قريبا جدا ستتحد البلاد العربية من محيطها إلى خليجها إلى رؤوس زعمائها وقادتها. فالحدث كبير لا بدّ إزاءه من ذلك. لا بل إنّ أقلّ واجب هو في اتحادها ورفرفة العلم الموحد ذي الأعلام الأربعة فوق قصور الرئاسة والمُلك والإمارة والمشيخة. قريبا جدا ستتحقق نبوءات الحلم العربي وتبتعد عن الضمير العربي أكثر وترش المزاهر ويأتي أهل البيت ويتباوس السعودي مع القطري والسوري مع اللبناني والكويتي مع العراقي والمغربي مع الجزائري والليبي مع الجميع.

قريبا جدا سترحل كل الجيوش الأجنبية وأجهزة المخابرات والأمن عن بلاد العرب أوطاني فما الحاجة إليها وسيكون لدينا جيش عربي موحد تهابه الأمم كلها فارسية كانت أم تركية أم أبعد من ذلك نحو الروسية والأميركية والصينية والأوروبية. وسننشر أجهزة مخابراتنا في كل العالم تجمع لنا ما تيسر من معلومات وتؤسس لنا البنية الأساسية لغزو تلك البلاد.

قريبا جدا ستزول إسرائيل من الوجود ويطرد صهاينتها ومن أراد البقاء منهم فسيذوق ما أذاقوه للفلسطينيين وأكثر فالتراث العربي يتحدث عن الغزو وكما غزونا نغزوهم. حينها يعود الفلسطينيون من شتاتهم إلى فلسطين الإقليم العربي أو يبقون في المقاطعات العربية الأخرى فبلاد العرب للعرب أينما كانوا. تعود جزر الإمارات. وتعود الأحواز ويعود لواء الإسكندرون وتعود سبتة ومليلة وينضوي صحراويو الساقية الحمراء ووادي الذهب تحت الراية الموحدة. تنضم تشاد إلينا ونرحب بها. ولا من دارفور تفكر بالإنفصال ولا بونتلاند ولا أرض الصومال ولا كردستان. وتسحب سطوة الفرنسيين عن جزر القمر ويؤدّب الإريتيريون بحزم فلا يجرأون بعدها على التعرض بأي شكل لليمن. وتمسح في التو الأفكار الفينيقية من لبنان.

تلغى الحدود إذاً، وتتوحد العملة وتفك ارتباطاتها بالدولار والإسترليني واليورو. ونطبع على وجهها الكعبة وعلى خلفيتها المسجد الأقصى. تلغى احتكارات النفط والغاز الخارجية ويستحم العرب بنفطهم ويمنحونه لمن شاءوا ويمنعونه عمن شاءوا.

تتوحد المناهج الدراسية وتمحى الأمية تماما في غضون سنوات. وتنفض ثقافة الشعراء والفلاسفة والأدباء والعلماء الغبار عنها. وتصل مركباتنا الفضائية بحمولاتها من التين المجفف وماء الزهر إلى نبتون وبلوتو لا إلى المريخ فحسب. وتزدهر بلادنا ويتحقق الإكتفاء الذاتي على كافة الصعد ويفيض إنتاجنا ونكسب الثروات في احتكار اجزاء واسعة من التجارة العالمية. تهابنا الدول برمتها في كل النواحي. نستقبل مهاجرين من أوروبا يهربون بأموالهم إلى أنظمتنا المصرفية التي لا مثيل لسريتها وأمانها، ويطلبون اللجوء السياسي إلى قوانيننا المدنية ويهاجرون نحو الأمن والأمان والثروات لدينا. قريبا جدا سيتحول حلم كل إنسان في هذا العالم نحو الحصول على الجنسية العربية.

تنتشر الديمقراطية في الولايات العربية المتحدة ونصبح من أكبر أقطاب العالم في كل شيء. نكاد ننفجر من سأمنا ومللنا وكبر ثرواتنا. نرتحل بهامراتنا وشوادرنا نفتش عن الماء في الصحاري من طول ضجرنا. نكرر النفط ونحوله ماء بآلاتنا الحديثة. نضرب الإقتصاد العالمي بتبخيسنا للمعادن الثمينة كلها. ونضع أسسا جديدة للنفائس قائمة على العمائم والطرابيش والأشمغة والكوفيات ومعها حبوب الفياغرا الوطنية وشلش الزلوع ونوى التمر وخشب الأرز وسيقان الزعتر وأشواك الصبار والزيوت المحروقة للسيارات.

قريبا جدا سنفتخر بعروبتنا دون فراغ. وسنرفع أصواتنا فوق كل الأصوات نعلنها عالية في وجه كل البشر: أنا عربي. كفانا كلاما فالكلام كله في كلمة واحدة قالها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في قمة الكويت تختصر كل الكلام وتوفر حبر الأقلام وتشكل الحدث الأكبر وبداية إنهزام كل المؤامرات على شعوبنا وأمتنا: quot;...غير مسموح وغير مقبول إستمرار الخلافات العربيةquot;. لا فضّ فوك يا دولة الرئيس ألا فاهنأ بترشيحي لك لرئاسة الولايات العربية المتحدة أيضا فمن يستحقها أفضل منك!!؟

عصام سحمراني
[email protected]
http://essam.maktoobblog.com/