فى احتفال اقيم خصصيا فى مبنى البرلمان الاسترالى بالعاصمة quot; كانبراquot; قدم رئيس وزراء استراليا quot; كيفن رادquot; اعتذارا رسميا نيابة عن الحكومة والبرلمان والشعب الى سكان استراليا الاصليين على الاساءات والاذلال والمهانات والمذابح التى تعرضوا لها عقب وصول الانسان الابيض الى شواطىء القارة فى عام 1788.


وقد اذيع الاحتفال على الهواء مباشرة فى كل انحاء استراليا لاتاحة الفرصة امام الملايين من ابناء الشعب الاسترالى والسكان الاصليين الذين لم تسمح ظروفهم للذهاب الى كانبرا للمشاركة فى صناعة هذا الحدث الهام التاريخى العظيم.


وفى كلمتة التى القاها رئيس الوزراء الاسترالى وقدم خلالها اعتذارة الرسمى وعد بالعمل على عدم تكرار اخطاء الماضى كما انة عبر عن املة بتوحيد الامة عن طريق المصالحة الوطنية بين السكان الاصليين وبقية الشعب الاسترالى.


وقدم ايضا زعيم حزب المعارضة الفيدرالى نيابة عن حزبة اعتذارا رسميا وفى نفس الوقت قبل عرض رئيس الوزراء بالمشاركة معة فى رئاسة لجنة تعمل من اجل رفع المعاناة عن السكان الاصليين وحل مشاكلهم.


وجدير بالذكر ان سكان استراليا الاصليين تعرضوا الى مذابح هائلة وعمليات ابادة عقب وصول المستعمرين الجدد منذ مائة وعشرين عاما ومن تبقى منهم ظلوا يعانون من التميز العنصرى لدرجة انة لم يكن مسموحا لهم بالتصويت فى الانتخابات حتى اواخر الستيينيات ولكن خلال العشرين عام الماضية غيرت الحكومات المتعاقبة القوانين لمساواتهم ببقية ابناء الشعب الاسترالى واعطاءهم حقوقهم كاملة.


وبكل تأكيد لقد نال السيد quot;كيفن رادquot; رئيس وزراء استراليا احترام ليس فقط سكان استراليا الاصليين فحسب بل كل ابناء شعب استراليا لهذة الخطوة الجبارة الشجاعة التى اقدم عليها والتى سوف يسجلها التاريخ لة بكل اعتزاز وفخر وتقدير بالغ.


لا شك ان كلمة اسف ليست بالسهولة التى تبدوا بها كما ان تقديم اعتذار لفئة مظلومة من شعب ما ليس بالبساطة التى نتصورها اذا كان الحاكم ديكتاتوريا مستبدا ظالما كما هو حال حكام العالم الثالث.


على اى حال نأمل ان تأخذ مصر القدوة من استراليا ويقدم رئيسها اعتذارا رسميا او حتى غير رسميا لاقباط مصر الذين تعرضوا للابادة والقتل الجماعى والانفرادى وكل اشكال الاضطهاد والعذاب والتميز والذل منذ الغزو العربى لها وحتى الان. اننا نامل ان يقف الرئيس حسنى مبارك فى البرلمان المصرى قريبا ويقول بشجاعة امام العالم مثلما فعل quot;كيفن رادquot;:
( لقد حان الوقت لكى نقر ونعترف باخطاء الماضى.. حان الوقت لكى نعتذر لاقباط مصر سكانها الاصليين على الجرائم التى ارتكبت ضدهم طيلة ال 1500 ماضية.. حان الوقت لكى نعتذر لهم على القوانين المختلفة التى كانت ولا تزال تميز ضدهم وتفرق بينهم وبين اخوتهم ابناء مصر المسلمين.. حان الوقت لفتح صفحة جديدة ناصعة بيضاء فى تاريخ مصر لا نسمح فيها بتكرار الماضى).


صدقونى ان مصر فى امس الحاجة الى قائد وزعيم شجاع يعترف ويقر ويعتذر عن اخطاء الماضى.. زعيم شجاع يقوم بهذة الخطوة العملاقة من اجل عقد مصالحة وطنية حقيقية بين كل ابناء مصر من مسلمين ومسيحيين وغيرهم من اصحاب الاديان الاخرى.
مصر فى حاجة الى زعيم شجاع يقول لكل المصريين دعونا نتصالح ولا نكرر مأسى الماضى واخطاءة.. دعونا نتطلع الى مستقبل خالى من التعصب والكراهية.


ترى هل يأخذ الرئيس مبارك القدوة من كيفن راد رئيس وزراء استراليا ويقوم بالاعتذار رسميا لاقباط مصر سكانها الاصليين على المذابح والجرائم والاضطهادات التى تعرضوا لها فى الماضى كخطوة اساسية مهمة نحو المصالحة الوطنية وفتح صفحة نظيفة فى تاريخ الامة المصرية؟؟ لعلنى لا اكون اطلب المستحيل من سيادتة.


صبحى فؤاد
استراليا
الخميس 14 فبراير 2008

[email protected]