أرق وأجمل التهاني للإخوة المسلمين بشهر رمضان المبارك.
مقالتي ليست بهدف الطعن في الإسلام بقدر كونها دعوة للتفكير خاصة للكُتّاب والمُفكّرين والمستنيرين لنساهم معاً بإلقاء الضوء على آلام الآخرين وتصحيح مفهوم التديّن وانعكاس التدين على سلوك البشر.
يتميز شهر رمضان عند الإخوة المسلمين بأنه أفضل شهور السنة لكونه شهر الصوم وشهر العبادة والتقرب إلى الله، حيث تُسجَن فيه الشياطين، ويعم السلام والمحبة والإخاء بين المسلمين بعضهم البعض، فمن الطبيعي أن يسعد أصحاب الديانات الأخرى بالشهر الكريم حيث سُجِنَت الشياطين، وعَمْ الإيمان والفرح والسلام أجواء المعمورة بفضل أثر شهر التقوى على الإخوة المسلمين.
ولمزيد من التفاصيل إليك بعض ما كُتِب عن شهر رمضان الكريم في الشبكات الإلكترونية وأمهات الكُتب الإسلامية:
من خصائص شهر رمضان:
* إن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن، قال تعالى: quot;شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِquot; (البقرة:185)
* تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم، فلا يصلون ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، quot;إذا دخل رمضان فُتِحَت أبواب السماء، وأغُلقِت أبواب جهنم، وسُلسِلت الشياطينquot;، وفي رواية: quot;إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنةquot; [البخاري].
* تتضاعف فيه الحسنات.
* إن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي الليلة المباركة التي يكتب الله تعالى فيها ما سيكون خلال السنة، فمن حرّم أجرها فقد حرّم خيراً كثيراً، (أحمد والنسائي وهو صحيح). ومَن أقامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
* كثرة نزول الملائكة، قال تعالى quot;تَنَزَّلُ الْملائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَاquot; (القدر:4).
هذا جزء بسيط من خصائص شهر رمضان المبارك، فمن المنطقي أن يعم السلام والمحبة والهدوء أجواء المعمورة فرحاً وبهجةً وسروراً بالشهر الكريم quot;بعد حبس الشياطين وتقييد حركتهمquot;.
*أثر شهر رمضان على الصائم:
أثر الشهر الكريم على الصائم هو العكس تماماً ففي مصر تجد الصائم شخصاً متحفزاً للصدام مع كل مَن يتعامل معه، خاصةً في هذا الشهر المبارك الكريم!! ويكاد لأتفه الأسباب أن يصطدم مع مَن يقف أمامه أو يناقشه في أتفه الأمور!!
بل تزداد حالات الخلاف العائلي والطلاق داخل الأسر المسلمة!! وتزداد العصبية قبل إطلاق مدفع الإفطار مباشرة خاصة في وسائل المواصلات!
*فضائل شهر رمضان على الأقباط في مصر:
بلا شك يأتي شهر رمضان سنوياً ومعه مفاجآت للأقباط، فلا يمر الشهر الكريم إلا ومعه مفاجأة لأقباط مصر، وإليك بعض الأمثلة على سبيل المثال وليس الحصر لتعرف وتدرك الحقيقة المؤلمة:
أولاً: 2 أغسطس 1978 الموافق رمضان 1399 هجرية، الاعتداء على كل من عماد حنا وبشرى بربري بقرية منشاة دملو بالقليوبية.
ثانياً: الهجوم على محل مجوهرات روما المملوك للسيدة ميرفت شكري في 31/7/1981 وإصابة العاملين فيه.
ثالثاً: 9 مارس 1992 الموافق رمضان 1413 هجرية، مذبحة منشية ناصر بديروط مقتل 3 وإصابة 3 آخرين بجراح من بينهم طفل عمره سنتين.
رابعاً: 12 فبراير 1993 الموافق رمضان 1414 هجرية الاعتداء على أربعة مواطنين أقباط وضربهم بالجنازير في منفلوط بأسيوط.
خامساً: 4 فبراير 1994 الموافق رمضان 1415 هجرية، مذبحة عزبة الأقباط بالبداري محافظة أسيوط قُتل فيها 6 أقباط.
سادساً: 12 فبراير 1996 الموافق رمضان 1417 هجرية، مذبحة كفر دميان مركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، حرق وتدمير 75 منزلاً قبطياً، وحرق كنيسة العذراء بنفس القرية.
سابعاً: 2 يناير 2000 الموافق رمضان 1421 هجرية، مذبحة الكشح، قتل واحد وعشرون قبطياً، وإصابة العشرات بجراح، وسلب ونهب ممتلكات المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة.
ثامناً: 8 نوفمبر 2003 الموافق رمضان 1424 هجرية الاعتداء على قرية جرزا بالعياط محافظة الجيزة وتدمير سيارات ومنازل الأقباط.
تاسعاً: رمضان 2003 الهجوم والاعتداء على دير العزب بالفيوم من الجماعات الإسلامية.
عاشراً: الجمعة الثانية من رمضان سنة 2003 الاعتداء على الأقباط ومبنى كنسي بقرية جرزا بالجيزة.
الحادي عشر: الأول من رمضان سنة 2003 القبض على 23 متحول من الإسلام للمسيحية والبحث عن ثمانون آخرون.
الثاني عشر: رمضان 2004 تعرضت كنيسة السيوف بالإسكندرية لهدم جدرانها من قبل الجماعات الإسلامية أثناء تواجد المحافظ المحجوب مع قداسة البابا شنوده الثالث على مائدة الإفطار التي أقامها البابا بدار البطريركية بالإسكندرية.
الثالث عشر: رمضان 2005 ثم تهجير بعض الأسر المسيحية من إحدى قرى منيا القمح تهجيراً قسرياً إثر الادعاء باعتداء مسيحي على مسلم وقتله.
الثالث عشر: رمضان 2006 الجمعة الماضية 22/9/2006 وُزعت منشورات للجماعات الإسلامية للتنبيه على الكنائس لتهديدهم بضرورة عدم تواجد أو ظهور أية فتاة مسيحية في الشارع بدون حجاب وإلا سيتم حرقها بماء النار.
الجمعة الأخيرة من رمضان عام 2006 الاعتداء على كنائس محرم بك بالإسكندرية
علاوة على أن الإعلام الحكومي، من إذاعة وتلفزيون، الكل يجد أن النيل من شرف وعرض الأقباط مادة إعلامية دسمة للتربح، ومحاولة لهدم العقيدة المسيحية، وتفكيك الأسرة المسيحية على سبيل المثال لا الحصر:
* في رمضان 2001 مسلسل أوان الورد.
* في رمضان 2002 من الذي لا يحب فاطمة.
* في رمضان 2003 مسلسل لن أعيش في جلباب أبي.
* في رمضان 2004 مسلسل حد السكين.
وجميع أبطال تلك المسلسلات شباب مسلم متزوج من فتاة مسيحية دون مراعاة لشريعتها التي لا تجيز ذلك.
علاوة على أن منع القداس يوم الأحد في شهر رمضان المبارك بناءً على قرار من وزير الإعلام أنس الفقي في هذا الشهر المبارك رضوخاً للمتطرفين وحفاظاً على الأثير من التلوث المصاحب لإذاعة القداس.
بل من عجب العجاب، أن نجد دعاءً في هذا الشهر الكريم ممزوجاً بالانتقام من الآخر وبالسب واللعنة على المسيحيين واليهود، ومثال ذلك، ما هو منشور في الإنترنت:
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم عليك باليهود والنصارى، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً،
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، يا عزيز يا غفار، عباد الله: نعم الله عليكم تترا، وخيراته شتى، فاشكروا ربكم على نعمه يزدكم، واحمدوه على خيراته يعطكم، واذكروه في كل أحوالكم يتولاّكم، فلله الحمد من قبل ومن بعد، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
وعليه فحينما يقترب شهر رمضان يفرح الإخوة المسلمون بشهر الصوم شهر حبس الشياطين، ويهللون بينما يضع الأقباط أيديهم على قلوبهم متوقعين أحداث مؤلمة لهم ويتساءلون: إن كان هذا الشهر حُبست فيه الشياطين فمَنْ المسؤول عن هذه المآسي والآلام التي تحدث لنا؟
مدحت قلادة
التعليقات