ابو جاسم هي كنية محببة يستخدمها العراقيين على الاغلب لكل شخص اسمه محمد، وهي عبارة عن الاحترام والمحبة. واحيانا تستخدم في وقت العتب، وشخصيا كنت محظوظ في الحصول على اكبر قدر من الاميلات والاتصالات فاق كل تصور حتى من بلدي العراق و من بلدان اوربية اخرى جميعها تقريبا استخدم اصحابها الكرام معي كنية ' ابو جاسم ' بالمخاطبة والسبب كان مقالتي الاخيرة التي نشرت في ايلاف رغم انه ليس عندي ولد اسمه جاسم. ناهيك عن التعليقات التي نزلت على نفس المقالة في صحيفة ايلاف وكان بعضها يحمل في المخاطبة معي نفس الكنية، مع اضافة بعض الكلمات الاخرى والتي اعرف ومتاكد انها تخرج من قلب المتكلم رغم ' خشونتها ' عند بعض المعلقين. العاتب او المصطدوم من الاسطر والافكار التي كتبتها في تلك المقالة الموجهة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وانا هنا لن اطيل باالتعليق لكني اود ان ارد بشكل مباشر على الاصدقاء الاعزاء من الذين اتصلوا بي او كتبوا لي او علقوا في ايلاف على المقالة والذين اعرفهم بشكل شخصي او لا اعرفهم. لكن قبل ذلك بودي ان اسجل استغرابي حين طلب مني البعض ان اقف بجانب المالكي بمثل هكذا موقف!! كما اسجل استغرابي كيف فهم البعض الاخر مقالتي بانها تايد للميلشيات المسلحة في العراق. والكثير منهم يعرف ان صوتي تعب في البرامج التلفزيونية وقلمي لم يمل من المناداة بمعالجة هذه المسألة في العراق الجديد. لكن دون معالجة انتقائية تغمض عين وتعمل بعين واحدة مثلما حدث في الاحداث الاخيرة بين القوات الرسمية العراقية وبين التيار الصدري، بل طالبت بنفس تلك المقالة ان يكون العمل ضد حوالي عشرة مليشيات جميعها تسيطر على البصرة وتعمل على تهريب النفط العراقي وادخال سموم المخدرات. كما طالبت بالوقوف بمن يجبر النساء العراقيات بصورة عامة على الحجاب في البصرة وعلى وجه الخصوص العراقيات المسيحيات. اما البعض الشامت والمتشفي بتعلقيات وعتب هولاء الاحبة في ايلاف فقد كتب نصا لي ' هذا الذي كنت تدافع عنه وتسميه ابو اسراء '. وانا هنا اتحدى اي شخص وعلى صحيفة ايلاف نفسها ان ياتي بمقالة واحدة او سطر واحد لي او لقاء تلفزيوني قلت فيه ' ابو اسراء ' لان مثل تلك الكنية تصلح في المقاهي والحارات ولاتصلح في بناء دولة مؤوسسات. او دافعت عن المالكي كشخص دون ان اذكر انه نتاج عملية ديمقراطية ودستورية في العراق كانت غائبة منذ اكثر من ثمانية عقود سوداء في التاريخ السياسي والاجتماعي العراقي. وان من يريد تغيره فيجب ان يتبع نفس الطرق الدستورية التي جاءت بالمالكي. وان للرجل ايجابياته وله سلبياته. فلذلك مثل هكذا اكاذيب و بضاعة كاسدة ليس لها سوق في افكاري اطلاقا.

مع الاسف واحتراما للكثير من الاحبة القراء والاصدقاء الاعزاء اجد نفسي مضطرا ان اضع لكم ماكتب صديقكم صاحب هذه الاسطر ' ابو جاسم ' في صحيفة ايلاف بشكل مختصر وعلى شكل نقاط عسى تساعد بعض الاعزاء في فهم مشترك. اما البعض الاخر من جماعة الصنم البوكيمون فلا تهتموا كثيرا لانكم اصلا بهذا التوضيح او غيره غير متفقين واتفهم حقكم السياسي والشخصي بذلك رغم انكم طيلة ثمانية عقود سرقتم منا حقنا الانساني بادنى درجات التفهم.


والنقاط الرئيسية كانت في رسالتي الى المالكي في ايلاف كانت كالتالي ونصا دون تردد:

- الذي يجري في البصرة وبغداد ومدن اخرى لايمكن وضعه في خانة مكافحة الارهاب. لان هناك في البصرة وحدها يوجد عشرة مليشيات مسلحة تابعة لكل الاحزاب فلماذا التيار الصدري وحده؟ انه صراع سياسي على مجالس المحافظات.
- شخصيا ليس مهتم باي جهة او حزب سوف يسيطر على هذه المجالس لان الغائب الاكبر والاهم هو المثقف والاكاديمي والمستقل.
- ان جوهر المشكلة الحقيقية في البصرة هو تهريب النفط والمخدرات، وجميع الاحزاب تشارك دون اسثناء بذلك حتى وصلت حد التخمة منذ خمسة سنوات.
- كيف يمكن قتل المئات من الشباب بهذا الشكل واراقة الدماء بين قتيل وجريح؟ بسبب خلاف سياسي ليس الا..!! اليس هولاء انفسهم ابناء واخوان شهداء المقابر الجماعية؟
- نعم البندقية والسلاح يجب ان تكون بيد الدولة ولكن دولة المؤوسسات وليس دولة الحجي والزاير.
- القانون يجب ان يكون فوق الجميع دون لمليشيات لمليشيات اخرى.
- يجب عدم اطلاق طلقة واحدة اتجاه ابطال الشرطة والجيش لانهم ابناء العراق المضحيين.
- كما يجب توفير فرص عمل هولاء الشباب وفرص زواج ومقاعد للدراسة وفرص حياة كريمة.
- كان الاحرى بالمالكي والجوقة التي معه ان يذهب الى البصرة قبل عدة اشهر الى البصرة لتوفير الماء والكهرباء والخدمات الاخرى.
- لمصلحة من هذه حرب التضاد النوعي؟ وماهو تفسير الخرس الطائفي العربي من عمرو موسى وحتى الحلي وكل الجامعة العربية!! وايضا ماسر هذا التأيد الغير مسبوق من طارق الهاشمي وعدنا ن الدليمي للمالكي وللمرة الاولى على الاطلاق!! وايضا ماسر خرس هيئة علماء السنة برئاسة حارث الضاري.!!

- - و لماذا اختفت من الواجهة خلال هذا الاسبوع بعض العمائم التي سئمنا من رؤيتها بين البرلمان وخطبة كل يوم جمعة وهي تبيع الكذب والوهم على العراقيين!؟

هذه هي اهم النقاط التي جاءت برسالتي ' المقالة ' الى المالكي. فاين الخطأ فيها، واين دعم المليشيات فيها!! واين التهجم الشخصي على المالكي؟ انا اتكلم عن بلد هو بلدي وعن كارثة دموية جرت فيه وانتهت امس دون ان يسال احد نفسه لماذا بدأت؟ و لماذا انتهت؟ وماهي النتيجة الواقعية على الارض؟ ثم كل الاصدقاء والمعلقين على المقالة من يساريين او اسلاميين او غيرهم، كيف تساهمون بصنع حدود مقدسة للحاكم في العراق، او اي شخصية اخرى كائن من يكون اليس في ذلك كارثة كبرى!! اليس في ذلك بذرة سيئة لصناعة ديكتاتور جديد في العراق اذا كان المالكي اوغيره!! هل نحن نتكلم عشائريا او بافكار حزبية ضيقة!! واين حدود وسمات الدولة المدنية في تصوركم هذا عندما يكون المسؤول فوق كل شيء حتى فوق مجرد مجموعة اسئلة!! من جانبي ليس هناك دعم مطلق للمالكي وبذات الوقت ليس هناك تقاطع دائم. فلكل قضية سمات ودافع وطني وانساني، وخاصة اذا انتهكت حرمات ودماء العراقيين. ثم سؤال كبير ومركب يطرح نفسه بصرخة ارواح مئات العراقيين التي ازهقت و حرارة الدماء التي اريقت على ارض العراق خلال هذا الاسبوع. اذا كان التيار الصدري هو المسؤول عن هذه الكارثة فلماذا تهادنت معهم ايها المالكي!؟ واذا لم يكن التيار الصدري مسؤول عن هذه العملية الدموية لماذا استهدفتهم ايها المالكي!؟ ومن المسؤول الان عن قتل وجرح مئات الشباب العراقيين وزيادة رصيد الارامل والايتام في العراق!!؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك امام القانون و الدستور!؟ ولماذا لايقدم للمحاكم!؟ هذه الاسئلة المحددة يجب ان تبحث عن اجوبة محددة وليس مجرد كلام فضفاض ليس له ضوابط سواء اندفاع عاطفي اعمى او تعصب حزبي خائب. او موقف سلبي مسبق من التيار الصدري او غيره. ثم ماهذه الطريقة السطحية المتعالية التي يستخدمها بعض المعلقين وهو يصف التيار الصدري ' بالشراذم او بالجهلة!!' ماذا قدمتم حضراتكم منذ خمسة سنوات لرفع هذا الجهل او التقليل منه كحد أدنى؟ ثم اذا كانت كل تلك الملايين في نظركم مجرد شرذمة فما فرقكم عن البوكيمون الساقط!! ولماذا تكادون تقبلون احذيتهم قبل كل انتخابات!؟ ان الانسان العراقي وحرمته ودمه يجب ان يكون اكبر من كل الاسماء سياسية او دينية كانت واكبر بكثير من كل الاحزاب مجتمعة او متفرقة كانت. هكذا يجب ان تكون حرمة ومكانة وحياة العراقي الجديد او علينا ان نترحم على ايام ابو جهل والنار. و ايام الوئد ايضا.

محمد الوادي
[email protected]