الإنجليزية، الفرنسية، الهولندية، الألمانية والإيطالية أن يتصل بنا ليساهم معنا، في رفع أصواتنا للعالم الحر منددين بالتعسف والظلم والقهر والاضطهاد الواقع على أقباط مصر،فليس من المنطقي أن نند بالظلم في فرنسا باللغة العربية!! بل باللغة الفرنسية، وليس من المنطقي أن نحمل نبذة توزع في شوارع لندن عن الاعتداءات ضد أهلنا في لندن باللغة العربية!!!بل باللغة أهل البلد، لأننا نريد إعلام العالم بكل اللغات عن الأساليب الغير آدمية واللاإنسانية التي يتعامل بها النظام ضد أقباط مصر المسالمين ليتسنى للمجتمع الدولي معرفة حقيقة النظام المصري المطعم بالفكر الإخواني والوهابي من قهر وظلم واضطهاد لأقباط مصر.


ونحن نتطلع لبناء ذلك الصرح الجديد نتمنى مساعدتكم جميعاً لنخاطب الجميع بكلٍ اللغات، لننشر معاً قضية ماريو وأندرو، وقضية شادية وأختها بهية السيسي، والحكم الظالم ضد القس متاوؤس وهبة لفضح الممارسات التعسفية والعنصرية ضد الأقباط مثل quot; شهداء الكشح وطحا الأعمدة والطيبة والاعتداء على دير أبو فأنا... إلخ quot;


أخيراً علمنا الكتاب quot;من يستطيع أن يفعل حسناً ولا يفعل فتلك خطيةquot; ونحن نقول طوبى لكل يد تساهم في الدفاع عن المظلوم والمضطهد والمسحوق بسبب الدين أو العرق أو الجنس ونتذكر قول الفيلسوف لونجفلو quot;يقدر الإنسان نفسه حسب الأعمال التي يعتقد أنه يستطيع إنجازها، ولكن العالم يقِّدره حسب الأعمال التي ينجزها في الواقع quot; ونتذكر قول القديس يعقوب الرسول quot; أريني أيمانك بدون أعمالك وأنا بأعمالي أريك أيماني لان الأيمان بدون أعمال ميت في ذاته.
فهيا بنا نشارك في العمل القبطي الحقوقي بعمل فريق كامل للترجمة لنقدم خدمة لمصرنا ولأهلنا بالمساهمة في رفع الظلم عن أقباط مصر.

برجاء إرسال البيانات على العنوان التالي: [email protected]

مدحت قلادة