بعد أن تشتت الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى، أخذت بريطانيا وفرنسا بالتخطيط لتشكيل الاطر السياسية والادراية لبقايا الجسم العثماني، عرفت هذه التخطيطات فيما بعد باتفاقية سايكس-بيكو.


شكلت العراق (او المملكة العراقية انذاك) ونصب على عرشها الملك فيصل الاول، وبقت تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1932، حيث استقلت العراق كمملكة وحكمها الهاشميين أبناء الشريف حسين حتى اليوم الذي قامت فيه مجموعة ضباط بقيادة عبد الكريم قاسم بالاطاحة بالحكم الملكي واعلان الجمهورية العراقية عام 1958.


اما الكويت التي كانت مدينة تجارية على ساحل الخليج العربي، وازدهرت بفعل التجارة البحرية، فقد كانت محمية بريطانية حتى عام 1961، حيث تم الغاء معاهدة الحماية مع بريطانيا واعلان استقلال الكويت كامارة يحكمها آل مبارك الصباح.


ان العلاقات السياسية بين العراق والكويت كانت دائماً في حالة مد وجزر، ولكنها وصلت الى حد الذروة من السؤ في عام 1990 حيث أمر الرئيس المخلوع صدام حسين (والذي اعدم في قضية الدجيل بتهمة قتل اناس ابرياء) الجيش العراقي وقوات الحرس الجمهوري باجتياح دولة الكويت وضمّها الى العراق كمحافظة تابعة الى الجمهورية العراقية، وبعد أشهر قامت قوات التحالف بطرد القوات العراقية من الكويت.


قبل أيام ساءت من جديد حالة الانواء الجوية في سماء العلاقات السياسية بين العراق والكويت، وبدأنا نسمع من جديد من بعض الاطراف هنا وهناك وبصورة مباشرة وغير مباشرة جمل التهديد والوعيد، وبدأ المسببون في تعكير الاجواء بالاشارة الى التأريخ الذي يربط الكويت بالعراق، وبما معناه أن الاخ الصغير يجب ان يحترم اخوه الكبير والاّ فقد اعذر من انذر. وعلى هذا الوتر حاول بعض السياسيين من هذا الجانب او ذاك ان يدخلوا الشعبين الشقيقين في متاهات نفسية وعداوات لا يشفي غليلها الاّ الله سبحانه.


ان دولة اسرائيل اسست على اساس التأريخ وبأن اليهود كانوا في الماضي اصحاب ارض فلسطين وبأنه موطنهم الموعود، وها هي الجامعة العربية والعالم العربي ومنهم العراق والكويت يعتبرون اسرائيل محتلة ومعتدية ويصفونها بالدولة المغتصبة. ان من يشيد بالتأريخ المشترك بين العراق والكويت في غير مصلحة البلدين ولغاية في نفس يعقوب، ومن يقول بأن الكويت عراقية، حاله حال الشخص الذي يعترف بأن فلسطين يهودية.


د.لؤي الجاف