واحدة من المجازر الصامتة التي ترتكب في المجتمعات الشرقية وتلقى القبول والدعم والاسناد الاخلاقي والديني هي جريمة قمع مشاعر الفرح داخل المرأة ومنعها من ممارسة حقها الانساني في التعبير عن استجابتها العفوية ازاء الاحداث السعيدة والمفارقات الفكاهية، اذ انها مسموح لها فقط الحزن والبكاء!
ومناسبة هذا الكلام هو تعرض الزميلة نسرين عز الدين، وحتى لايقال اني أجاملها لانها تعمل في ايلاف وامرأة.. فأني اختلف كلياً مع ماتكتبه، ولكن ماأثارني هو الأعتداء المعنوي الذي تعرضت له من قبل احد المعلقيين على مقالتها المعنونة: ((الـ حسين في أوباما وفي غزة))، وقد راعني هذا التدخل الصارخ في خياراتها الشخصية ومحاولة املاء خيارات خارجية عليها مصدرها مزاج القاريء.
اذ كتب احد المعلقين ما يلي: ((انا اصر على استبدال صورتها الاستفزازية التى تضحك فيها فليس مناسبا لما تكتبه فى السياسة! )) لاحظ الاعتداء المعنوي على خصوصية الزميلة نسرين كأنسانة وكاتبة، فهو يعترض على شأن خاص بها لايجوز المساس به بغض النظر عن رأينا ومزاجنا ورغباتنا، ويريد قمع مشاعرها الانسانية في الفرح والضحك، وهي نظرة شرقية ذكورية تستهجن ممارسة المرأة لحقوقها الانسانية في الضحك، ففي المجتمعات العربية والشرقية ينظرالى ضحك المرأة بالكثير من الاستهجان والرفض، وفي العراق مثلا اذا ضحكة المرأة في تجمع او مكان عام سيؤثر على
سمعتها كثيرا هذا الفعل البريء وتتهم بشتى الاتهامات، وكأنما كتب على المرأة الحزن الأبدي والتحول الى دمية صامتة امام الرجل!
والسبب السايكولوجي الذي يجعل الرجل يستهجن ضحك المرأة هو خوفه وشعوره بالارتباك والنقص امامها، اذ انها عندما تضحك تهدد أمنه النفسي وتزعزع ثقته بنفسه، نتيجة شعوره انها تضحك عليه وتسخر منه ومن رجولته، والرجل الشرقي تهمه جدا قضية شعوره بأنه شخصية تتمع بالمهابة والاحترام من قبل المجتمع عموما والمرأة خصوصا، ولعل اسطورة الرجل الشرقي ومزايا رجولته وقوته تقاس بمدى قدرته على قمع المرأة وسيطرته عليها وممارسة وحشيته كجلاد له مطلق الحق في إستعبادها!
طبعا اعتداء هذا القاريء ليس حالة فردية عابرة، وانما هو تعبير عن سايكلوجية - غالبية - القراء العرب الذين يتعاملون بعدوانية ويطلقون العنان لمشاعرهم في كتابة الشتائم من خلف جهاز الكومبيتور، فنحن في العالم العربي لانحترم حق الاختلاف في الافكار والمشاعر، والقاريء اذا وجد معلومة لايعرفها أو تحليل لاينسجم مع قناعاته.. يكون ردة فعله على شكل تهجم عدواني وشتائم على الكاتب من دون أي ضابط اخلاقي وعقلي، فقد أصبحت مساحة الحرية التي وفرتها المواقع والمنتديات حائط للتنفيس عن الامراض النفسية والتشوهات الاخلاقية، ولهذا تجد عالم
الانترنت العربي مليء بالاشاعات والأكاذيب والشتائم... وتحولت هذا الاختراع العظيم الى ساحة معارك دامية وليس وسيلة للمعرفة والمتعة.
[email protected]
ومناسبة هذا الكلام هو تعرض الزميلة نسرين عز الدين، وحتى لايقال اني أجاملها لانها تعمل في ايلاف وامرأة.. فأني اختلف كلياً مع ماتكتبه، ولكن ماأثارني هو الأعتداء المعنوي الذي تعرضت له من قبل احد المعلقيين على مقالتها المعنونة: ((الـ حسين في أوباما وفي غزة))، وقد راعني هذا التدخل الصارخ في خياراتها الشخصية ومحاولة املاء خيارات خارجية عليها مصدرها مزاج القاريء.
اذ كتب احد المعلقين ما يلي: ((انا اصر على استبدال صورتها الاستفزازية التى تضحك فيها فليس مناسبا لما تكتبه فى السياسة! )) لاحظ الاعتداء المعنوي على خصوصية الزميلة نسرين كأنسانة وكاتبة، فهو يعترض على شأن خاص بها لايجوز المساس به بغض النظر عن رأينا ومزاجنا ورغباتنا، ويريد قمع مشاعرها الانسانية في الفرح والضحك، وهي نظرة شرقية ذكورية تستهجن ممارسة المرأة لحقوقها الانسانية في الضحك، ففي المجتمعات العربية والشرقية ينظرالى ضحك المرأة بالكثير من الاستهجان والرفض، وفي العراق مثلا اذا ضحكة المرأة في تجمع او مكان عام سيؤثر على
سمعتها كثيرا هذا الفعل البريء وتتهم بشتى الاتهامات، وكأنما كتب على المرأة الحزن الأبدي والتحول الى دمية صامتة امام الرجل!
والسبب السايكولوجي الذي يجعل الرجل يستهجن ضحك المرأة هو خوفه وشعوره بالارتباك والنقص امامها، اذ انها عندما تضحك تهدد أمنه النفسي وتزعزع ثقته بنفسه، نتيجة شعوره انها تضحك عليه وتسخر منه ومن رجولته، والرجل الشرقي تهمه جدا قضية شعوره بأنه شخصية تتمع بالمهابة والاحترام من قبل المجتمع عموما والمرأة خصوصا، ولعل اسطورة الرجل الشرقي ومزايا رجولته وقوته تقاس بمدى قدرته على قمع المرأة وسيطرته عليها وممارسة وحشيته كجلاد له مطلق الحق في إستعبادها!
طبعا اعتداء هذا القاريء ليس حالة فردية عابرة، وانما هو تعبير عن سايكلوجية - غالبية - القراء العرب الذين يتعاملون بعدوانية ويطلقون العنان لمشاعرهم في كتابة الشتائم من خلف جهاز الكومبيتور، فنحن في العالم العربي لانحترم حق الاختلاف في الافكار والمشاعر، والقاريء اذا وجد معلومة لايعرفها أو تحليل لاينسجم مع قناعاته.. يكون ردة فعله على شكل تهجم عدواني وشتائم على الكاتب من دون أي ضابط اخلاقي وعقلي، فقد أصبحت مساحة الحرية التي وفرتها المواقع والمنتديات حائط للتنفيس عن الامراض النفسية والتشوهات الاخلاقية، ولهذا تجد عالم
الانترنت العربي مليء بالاشاعات والأكاذيب والشتائم... وتحولت هذا الاختراع العظيم الى ساحة معارك دامية وليس وسيلة للمعرفة والمتعة.
[email protected]
التعليقات