لفت نظري في احدى مدن الولايات المتحدة الاميركية تم حديثاً بناء مسجد بجوار الكنيسة، وقد تعمد القائمون على تشييد المسجد أن يكون أكبر حجماً من الكنيسة وليس صعباً اكتشاف الدلالة العدوانية أزاء الكنيسة من قبل القائمين على بناء المسجد من وراء هذا العمل، ورغم أني مسلم متدين ألا أن منظر وجود المساجد في أميركا لايعني لي شيئاً، فأنا منذ أحداث 11 سبتمر الإرهابية وبسبب ما نتج عنها من شعوري بحاجز نفسي كبير بشأن كل شيء يتعلق بالأسلام لم أدخل المساجد وأصبحت أؤدي صلاتي داخل البيت بيني وبين الله تعالى.


المساجد في أمريكا تتمتع بحماية القانون والبوليس، ويلجأ القائمون عليها الى حيلة قانونية وذلك بتسجيلها تحت مسمى مراكز ثقافية كي يستطيعوا الحصول على الدعم المالي السنوي من الحكومة الأميركية.


ويرتاد هذه المساجد الكثير ممن يكرهون وأميركا ويشتمونها، وتجري داخلها عمليات تبشير بالاسلام بأستعمال اسلوب تخطئة الديانة المسيحيية ومهاجمتها، ومؤكد أيضاً يتردد على هذه المساجد عناصر إرهابية من القاعدة وحماس وحزب الله اللبناني والأحزاب الشيعية العراقية وخلايا المخابرات الأيرانية... ورغم هذا لاأحد يتعرض لها بسوء ويضايقها.


انني كلما أمر من على ذلك المسجد أتساءل: هل تسمح الدول العربية ان تبنى الكنائس بجوار المساجد على أراضيها؟


فما دام الدين لله والانسان حر في اختياره لمعتقده فلماذا يتم الحجر على الناس ومنعهم من بناء أماكن العبادة الخاصة بهم؟


لماذا يتم التضييق على المسيحيين في البلاد العربية - ربما بأستثناء لبنان - وينظر لهم على أنهم كفرة، ويتم إستدعاء بعض الآيات القرآنية التي نزلت في زمن معين وظرف خاص في بداية ظهور الاسلام لمهاجتهم وجرح مشاعرهم من على منابر المساجد وشاشات التلفزيون ومحطات الأذاعات؟


لايمكن ان تقبل عدالة الله تعالى التفريق بين دين وآخر.. بل ان مقياس صواب الدين هو مدى مناداته بالعدالة والمساواة والدعوة الى الأخوة الانسانية بين البشر.


و على المسلمين جميعاً التعلم من المسيحيين في أوربا وأمريكا كيفية التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى في ا حترام عقائدهم وتوفير الحماية لهم وتقديم الدعم المالي لأماكن عبادتهم.

خضير طاهر

[email protected]