بمقدمات واضحة وبسابق انذار وبترتيب معين عادت الى الواجهة المناوشات الكلامية بين العراق والكويت. ابطال هذه المناوشات التي وصلت في بعض مفاصلها الى quot; العيب والخروج عن حدود الكياسة quot; هم المستفيدين من هذه الحرب في كلا الجانبين العراقي والكويتي اضافة الى بعض وسائل الاعلام العربي التخريبي الذي يصب الزيت على النار بكل لئم وخبث وعدم حياء. ويشاركه بهذه الصفه المعيبة بعض الاعلام العراقي والكويتي. من اصحاب طبول الحروب بكل انواعها. بذات الوقت ومن جانب اخر يبقى الاعلام المهني والحريص في كلا البلدين quot; يكابد quot; لاجل مقاومة هكذا اصوات مخربة تطفوا على السطح مثل الطفليات لتدمير اي بارقة أمل ين البلدين الشقيقين والجارين.
نعم الموقف الذي تناقلته وسائل الاعلام عن رفض الكويت لخروج العراق من طائلة البند السابع، مثل هكذا خبر فيه الكثير من الاستفزاز للمشاعر العراقية خاصة وان العراقيين كشعب دفعوا مايفوق اي تصور و يفوق اي طاقة تحمل انسانية جراء افعال وجرائم النظام الصنمي المتخلف. وان اي محايد او منصف يجب ان يشير الى ان الكثير من حروب وعبث ذلك النظام كان بدعم من بعض الاطراف العربية المعروفة.ولكن حتى موقف الكويت الجديد هذا ممكن ان تتم مناقشته بشكل مباشر مع القيادة الكويتيه بذات الوقت الذي يتحرك فيه العراق كدولة على المستوى الدولي quot; والغربي quot; على وجه الخصوص لتثبيت مطالبه المشروعة للخروج من هذا البند اللعين. وفي النهاية العراق اليوم يملك مصالح متبادلة مع دول عظمى ومؤثرة وبقليل من الخطوات السليمة وبعد النظر السياسي والاقتصادي سيصنع ان اجاد اصول quot; هذه اللعبة quot; الكثير من عوامل الدعم في عواصم كبرى مثل واشنطن ولندن وباريس وموسكو وبكين وكل دول الاتحاد الاوربي. كما يجب ان يكون واضحا ان القرارات ومصانعها ومطابخها توجد في هذه العواصم وليس في محيطنا الاقليمي.
لان هذا المحيط في احسن احواله لن يكون غير متلقي ومنفذ لهذه القرا رات. ولكن حتى هذه الحقيقة يجب ان لاتنسي الكويت دورها الذي يجب ان يكون ايجابي باعتبارها طرف رئيسي في هذا الموضوع التاريخي المزمن وهذا يتطلب نوع من المرونة والنظر البعيد وايضا الحكمة التي لاتفتقدها الكويت. بل ان الفرصة مناسبة الان ان تبادر الكويت بخطوات ايجابية واضحة طالما يوجد في الطرف العراقي رئيس اعلى سلطة تنفيذية في العراق ممثل بالسيد المالكي الذي يملك الكثير من عناصر القوة والعزم والدعم الدستوري على مستوى البرلمان ومجالس المحافظات مما يساعد ايجابيا في حسم الكثير من الملفات العالقة بين البلدين.
اما من الجانب العراقي وهذا مايخصني كمواطن من هذا البلد العظيم. يجب ان نبني ستراتجية واضحة وصريحة في علاقتنا مع الكويت، كما يجب ان ترسم سياسات واضحة المعالم اتجاه دولة الكويت الشقيقة والجارة وهذه السياسات يجب ان تكون مجموعة خطوات ثقافية ورياضية واجتماعية وفنية وسياسية واقتصادية، لان الشرخ الذي حدث بين البلدين جراء الغزو الصنمي لايمكن ان يندمل بسهولة دون رؤيه شاملة تاخذ كل امور الماضي والحاضر بنظر الاعتبار. اما ترك الامور بيد المتعصبين والمتطرفين من الجانبين فهذا في واقع الامر اسؤ الحلول ولن تنجح كل مرة محاولات حكومية مشتركة لاجل استيعاب هذه المواقف المتطرفة. ان اصلاح جوهر العلاقات بين الكويت والعراق لاتحتاج الى quot; بوس لحى او كلام قومجي فارغ او كلام عاطفي انشائي او حتى غزل سياسي quot; بل بحاجة الى مفاوضات طويلة وكبيرة وصريحة دون ضجة اعلامية. وان على اهل الكويت معرفة حقيقة تاريخية كبرى تقول ان العراق quot; بلد جريح quot; لكنه لن يموت لانه من الشعوب الحيه التي تنهض بقوة وعزم بعد كل كبوة او انتكاسة، هكذا هو حال صناع الحضارة والتاريخ دائما. كما عليهم ان يعوا جيدا ان الحقوق التي توخذ في في زمان quot; الجروح والانتكاسات quot; لايمكن ان تكون حق مكتسب على حساب مصالح العراقيين الاكارم وبلدهم العظيم. من جانب اخر على بعض العراقيين ان يتصرفوا بحكمة وواقعية تقول الان quot; ان الكويت دولة مستقلة وهي ليس لقمه سائغة وسهلة كما يتصورها البعض quot; بل وكفانا حروب وعلينا الانتباه لبناء بلدنا ومستلزمات قوته في كل جوانب الحياة فالواقع الدولي ومصالحه الستراتجية له تاثيرات كبرى في بناء نوعية وحجوم الدول في المنطقة. ومثال على ذلك ان العرب منذ عشرين عام يتوسلون باسرائيل لاعطائهم قرية صغيرة ضمن حدود القدس لتكون عاصمة لدولة فلسطين المؤجلة ومازالوا لحد هذه اللحظة يحلمون بتلك القرية القدسية المزعومة، بعد ان تخلوا عن اهم مقدساتهم السماوية الى اسرائيل. لقد تبرع صدام الى كل quot; دول الجوار دون استثناء quot; باراضي عراقية دون رادع اخلاقي او وطني خاصة في مرحلة الثمانينات والتسعينات. لذلك علينا بناء بلدنا وجعله مركز اقتصادي وسياسي وثقافي يليق به وان يكون صلة تواصل المنطقة والاقليم من خلاله مع الغرب وحينها سترجع الينا راكعة كل حقوقنا بدون حروب ولاقطرة دم واحدة. فالعراق يمتلك الثروات والكفاءات وهذا مايفتقده الاخرون. لذلك علينا التركيز على بناء بلدنا بقوة وعزم وترك شعار الانتهازيين quot; الكويت العراقية quot;. فالكويت اليوم دولة مستقلة وذات سيادة. ويجب تقدير هذا الواقع والتعامل معه باحترام متبادل. طالما توفرت نفس الرغبة عند الجانب الكويتي.
محمد الوادي
[email protected]
التعليقات