تبدو المقولة الشهيرة: quot;اتفق العرب على أن لا يتفقواquot; هي مقولة صحيحة. عندما تراجع معظم قرارات القمم العربية ـ الخاصة بالعلاقات العربية الإسرائيلية ـ السابقة منذ إنشاء جامعة الدول العربية وحتى وقتنا هذا تجد أن أغلبها كانت شجب ونفي ودعم كلامي واستنفار واستنكار وغيرها من مرادفات هذه الكلمات، واللغة العربية مليئة وثرية بمثل هذه المعاني والمرادفات الرنانة.


شعرت بالحيرة عندما وجدت أن السعودية ومصر ترفضان دعوة قطر لعقد قمة عربية، والآن أشعر بحالة عقلية تشبه الصرع، لكنها quot;صرع فكريquot; عندما قرأت هذا الخبر العاجل في جريدة إيلاف: quot;السعودية تدعو إلى عقد قمة خليجية طارئة في الرياض غداًquot;.


1. أين هي المشكلة؟
تكمن المشكلة في فكر الكراهية التي تسود قلوب كثير من المسؤولين العرب ناحية شعوبهم وناحية الآخرين من المحيطين بهم من بقية الدول الأخرى. لقد أصبحت إسرائيل واقعاً تاريخياً وجغرافياً معترف من كل العالم الآخر.
المشكلة لا تكمن فقط في أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا فيما بينهم، لكن المشكلة تكمن في تناقض الكثير من الصفقات السرية التي تتم بين بعض الحكام العرب وبين إسرائيل من جهة وبين دعاوى وأغاني كراهية إسرائيل التي تذيعها الإذاعات على شعوبنا العربية.

2. سؤال آخر: هل تكمن المشكلة في النص القرآني الذي يقول لتجدن اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين؟
إن أغلب تفسيرات وتأويلات رجال الدين الإسلامي تدعو إلى هذه الكراهية للإسرائيليين الحاليين. فهل كان يقصد القرآن هذه الدعوة في بيئة الجزيرة العربية وقت نزول القرآن؟

هل وضع الخلفية الحضارية والبيئة الثقافية للنبي محمد في مكة والمدينة يتساوى مع الأوضاع في الوقت الراهن التي اختلفت فيها موازين القوى الدولية التي جعلت quot;الأمة العربيةquot; لا تتفق فيما بينها على أبسط قواعد الإنسانية وهي الحوار وقبول الآخر؟؟؟


3. الحل هو قبول إسرائيل.
الحل هو تغيير فكر الكراهية المنزرع في عقول الشعوب المُغيبة. الحل هو مساواة التعامل السياسي والاقتصادي والعسكري مع إسرائيل كدولة وحكومة تحت المنضدة مع ما يقال فوق المنضدة من فكر الكراهية.


4. إسرائيل تقبل قرار القمة العربية.
حين تعلن الدول العربية نبذها لفكر الكراهية وتتفق على أن تكون ما تفعله في الخفاء هو ما تفعله في العلن، وقتها ستقبل إسرائيل أول وأهم قرار لأهم قمة عربية: الاعتراف بدولة إسرائيل وزرع فكر المحبة وقبول إسرائيل كدولة واقعية تعيش بين ظهرانينا على ساحة الشرق الأوسط.


أيمن رمزي نخلة
[email protected]