رغم قداسة عواطف الأمومة والأبوة لدى الانسان وروعتها وأهميتها في حياتنا.. ألا انها سرعان ما تصدمنا بنتائج مخيبة للآمال ومرفوضة اخلاقياً ودينياً حينما يتعرض أحد الابناء لمشكلة ما يكون فيها هو الطرف المعتدي على الاخرين، ونشاهد اندفاع الأم والأب في الدفاع المستميت عن ابنهما المعتدي دون الإلتفات الى مبدأ العدالة وتعرض الاخرين الى التعدي والظلم!

ولعل هذا السلوك المنحاز من قبل الأهل لصالح أبنهما المعتدي.. يطرح علينا مجددا سؤال: هل الانسان كائن شرير أم خير؟

فلو كان الانسان كائن خير لرأينا البشر يعشقون مباديء الخير والعدالة والحق والمحبة... ويندفعون تلقائيا في تطبيقها دون الحاجة الى وجود الدين والحكومات والقضاء والشرطة.

ولو كان الانسان كائن خير لما شاهدنا هذا الاهتمام بقصص الفضائح والتشهير وانتشارها السريع بين الناس على مختلف مستواياتهم، واهمال الناس لأخبار الخير وافعال الناس الطيبة وعدم ذكرها في مجالسهم ووسائل الاعلام مثل ذكرهم لأخبار الفضائح!

اعتقد حسب رأيي الشخصي ان عاطفة الأمومة والأبوة بحد ذاتها هي عاطفة مقدسة ونبيلة وضرورية لإستمرار الحياة، ولكن المشكلة في حامل هذه العاطفة واعني به الانسان، فهي مثل ملكات العقل والذكاء واللغة وغيرها عندما خلقها الله تعالى هي ملكات نبيلة ومفيدة في حد ذاتها ولاتشوبها شائبة، ولكن حينما أودعت في الانسان لوثها بأنحيازاته وتعصبه واطماعه وعدوانيته واحقاده.


فالانسان كائن شرير كان طوال تاريخه ومازال يمارس العنف والقتل والحروب وتدمير نفسه والاخرين... وما حققه من انجازات حضارية وعلمية لم تقتلع الشر من نفسه بل اخذ الشر اشكالا اخرى متعددة تتمظهر في سلوكه اليومي أزاء الاخرين في تعامله معهم وعدوانيته واحقاده.

أما البشر الأخيار - وهم قلة قليلة - فهؤلاء استطاعوا التحرر من بشريتهم العادية والصعود الى سماء النبل والقداسة، ولكن كم قديس لدينا في الحياة؟

خضير طاهر


[email protected]