دعوة الى مؤتمر اوربي حول العراق برعاية الأمم المتحدة

بسبب تزايد الضغط الدولي المتزايد اتجاه أدارة البيت الابيض تحدث الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش في الذكرى السنوية الخامسة لبدء حرب أحتلال العراق في خطاب القاه يوم الأربعاء 19 آذار/مارس في مبنى وزارة الدفاع الاميريكية وقد اشار في خطابه: quot;ان عراقا حرا سيكون مثالا يقتدي به الآخرون على قوة الحرية في تغيير المجتمعات ولاستبدال اليأس بالرجاء. وبنشر الأمل والحرية في الشرق الأوسط فاننا سنساعد المجتمعات الحرة على أن تتجذر وحينما يتم ذلك فانه سيتمخض عن الحرية ذلك السلام الذي ننشده جميعا.


وجاء في خطاب الرئيس الأمريكي ايضا: quot;لأننا تصرفنا لم يعد صدام حسين قادرا على ملء الحقول بأشلاء ورفات رجال ونساء واطفال أبرياء. ولأننا تصرفنا اغلقت غرف صدام للتعذيب والإغتصاب وسجون الأحداث الى الأبد. ولأننا تصرفنا لم يعد نظام صدام يغزو جيرانه او يهاجمها بالأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستيكية. ولأننا تصرفنا لم يعد نظام صدام يدفع أموالا لأسر الإنتحاريين في الأراضي المقدسة.quot;
تحدث الرئيس الأمريكي عن العراق وكأنها هي كانت مسؤولة وحدها عن معظم نزاعات وحروب الشرق الأوسط. لدرجة أن ادارة البيت الأبيض بدأ يتحرك فيما اذا كان لدى العراق كدولة الحق في السيادة على اراضيها. فالعراقيون لم يعد يتحدثوا عن العراق بل عن فدراليات في الجنوب والشمال وكركوك.

ومن هنا نرى أنه قد حان الوقت الذي يجب فيه على المجتمع الدولي والاتحاد الأوربي والدول العربية اتخاذ موقف جامع وواضح حول امريكا واحتلالها.


من هنا يجب على القوى العراقية الوطنية وفي مقدمتهم التيار الصدري بقيادة الزعيم الوطني مقتدى الصدر والقيادات الوطنية الاخرى أن يوسعوا وعيهم وادراكهم وذلك بأبراز الحقائق وعمليات القتل والتخريب التي تقف ورائها الولايات المتحدة الأمريكية وان يدعوا الى مؤتمر دولي بالتنسيق مع الأمم المتحدة لعرض مشاكل العراق.


والسؤال الذي يطرح نفسه يا ترى ما السبب الذي يحول دون عقد مؤتمر دولي واسع النطاق يبحث في ايجاد الحلول لكل هذه القضايا داخل المنظومة الدولية ودون ربطه مع نزاعات الاخرى المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط؟ هكذا مؤتمر يمكن المنظومة الدولية أن يلزم كلا من الحكومة العراقية وقيادة الولايات المتحدة الامريكية بالإتفاقيات والمبادئ العامة والتزاماتهم اتجاه بعض.

ومن الضروري ايضا أن يشارك دول الأتحاد الأوربي في هذا المؤتمر وأن يعقد فيها عدة جلسات تحت اشراف كامل من قبل الأمم المتحدة وتكون مخصصة لتعالج عدة مواضيع حيوية: فصل الدولة والجيش عن الأحزاب، أعادة اللاجئين وتعويض المتضررين،تنظيم وتطوير علاقة الدولة الاتحادية مع أقليم كردستان، وتجهيز الجيش العراقي وتقوية قدراته القتالية دون تدخل الولايات المتحدة الامريكية في ذلك، قضية كركوك، توظيف قوى العشائر والقبائل لمنع دخول المتطرفين الإسلاميين أو العناصر المعادية من دول الجوار.


وقد يجد العراقيون أرضية مشتركة لمعالجة حالات المهجرين واللاجئين العراقيين وتسليط الضوء على معاناتهم، والذين معظمهم نزحوا قبل وبعد الحرب الى دول الجوار. والجدير بالذكر أن هناك عراقيين يزيد عددهم عن النصف مليون من بغداد والمناطق المجاورة قد أخرجوا قسرا نتيجة للتطهير العرقي. ما مصير تلك العوائل والأسر يا ترى؟ أين هم الآن؟ وهل سيتم تعويضهم مستقبلا عن خساراتهم المادية والمعنوية؟
ولا ضرر فيما اذا تطرق المؤتمرحول إذا ما كان هنالك توافق دولي لاستخدام القوة لردع الإرهابيين والأسلاميين والميليشيات التي تحمل السلاح والذين يتسببون بأضرار قد تلحق بالمدنيين.


قبل ان أختم مقالتي أقول وبعد مضي خمسة اعوام على حرب احتلال العراق،ألم يحن الوقت للدعوة الى المجتمع الدولي للحفاظ على ارواح المدنيين التي زهقت،وكرامات العراقيين التي انتهكت،والعوائل والافراد والعقول التي هجرت قسرا من العراق!


لقد اثبتت الدول التي عاشت أزمات مماثلة مثل يوغسلافيا والبوسنة وغيرهما،أن سعيها المتواصل مع المنظومة الدولية لايجاد حلول كانت ناجحة رغم تأخر الامم المتحدة في ايجاد حلول او اتخاذ موقف ما في تلك الفترات.


ففي الوقت نرى ان الحكومة العراقية عاجزة لحل المشاكل الداخلية أذن فلنعطي المجتمع الدولي الفرصة لتحقيق هذه الاغراض.
فقد تفيد المنظومة الدولية العراق بنصحها بالتعامل مع الشعب العراقي. وكذلك تعطى ايضا فرصة لدول الجوار ليعلمون قوى الأمن الدولية كيفية التعامل والحد من التدفق المقاتلين الإسلاميين الى العراق والمنطقة. بشكل منطقي وحضاري. وقد تفيد كل من دول الأتحاد الاوربي وكوسوفو في تقديم النصح و مسودة لإعادة الأراضي المستقطعة الى مناطقهم الطبيعية وخاصة في قضية مدينة كركوك الغنية بالنفط. وكذلك ممكن قد تسهم دول الجوار وعلى رأسهم تركيا في توعية العراق والمجتمع الدولي بعدم أحقية أقليم كردستان في الأنفصال على غرار استقلال كوسوفو. وسوريا والأردن من شأنهما إرشاد الحكومة العراقية حول كيفية إيجاد حلول ومعالجات جذرية لعودة اللاجئين العراقيين الى بلدهم.


لكن المفارقة الغريبة وغير المفهومة هوعدم تجاوب الحكومة العراقية الحالية كلما أرادت الأمم المتحدة أو جامعة دول العربية للقيام بهذه المهام النبيلة لانقاذ المدنيين العراقين من الوضع القاتم.


وما لا ريب فيه هو مشاركة شخصيات محبة للعراق مثل الرئيس الافريقي الاسبق نيلسون مانديلا ووزير خارجية الفرنسي الحالي كوشنير ضرورية أيضا لأنجاح المؤتمر. إذ ينبغي عليهم الإستفادة من خبرتهم وطروحاتهم في معالجة المشاكل القائمة في العراق مثل مشاركاتهم الاخرى في المؤتمرات الدولية المماثلة.

راوند رسول
[email protected]