bull;غياب الوعي وحضور اللاوعي يوهم المرأة بأنها ضحية
bull;صراع العقل مع ذاته داخلياً يحدث تصادم المشاعر بالمنطق
bull;ازدهار النهضة النسوية في مملكة الإنسانية بعهد ملك الإنسانية
مازال الجدل محتدماً بين المرأة ومتطلباتها وممارستها لحقوقها الفردية والاجتماعية والمهنية، ليبرز السؤال الحائر !! هل حقوق المرأة مهضومةٌ حقاً ؟ وهل حرمت المرأة العربية المسلمة من حقوق ؟ إن الواقع يؤكد أن المرأة تقمصت دور الضحية بغياب الوعي وحضور اللاوعي حتى أصبح سيد الموقف بإقناعها بأنها الضحية والجلاد حينما تمكن منها ذلك الفكر الخاطئ والمفهوم غير الصحيح متزامناً مع دخول أفكار ودعوات مبطنة تطالب بحقوق المرأة العربية المسلمة التي لم تحصل عليها بعد.

بما أن الحقَ أحقُ أن يتبع فإن كل حقٍّ يثبته الشرع يجب التسليم به وكل حقٍّ لا يقره الشرع لا يجب التفكير فيه وبهذا الفهم يمكننا أن نسأل : هل تطالب المرأة بحقوق أم تطالب بتعزيز الحقوق ؟ على أي حال دعونا نطرح تلك الحقوق بقصد مناقشتها وإيجاد آليات تطبيقها وتحقيقها:

حق المرأة في التعليم
المرأة تتعلم فعلاً ولكنها أحياناً لا تكمل تعليمها نظراً لأسباب منها النظرة القاصرة لدى بعض فئات المجتمع بعدم ضرورة إكمالها للتعليم بحجة أن دورها يقتصر داخل أسوار ومحيط حياتها الزوجية مما يوجد خللاً وعدم توازن داخل الأسرة ليترك ذلك التجاهل نتائج سلبية فكيف يتناسى الأهل أن الإنسان كتلة مشاعر ومنطق عقل فعندما نخاطب إنساناً فكأنما نخاطب مشاعره أو عقله أو الإثنين معاً فالنهي دون تبرير يدفع العقل لمخاطبة المشاعر فيبدأ الصراع الداخلي مع الذات لعدم وجود أسباب مقنعة لهذا الرفض فينتج عن ذلك (التصادم بين المشاعر والمنطق ).

حق المرأة في العمل
من حقها العمل إذ توفر للمرأة العاملة الجو الصحي والمكان المناسب حسب عادات وتقاليد المجتمع ومراعاة خصوصيتها وحقها في الحصول على حقوقها إذا تعرضت لمشكلة ما وحقها في معرفة القوانين واللوائح والنظم وحقها في تفعيل الأقسام النسائية وعدم جعلها مجرد واجهة. وتعزيز فكرة العمل لدى الأهل والفتاة نفسها وتأكيد أن العمل أفضل من الاتكال على الغير واللجوء إلى الطرق غير المشروعة لكسب لقمة العيش فلا يخفى علينا ظروف الكثيرات من النساء فهذه مطلقة وهذه أرملة وتلك يتيمة لا يجدن من يعولهن وهذا سبب وجيه لسعيهن وراء الكسب الحلال وإعانة أنفسهن وذويهن.

حق المرأة في اتخاذ القرار
من حق المرأة أن يكون لها كلمة ورأي في اتخاذ قرارها وتحديد مصيرها ولا يجوز النظر إليها بعين القاصر كما يفعل البعض الذين يستدلون على أمور من القرآن والسنة بجهالة وعدم دراية فيرددون بلا فهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (ناقصات عقل ودين )

حق المرأة في اختيار المهنة
من حق المرأة اختيار المجال الذي تريد ومن حقها أن تمنح حقها لممارسة المهنة الشريفة كممرضة أو غير ذلك من الأعمال مثلاً دون ممارسة ضغوط نفسية من قبل الأهل والمجتمع.

حق المرأة في إذابة العوائق
يجب أن تتكاتف الجهود ابتدءاً بإذابة العوائق غير المبررة وتسهيل الاجراءآت وأخذ الحقوق بصورة صحيحة ومنطقية ومدروسة حتى تعطي نتائجها الإيجابية في أقصى فترة دون تشنجات ومن دون أن تؤدي إلى مضاعفات غير مرضية ولا مقنعة وانتهاءاً بالحقوق المدنية، حتى تشارك المرأة في اقتصاديات وطنها بشكل واضح ومؤثر.

حق المرأة في الرئاسة
للمرأة حق في الرئاسة والإدلاء برأيها في الأمور والقرارات المصيرية.

أعز الإسلام المرأة ورفع من شأنها وقدرها وكل هذه الحقوق كفلها الإسلام للمرأة وفق قاعدة دينية متينة دون إفراط ولا تفريط ويبقى سبب عدم التطبيق الصحيح لأوامر الدين الحنيف مرتطاً بالتفسير الظاهري للمسألة دون التعمق وإهمال الجانب الديني بحجة الانشغال وترك التفاسير لأهل الاختصاص دون اجتهاد شخصي منا. فعلينا أن ننقب عن أمر واحد وهو : كيف تستطيع المرأة أن تبرز شخصيتها وتزيد من كفاءتها في ظل مجتمع له فكره وعاداته ؟

أولاً : المرأة لديها امكانيات وقدرات وطاقات هائلة و إبداع خاص.
ثانياً : أثبتت المرأة السعودية نفسها وبأنها قوية صامدة تتحدى الصعاب وأنها قادرة على مواجهة العوائق الاجتماعية.
ثالثاً : إذا استبعدت العوائق فإن عدم نيل الحقوق يكون سببه قلة الهمة.
رابعاً : ضرورة تكثيف جهود توعية المجتمع عن طريق وسائل الإعلام وإلقاء الضوء على دور المرأة الهام وإسهامها في التنمية والتوعية بفتح الحوار وإقامة الندوات والمحاضرات التي من شأنها تثقيف المجتمع.
خامساً : حفظ الله لنا مليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز لدوره الكبير في النقلة الفكرية والنهضة التي تعيشها المرأة السعودية.

سميرة مدني
إعلامية وكاتبة إجتماعية
[email protected]