أعلم أنكم طيبون، لذلك ينتصر الشر والأشرار.
الطيب متواضع، هاديء، قانع، منطو على نفسه على الأغلب..بينما الشرير مندفع، مغامر ومتهور، ومصلحي ولا مبدأ له غير مصلحته الشخصية.


الأشرار يتصنعون المرح والانطلاق، ويتبنون شعارات مضللة، براقة، لتغطية قيح الأنانية المطلقة في نفوسهم. في حين ان الطيبين لا يتصنعون الود والمحبة لأنهم يمتلكون حقا المعاني النبيلة، وهم غير مضطرين إلى إظهار أنفسهم عكس على ماهم عليه.
يقال، النساء عامة لا يملن إلى الطيبين بل إلى الثرثارين والمضللين، الذين يظهرون عكس مايبطنون. الطيب منطو على نفسه، والنساء يتقاسمن همومهن معه، لكنهن في نهاية المطاف يرفعن الراية البيضاء للكلمات المعسولة، والعواطف الزائفة التي تعتبر سلوكا رائجا لدى الشريرين.


مع كل هذا فطريق الشر غير مفروش بالورود بل بالمصاعب والمشاق والألغام، لذلك يضطر الأشرار أن يكونوا أذكياء لتجاوز حقول الخطر والتهلكة، وأن يكونوا مرحين يجيدون إطلاق النكات،والتحدث بلباقة للتأثير على الآخرين.


الطيبة تتطلب البساطة، والشر يتطلب المهارة في الغش والتضليل والخداع. الطيبة تكفيها عدم الإساءة لأحد، والشرير يحتاج دائما إلى تفكير وتخطيط دائم للوصول إلى أهدافه التي لاتخدم غير مصلحته.


الطيب في مواجهة الشرير لا أمان ولاحول ولاقوة له. حتى في الأفلام لا يستطيع الطيب أن ينال حقه إلا عند استعانته بالقوة. وكم كانت تكون فرحتنا كبيرة وغامرة عندما كنا نشاهد انتصار الخير على الشر حتى لو كان ذلك على شاشة السينما.


الطيب بسبب طيبته لا يستطيع مواجهة الشر فلا يقول للص: أنت لص !.. في حين يغالي اللصوص والمخادعون في شرورهم.
الأشرار يتسيدون في معظم الدول في عالمنا، يخوضون الحروب، يدمرون شعوبا وبلدانا. في سبيل مصالحهم يمسحون من الخرائط دولا، ويعملون على خلق دول ودويلات ليس حبا بسواد عيون شعوب تلك المنطقة بل لأن مصالحهم التي لا تستقر على حال تتطلب ذلك.


لا نحتاج للقول والتأكيد، أن مصدر قوة الأشرار نابع أساسا من ضعف الطيبين. ولن يبقى الشر في عرشه لو واجهه الطيبون بشجاعة.

نصرت مردان